افتتاح المستشفى الكبير بالجديدة رغم الإكراهات

المستشفى يسير بأحدث الطرق لكن مشكل سوق الجملة مازال يؤرق المرضى والعاملين شرع في العمل بالمستشفى الكبير بالجديدة منذ بداية غشت الماضي، بعد تأخير دام أكثر من ثلاث سنوات، جراء بروز مشاكل لم تكن منتظرة، ترتبط بقرار تحويل سوق الجملة والمحجز البلدي، الذي يشكل نقطة سوداء أمام هذه المعلمة الصحية، الأولى من نوعها بالمغرب. ينتظر المسؤولون عن قطاع الصحة، كما ينتظر سكان ومواطنو دكالة، حلول جلالة الملك محمد السادس بالجديدة قريبا، للإشراف على تدشين المستشفى الكبير، الذي شرع العمل به منذ أزيد من شهر. وكان جلالة الملك أشرف على وضع الحجر الأساس للمستشفى في 7 يوليوز 2007، وكان منتظرا أن يفتتح أبوابه في وجه المرضى نهاية سنة 2010، إلا أن مجموعة من المشاكل المرتبطة بتصفية مشكل سوق الجملة حالت دون ذلك. مستشفى بمواصفات عالميةعانى مرضى إقليمي الجديدة وسيدي بنور كثيرا جراء تأخير افتتاح هذا المستشفى، لانتفاء شروط وظروف العمل بمستشفى محمد الخامس الذي رأى النور سنة 1945 من القرن الماضي. ودفع ذلك أطباء وممرضي المستشفى نفسه إلى الإحجام عن تقديم الخدمات بدعوى غياب التجهيزات والأدوات الطبية والأدوية. وكان بعض هؤلاء يتحججون بذلك للتهرب من أداء مهامهم تجاه المرضى. واضطرت المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بالجديدة إلى تكثيف اتصالاتها إقليميا ووطنيا لتسريع إخراج هذه المعلمة إلى حيز الوجود.الآن، وبعد تأخير دام حوالي ثلاث سنوات، عملت المصالح الصحية الإقليمية على نقل كل الأقسام المرتبطة بالفحوصات المتخصصة التي كانت موجودة بمصلحة الأندلس إلى المستشفى الكبير وشرعت في مزاولة مهامها بطريقة حديثة، تضمن للمرضى عامة، وذويهم خاصة، نوعا من المعاملة الكريمة المبنية على الاحترام والإخلاص في العمل. ووقفت «الصباح» خلال زيارتها للمستشفى على ظروف وشروط العمل ووجدت المرضى وأهاليهم جالسين في مقاعد بقاعة الانتظار، يرنون إلى السبورة الإلكترونية التي تعلن عن أرقام خاصة بهم حصلوا عليها بمجرد ولوجهم البوابة الرئيسية.وقال أحد الأطر العاملة بالمستشفى الكبير بالجديدة، «إن الأخير هو واحد من بين 12 مستشفى بالمغرب، وأنه الأول الذي فتح أبوابه في وجه المرضى، وأنه يتوفر على بناية من الطراز العالي وعلى تجهيزات ستوفر كل الخدمات الضرورية دونما حاجة إلى أعذار واهية». وطالب المصدر ذاته من المواطنين عموما، والمرضى خصوصا، بالعمل على الحفاظ على هذا المكسب الكبير، الذي يضاهي المستشفيات الأوربية، إذ تكفي الإشارة إلى أن البيوت عبارة عن غرف مجهزة بكل التجهيزات الضرورية من هاتف ومرفق صحي بالماء الساخن كما في الفنادق المصنفة. سوق الجملة نقطة سوداءيرى العديد من المتتبعين أن وجود سوق الجملة بالقرب من المستشفى الكبير يشكل نقطة سوداء ويسيء إلى جمالية ورونق الفضاء. وقال مسؤول بالجماعة الحضرية بالجديدة لـ «الصباح»، «إن المجلس البلدي حاول، إلى جانب بقية الشركاء، إيجاد حل جذري لهذا المشكل، وطرح عدة سيناريوهات واقتراحات من أجل إخراج سوق الجملة بعيدا عن المدينة، ومنها إحداث سوق نموذجي بالقرب من سوق الحمراء الحالي، بعد أن أجهز على السوق القديم، أو إحداثه على تراب جماعة مولاي عبد الله بشراكة مع الجماعة القروية ذاتها، وإن كان هذا الاقتراح رفض من طرف التجار لبعده عن المدينة». وطالب أحد العاملين بالسوق اليومي من المجلس البلدي والسلطات الإقليمية، الإسراع بإيجاد حل جذري لسوق الجملة، مع مراعاة مصالح العاملين به والفلاحين وتخصيص تعويض للذين اشتغلوا به منذ سنوات. معلوم أن فضاء السوق يشكل خطرا على المبنى ذاته، إذ توجد به العديد من الجرذان كما أن سوره سهل التسلق والقفز إلى المستشفى. ومعلوم أيضا أنه يعرقل حركة المرور من وإلى المستشفى الكبير والسجن المحلي لسيدي موسى، وأصبحت الضرورة تفرض توسيع الطريق المؤدية إليهما وتثنيتها.وكان المواطن بإقليم الجديدة وسيدي بنور يعلق آمالا كبيرة على افتتاح المستشفى الكبير الذي من المنتظر، أن يحل مجموعة من المشاكل المرتبطة بالعلاج والتطبيب، سيما أن مستشفى محمد الخامس، الذي يرجع تاريخ إحداثه إلى الأربعينات من القرن الماضي، فقد الكثير من بريقه ولم يعد صالحا ولا مستعدا لاستقبال المرضى، في ظل غياب التجهيزات الأساسية والمعدات الطبية. بطاقة تقنية أكدت مصادر طبية لـ «الصباح»، أن المستشفى الكبير الذي وضع حجره الأساس جلالة الملك منذ ست سنوات، يقع على مساحة عشرة هكتارات، منها 26.000 متر مربع مغطاة، وخصصت له 319 مليون درهم، من ميزانية الدولة والبنك الأوروبي للاستثمار. ويشمل المستشفى مجموعة من المرافق الاستشفائية المهمة، ستعمل بدون شك، على تطوير الأداء العلاجي من جهة وستخفف العبء على المرضى والمواطنين من جهة ثانية. ومن بين هذه المرافق، 7 وحدات للفحص بالأشعة و6 مختبرات و8 أجنحة للجراحة و4 وحدات للتوليد. وتصل الطاقة الاستيعابية إلى 180 سريرا للطب العام والجراحة و120 موجهة لطب الأمهات والأطفال و145 سريرا لاختصاصات أخرى، أي ما يعادل إجمالا 445 سريرا. ومن المتوقع أن يحقق المستشفى طفرة نوعية، سيما وأنه سيتوفر على طائرة هيلوكوبتير تكون رهن إشارة الإدارة للتدخل في الحالات الحرجة. وهناك قسم خاص بالأمراض العقلية في طور الإنجاز يتوفر على 30 سريرا ويتوفر على إدارة مستقلة بذاتها.ويأتي هذا المستشفى ليعزز الترسانة الصحية والطبية بالمغرب، للإسهام في بلورتها وتطويرها، وسيعمل على تلبية حاجيات حوالي مليون شخص، كما سيلبي طلبات واحتياجات أخرى لأشخاص محتملين يترددون على المنتجعات السياحية. وأكدت مصادر طبية أن عدد الأطباء الموضوعين رهن إشارة المندوبية كاف جدا، مشيرة إلى أن هناك خصاصا في الممرضين المتخصصين سيما في قسم الإنعاش. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

افتتاح المستشفى الكبير بالجديدة رغم الإكراهات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تربية الأحياء البحرية موضوع يوم دراسي بالحسيمة

أحسن الطرق لاستخدام المضادات الحيوية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات