الشنقيطي: برنامج عملنا قابل للتحقيق

مرشح حزب الأصالة والمعاصرة بالحي الحسني بالبيضاء أكد أن التدبير يتطلب عقليات جديدة مبدعة أكد صلاح الدين الشنقيطي، وكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة أن التنمية لن تكتمل كل حلقاتها دون مشاركة واعية هادفة للمواطنين، وإلا سنكون أمام مؤسسات مفرغة وأمام مواطنين غير ممثلين. وأضاف الشنقيطي أن الثقة موضوعة في الشباب والنساء، والأجيال الجديدة التي لم تمارس السياسة قبل اليوم، وبأن "مسؤولية المواطنة تقتضي المشاركة الفاعلة، لا السلبية، وأن الاحتجاج بعد الانتخابات على وضعية التنمية ليس هو البديل، الذي يكمن، وهذه قناعتنا، في المشاركة في صنع هذه المؤسسات، ومواكبتها ولم لا محاسبتها". في ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: المصطفى صفر شكلت عمالة الحي الحسني في السنوات الأخيرة سوقا انتخابية مكنت البعض من الوصول إلى قبة البرلمان مثل رئيس الحكومة الحالي وغيره، دون أن يلتفتوا إلى المنطقة أو يدافعوا على تحقيق تنمية حقيقية بها، ما هي ضماناتكم لعدم تكرار هذه الممارسات؟ > مع تحفظي على عبارة "سوق انتخابية"، يجب التمييز بين مستويات التمثيل. التنمية المحلية لا تهندس عبر مؤسسات التمثيل الوطني، بل عبر قرارات تصدر إما عن مجلس المقاطعة، أو مجلس المدينة أو مجلس الجهة. صحيح أن اختلالات عدة يرصدها المواطنون بخصوص تنمية عمالة الحي الحسني، ويقارنون وضعيتهم بوضعية عمالات يتشاركون معها فضاء مدينة الدار البيضاء. ترشيح اليوم إلى جانب نساء وشباب هذه العمالة، يرمي إلى تجاوز ما تفضلت به، فعمالة الحي الحسني في حاجة اليوم إلى ثلاثة مستويات للاشتغال: الأول، هو التشخيص الحقيقي لوضعية كل قطاع على حدة. كثيرا ما نتحدث عن الخصاص، لكن هل هناك دراسة في الموضوع، هل هناك إحاطة بالإشكال في المجال الترابي في كليته؟ لا نجد شيئا. الثاني: برنامج عمل قابل للتحقيق، يضع الأولويات من جهة، ويحدد المسؤوليات من جهة ثانيا، ويكون نتاج تصورات تشاركية على أكبر مدى ممكن. ثالثا، الترافع لفائدة العمالة لدى مجلس المدينة ولدى مجلس الجهة، فالعديد من المشاريع الطموحة قد يقف حائلا لتحقيقها التمويل اللازم أو الخبرة المتطلبة، وهنا تظهر الحاجة إلى ممارسة "ضغط" لفائدة العمالة لدى المؤسسات المنتخبة، وبالتالي، فسؤال التنمية هو انشغالنا، ومبرر ترشحنا، لكن تحقيقه يتوقف على المحددات التي وضحت جانبا منها. > تدهورت جودة الحياة بمجموعة من الأحياء بسبب بعض الأنشطة وسلوكات أثرت في تقهقر المجالات الثقافية والرياضية والفنية، سيما أن المنطقة أعطت سابقا العديد من المواهب في مختلف المجالات، ما هو برنامجكم لبعث وإحياء المجالات التي افتقدت؟ > تندرج هذه المجالات، بشكل عام، ضمن اللا مفكر فيه في أولويات عمل مجالس الجماعات الترابية، بالرغم من أنها ميادين تنتج العديد من المواهب وتبرز العديد من النجوم، كما أنها قادرة على إدماج الشباب وتجنيبه كل مظاهر الانحراف، وإذا رصدت جيدا تطور البنية التحتية القادرة على الاستجابة للأجيال الجديدة من الشباب والأطفال، ستجد بأنها الأقل تطورا والأقل قربا من المواطنين. هذه قطاعات تحظى بالأولوية لدينا في حزب الأصالة والمعاصرة، وسبق لي أن اشتغلت مع النسيج المدني بالعمالة على مبادرات في هذا الموضوع. الرقي بجودة الحياة يتطلب برنامجا تنمويا بهواجس بيئية وثقافة للاستدامة، والرهان على العنصر البشري، وهنا سأعود إلى سؤالك الأول، لكي أقول إن التدبير الجماعي يتطلب عقليات جديدة، مبدعة في ما تقترحه من برامج، منفتحة على الجميع دون إقصاء، بغاية أن يستفيد أكبر قدر من نتائج التنمية المحلية، وهي غاية سنتحد لها، بغض النظر عن الموقع الذي ستخوله لنا صناديق الاقتراع، وإن كنا نتوق أن نشكل بديلا للتجارب التي مرت إلى يومنا هذا. مقاربة تشاركية اتسع المجال الجغرافي لعمالة الحي الحسني، في الخمس سنوات الأخيرة، وظهرت أحياء جديدة، في امتداد الألفة نحو الحدود مع دار بوعزة وكذا ليساسفة، وأدى هذا التطور العمراني والديمغرافي، إلى مشاكل اقتصادية واجتماعية، كما أبرز ضعف البنيات التحتية سيما الطرق، ومداخل العمالة، هل تتوفرون على تصور لهذه الإشكالات؟ > نتوفر على برنامج يجيب عن الثضايا المرتبطة بالبنية التحتية لا سيما الطرق، ومشاكل تجهيز الأحياء ناقصة التجهيز، وما تعاني منه المناطق الصناعية...لكن، أريد أن أتحدث، وهذه قناعتي، على أن الأمر يتطلب دراسة موضوعية لكل هذه الملفات، وتقديم تصورات للحلول نتاج مقاربة تشاركية منفتحة على المهنيين وعلى عموم المواطنين، ثم التمويل اللازم...لهذا، ومن خلال تجربتي في مجلس الجهة، فإن ثقافة التدبير هي التي يجب أن تسود، بخصائصها المعروفة، أما وضع مخطط التنمية المحلي بأدوات تقليدية، وباستشارات محدودة، وبرهانات انتخابوية، وترك المشاكل الجوهرية تتفاقم، فهو الذي أدى إلى ما نلاحظه اليوم. سنوقف التدبير الهاوي للتنمية دخلتم غمار الانتخابات التشريعية بدائرة عمالة الحي الحسني، ترى ما هو البرنامج الذي تتبنونه بديلا عن التجارب السابقة وما هي القيمة المضافة التي تحملونها لهذه المنطقة؟ > لائحة حزبنا تقدم اليوم بديلا للمواطنين. البرنامج مهم لأنه خارطة الطريق، والأرضية للتعاقد مع المواطنين، لكن في اعتقادي هناك الأهم، وهو فريق العمل المرشح الذي راكم تجارب متنوعة، شخصية أو مهنية أو انتدابية رائعة، والطموح الذي يسكنه لتقديم ما أسميته بالقيمة المضافة، إضافة إلى منهجية العمل القائمة على التشارك والإنصات والتفاعل والقرب... لا ندعي أننا نمتلك خاتما سحريا للتغيير، لكننا نتعاقد مع سكان العمالة على أسس واضحة مبينة في الآتي: سنوقف التدبير الهاوي للتنمية على مستوى المجال الترابي للمقاطعة، وسنضع الخيارات كما الصعوبات أمام السكان لكي يقرروا فيها، وسنعمل جاهدين على توفير التمويل اللازم للمشاريع المسطرة، مع متابعة دقيقة لإنجازها...إنها في النهاية المسؤولية المقترنة بالمحاسبة. نجسد قيم المناصفة والتشبيب تركز الأحزاب على فئتي والشباب والنساء، سيما أن بعض اللوائح ملئت عن آخرها بأسماء شابة أو نسوية، لدرجة تعذر في بعض اللوائح توفير كل صور المرشحات، هل حملة التشبيب مطلب حزبي في نظركم أم أنها مجرد موضة لإبراز العضلات؟ > سأجيب عن السؤال انطلاقا من تجربة حزبنا، لأن لا حق لي في تقييم تجارب الآخرين. حزبنا، كما يعلم الجميع هو إجابة تنظيمية لرغبة في ممارسة السياسية بشكل آخر، ولتوسيع دائرة التنخيب لتشمل النساء والشباب. لا يتعلق الأمر بموضة، ولا برغبة في استمالة هذه الأصوات التي تشكل اليوم النسبة الأكبر لجسم الناخبين. إننا نجسد قيم المناصفة والتشبيب التي نؤمن بها في ترشيحاتنا، وفي ترتيب مرشحينا، إيمانا منا بأن إتاحة الفرصة للنساء والشباب هو تمكين الجزء الأكبر من الهرم السكاني من التمثيل ومن معالجة القضايا المرتبطة بالشباب والمرأة. لقد نجحنا في الانتخابات السابقة في تجديد النخب السياسية والمحلية، ونأمل أن نضيف إلى لبنات الاستحقاقات الماضية، جيلا جديدا من المنتخبين القادرين على رفع التحديات المطروحة، وتنزيل النموذج التنموي الجديد. التشغيل والصحة والتعليم من أولوياتنا لأول مرة ينظم اقتراع ثلاثي في يوم واحد لاختيار ممثلين بالجماعة والبرلمان والجهة، كيف تقيمون هذه التجربة، وكيف استعددتم لها، وما هو التصور الذي تقدمونه بديلا لسكان المنطقة؟ > بالفعل، بلادنا ستجري في الثامن من شتنبر المقبل انتخابات برهانات متعددة، وتهم مستويات انتدابية مختلفة، وفي داخل نفس الانتداب لوائح متنوعة، هذا يطرح تحديات على الأحزاب وعلى الإدارة الانتخابية، فهو يتطلب تهييئا كبيرا على مستوى إعداد لوائح المترشحين، وترتيبهم، وتوفير اللوجستيك اللازم لإدارة الحملة الانتخابية، التي تجرى في ظل ظروف خاصة مرتبطة بجائحة كوفيد. كما أنها تستلزم تواصلا معينا مع السكان، حتى يستطيعوا التمييز بين اللوائح وبين المترشحين...من السابق لأوانه الحكم على هذه التجربة، حتى تنتهي وإذاك يمكن استخلاص الدروس بشأنها. أما التصورات التي نقدمها للسكان فهي على ثلاثة أشكال: تصور محلي خاص بالعمالة، تصور آخر يهم الجهة التي ننتمي إليها، فتصور وطني يهم الانتخابات التشريعية، وكل تصور من هذه التصورات الثلاثة يجيب على إشكالات محددة مطروحة، وعن حاجات قد تكون خاصة أو متقاسمة مع مجموع الناخبين، ويكفي الرجوع إلى تصوراتنا للوقوف عند الأهمية التي تحظى بها قضايا التشغيل والصحة والتعليم والسكن والبيئة والرياضة...وهي في اعتقادي القضايا التي يتقاطع فيها سؤال التنمية بغض النظر عن المستوى الترابي المعني به محليا كان أو جهويا أو وطنيا. التنمية لن تكتمل دون مشاركة واعية > إلام تعزون العزوف عن التصويت، وما هي مبادرتكم لتخليق الحياة السياسية وإدماج الشباب في الفعل السياسي؟ > العزوف ظاهرة، شغلت حزب الأصالة والمعاصرة منذ التأسيس، بل إن ولادته اقترنت بتدني نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية لسنة 2007، وطرح الحزب على نفسه أسئلة كبرى، هل العزوف نتاج لغياب عروض سياسية؟ أم لتضخم الأحزاب دون مشاريع خاصة؟ هل لأزمة الثقة؟ أم لأسباب أخرى قد تكون ذاتية أو موضوعية...حزبنا يؤمن بأن هناك مغربا ممكنا، وهذا المغرب لن يقوم إلا بمشاركة الجميع، وأن إشكال العزوف يمس بديمقراطيتنا وببنائنا المؤسسي، وبأن التنمية لن تكتمل كل حلقاتها دون مشاركة واعية هادفة للمواطنين، وإلا سنكون أمام مؤسسات مفرغة وأمام مواطنين غير ممثلين. لهذا، وضعنا ثقتنا في الشباب والنساء، والأجيال الجديدة التي لم تمارس السياسية قبل اليوم، وراهنا على التجديد بالرغم من كلفته، وعلى ثقة المواطن في صوته، وفي حسن اختياره، وبأن مسؤولية المواطنة تقتضي المشاركة الفاعلة، لا السلبية، وأن الاحتجاج بعد الانتخابات على وضعية التنمية ليس هو البديل، الذي يكمن، وهذه قناعتنا، في المشاركة في صنع هذه المؤسسات ومواكبتها ولم لا محاسبتها.

الشنقيطي: برنامج عملنا قابل للتحقيق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"دلتا" تلهب السوق السوداء

الملك يهنئ رئيس جمهورية أوزبكستان بعيد بلاده

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات