المحجز البلدي باسباتة…معاناة مزدوجة

سيارات محتجزة تركن خارج أسواره وفوضى حولت حياة السكان إلى جحيم «فين دابا احنا غادين نحطو هاذ السيارة؟ سؤال ردده سائق شاحنة جر على مسامع مسؤول أمني منعه من إيداع سيارة بالمحجز البلدي الفداء بداعي أنها حجزت من قبل أمن مولاي رشيد، وبالتالي يجب إيداعها بالمحجز التابع للمنطقة، قبل أن يرد عليه السائق «راه محجز اسباتة عامر، والسيارات المحجوزة موضوعة في الشارع». لم يتلق سائق شاحنة الجر جوابا مقنعا، بل الأكثر من هذا وجد نفسه مهددا من قبل المسؤول الأمني باتخاذ إجراءات في حقه في حال لم يغادر المحجز البلدي، ليبقى معلقا مثل السيارة التي تجرها شاحنته، ومثل صاحب السيارة المحتجزة والذي سيجد نفسه تائها بين مجموعة من المحاجز البلدية بحثا عن سيارته. «المحجز التابع لمولاي رشيد والموجود بشارع مقداد الحريزي باسباتة لم يعد قادرا على استيعاب السيارات المحتجزة بالنظر إلى صغر مساحته» يقول أحد أصحاب شاحنات الجر، قبل أن يضيف في العديد من المرات نضطر إلى إبقاء السيارات خارج المحجز ، وهو ما يجعلها عرضة للسرقة والإتلاف، هذا علاوة على احتجاج صاحب السيارة الذي غالبا ما يرفض أداء واجب إيداع سيارته في المحجز، بداعي أنها بقيت في الخارج عرضة للإتلاف.بين الفينة والأخرى ينشب نزاع بين المواطنين والعاملين بالمحجز البلدي، ما يخلق ضوضاء وفوضى تزعج راحة السكان الذين غالبا ما يخرجون بشكل جماعي للاحتجاج على تكدس السيارات أمام منازلهم، ما يعيق تحركات أصحاب السيارات منهم «لقد حول هذا المحجز حياتنا إلى جحيم» يقول أحد السكان في محاولة منه لإظهار حجم المعاناة التي يعانيها السكان المجاورون للمحجز.بين الفينة والأخرى يخرج السكان للتظاهر أمام المحجز مطالبين السلطات بالتدخل لإيقاف ما وصفوه بـ «الفوضى التي يعيشها حيهم»، آخر الوقفات الاحتجاجية كان يوم الأحد الماضي، حينما طفح الكيل بالسكان بعد أن لم يستجب أحد لطلبهم، وعمدوا إلى قطع الطريق المجاورة للمحجز عن طريق وضع سياراتهم بالشارع.«لقد حاولنا لفت انتباه المسؤولين إلى معاناتنا مع هذا المحجز البلدي» يقول أحد سكان درب خالد الذي يوجد به المحجز، قبل أن يضيف «لم يبال أحد بمشكلنا لذا فقد اضطررنا إلى إيقاف حركة السير».أين المشكل؟ ولماذا لم يتم بناء محجز آخر للمنطقة ما دام أنه يمكن المقاطعة من مداخيل إضافية؟ أسئلة يجيب عنها محمد نجماوي، الكاتب العام لاتحاد النقابات المهنية بالمغرب، الذي يحمل رئيس مقاطعة سيدي عثمان المسؤولية في ما يحدث، على اعتبار أن الأخير يرفض فتح محجز بلدي بشارع الجولان (قرب لافيراي السالمية) الذي أعد منذ سنوات وبه جميع المواصفات، لكنه ما زال مغلقا.الرئيس، حسب نجماوي، لا يقدم تبريرات معقولة، ما اضطر معه المهنيون بالقطاع، خاصة أصحاب شاحنات الجر، إلى استفسار نائب العمدة، الذي أكد لهم أن «رئيس مقاطعة سيدي عثمان هو الذي رفض الترخيص بفتحه».طرق المتضررون باب عامل عمالة مولاي رشيد، وعقد اجتماعا معهم طمأنهم بعمل كل ما في وسعه من أجل فتح المحجز البلدي سالف الذكر في أقرب وقت، قبل أن يتبين أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد «وعود معسولة» خاصة أن هذه الوعود قدمت خلال وجود جلالة الملك بالمدينة، ليتبين لهم أن العامل كان يهدف إلى تفادي احتجاجات كان أصحاب شاحنات الجر يعتزمون القيام بها في تلك الفترة. غياب محجز بمولاي رشيد مشاكل شاحنات الجر والمواطنين مع غياب محجز بمنطقة مولاي رشيد تعود إلى سنة 2007، حينما تم إغلاق المحجز البلدي لالة مريم بداعي تخصيص فضائه لتشييد ملاعب رياضية، مقابل تعويضه بالمحجز البلدي بشارع الجولان، غير أن لاشيء من هذا تحقق، حسب الكاتب العام لاتحاد النقابات سالف الذكر، فلا المحجز فتح أبوابه، ولا الملاعب شيدت في المحجز السابق، بل تحول إلى فضاء للأزبال.المواطن هو المتضرر من المسألة برمتها، فهو يجد نفسه أحيانا مضطرا إلى التنقل عبر مجموعة من المحاجز البلدية من أجل البحث عن سيارته المحتجزة من قبل أمن مولاي رشيد، كما أن أصحاب شاحنات الجر يمكن أن يجدوا أنفسهم معلقين مثل السيارات التي يجرونها، بعد أن لم يجدوا مكانا يودعونها فيه. الصديق بوكزول

المحجز البلدي باسباتة…معاناة مزدوجة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الجبن الأحمر" يزيد آلام "الشقيقة"

فتاة تتزعم شبكة لسرقة رواد أسواق أسبوعية بفاس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات