أسعار “الحولي” ترعب الأسر

اعتبرتها ضربا للجيوب وتهديدا للمعوزين و"كسابة" يربطونها بغلاء الأعلاف على بعد أيام قليلة من موعد عيد الأضحى، بدأ عدد من الباعة في عرض أكباشهم في أحياء المدن عبر اكتراء المحلات التجارية و"الكراجات" لتقريب الأضاحي من المواطنين، وسط أجواء تسيطر عليها اتهامات باستغلال "الكسابة" كثرة الطلب مقارنة مع العرض، تزامنا مع استئناف الحفلات والأعراس ودخول الجالية المغربية بعد فتح الحدود، لرفع الأسعار وكي جيوب المواطنين المغلوبين على أمرهم، فيما يرى البائع أنه هو الآخر ضحية غلاء الأعلاف مطمئنا بابتسامته المستهلكين بالقول "ماتخفاوش كلشي غايعيد إن شاء الله". إنجاز: محمد بها بجولة في عدد من الأحياء بالبيضاء، سارع عدد من الأزواج والآباء مصحوبين بأطفالهم لاستقصاء "ثمن السوق"، إلا أن الصدمة كانت مرسومة على وجوه أغلب الزبناء الذين كشفوا لـ"الصباح"، عن تفاجئهم بالأسعار الملتهبة التي تسيدت أجواء عيد الأضحى هذه السنة وتهدد بحرمان المغلوبين على أمرهم، في ظل تداعيات جائحة كورونا التي أدخلت عددا من المتضررين نادي "البطالة" والمعوزين. "الدرويش محال اعيد" «الدرويش محال واش اعيد هاد العام»، عبارة تلفظ بها أربعيني، وهو يتنهد، بعد أن فشل وهو يقوم بجولته بعدد من "الكراجات المصطفة"، في إيجاد ثمن مناسب يراعي قدرته الشرائية لاقتناء كبش العيد. وأوضح الرجل الذي كان يصطحب طفليه في حديث مع "الصباح"، "لا نعرف لماذا هذه الأسعار الملتهبة؟ بل المضحك والمبكي في الوقت نفسه أن الكبش الذي نساوم على ثمنه لا يستحق السعر المخصص له، فكيف لخروف ضعيف البنية لا يتجاوز ثمنه في الأيام العادية ألف درهم أن يصل سعره إلى 2200 درهم؟". بدورها، اعتبرت أرملة، كانت مرفوقة باثنتين من بناتها العشرينيتين، الأسعار المعروضة خيالية ولا تشجع على الاقتناء، كما أنها لا تراعي ظروف الفئات الفقيرة والمعوزة، مشيرة إلى أنها قضت ساعتين بحي الألفة وهي تبحث عن ثمن معقول لاقتناء خروف من نوعية "البركي" بثمن لا يتجاوز ألفي درهم حدا أقصى، دون أن تُفلح في ذلك، بعد أن صدمت بجشع باعة لا يفكرون إلا في مصلحتهم الخاصة، قبل أن تنهي حديثها العفوي "هادو أوليدي ما هامهمش الدرويش واش اعيد ولا لا". "دارها العلف" من جهتهم، علل عدد من "الكسابة" والباعة العارضين القادمين من مناطق ومداشر مختلفة تتوزع ما بين حد السوالم والبئر الجديد والعونات ومناطق أخرى بإقليم الجديدة وثلاثاء بوكدرة بآسفي وبني مسكين بسطات وتيمحضيت وصخور الرحامنة وأربعاء الغرب وغيرها، أن ارتفاع أسعار الأكباش المعروضة يعود إلى عدة عوامل من بينها التسعيرة المرتفعة ل"العلف» التي ترهق ميزانية المربين، وكذا غلاء ثمن كراء «الكراجات» والفضاءات المخصصة للعرض وتكاليف النقل من مدن بعيدة إلى وسط البيضاء. وأوضح «الكسابة» في تصريح ل"الصباح"، "الصراحة الثمن زايد هاد العام ما بين 800 و 1000 درهم ولكن ماشي حنا اللي زدناه، السبب هو العلف"، مشيرين إلى أنه لا يمكن رؤية أسعار الأكباش من زاوية واحدة وتغليب كفة الزبون على حساب معاناة الباعة الصغار الذين يعانون مشاكل كبيرة في غياب الدعم والمواكبة من قبل الجهات المسؤولة. «السلعة موجودة والشاري مازال ماكينش»، يحكي العربي من ثلاثاء بوكدرة أنه رغم الإقبال الكثيف على زيارة محله التجاري الذي يكتريه بالألفة، إلا أن عدد المشترين لا يتعدى سبعة أشخاص، معتبرا أن الأسر مازالت في حيرة من أمرها بين الخوف من اقتناء كبش بثمن مرتفع جدا وبين اختفاء الأضاحي في ظل قلة العرض مقارنة مع الطلب الذي يعرفه عيد هذه السنة. "المليح بثمنو" أوضح عدد من الباعة العارضين القادمين من البادية أن الأسعار المتداولة تبقى في المتناول، مشيرين إلى أن سكان المدينة عليهم تقبل ثمن السوق، ومراعاة تضحيات "الكسابة" الذين اختاروا اكتراء محلات لعرض الخرفان وسط الأحياء تحقيقا لمبدأ القرب، حتى تستفيد جميع الفئات الشعبية من فرصة اقتناء أكباش ذات جودة في ظروف جيدة. وشدد العارضون على أن المستهلك لا يجب أن يدقق في الثمن بل عليه التركيز على الجودة باعتبار أن "المليح بثمانو"، مشيرين إلى أسعار هذه السنة بلغت زيادة مهمة بسبب غلاء ثمن الأعلاف. "اللي ما شرا يتنزه" اكتفى زوار "الكراجات" المصطفة بالزبير والحاج فاتح بتطبيق المقولة المغربية "اللي ماشرا يتنزه"، تعبيرا منهم عن عدم قدرتهم على اقتناء أكباش غالية الثمن، موضحين أن الأسعار المُعلن عنها في الأيام الأولى من ذي الحجة دائما ما تكون ملتهبة، رغبة من العارضين في فرض الأمر الواقع وتخويف المستهلكين لحثهم بطريقة غير مباشرة على التهافت على الاقتناء وتحقيق الأرباح المطلوبة وفق منطق السوق. وكشف عدد من الزبناء التقتهم "الصباح"، استياءهم من انتشار التكلفة المرتفعة لأثمنة الأضاحي، متسائلين عن الغاية من إرهاق المواطن وضرب قدرته الشرائية طيلة السنة، لتنضاف إليها تكاليف عيد الأضحى.

أسعار “الحولي” ترعب الأسر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملك يعزي في وفاة ادريس عرشان

تهمة الابتزاز تلاحق رؤساء أندية نسوية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات