البيداغوجيا والموارد البشرية والتعليم الخاص

ملفات ساخنة على مكتب وزير التربية الوطنية المقبل مسألة وقت قصير جدا ويُعلن عن اسم الوزير «المحظوظ» الذي سيتسلم حقيبة وزارة التربية الوطنية في حكومة عبد الإله بنكيران الثانية، بعد أن وضع الخطاب الملكي حول أزمة التعليم بالمغرب، عمليا وأخلاقيا، محمد الوفا، الوزير الحالي، خارج حسابات فريق مفاوضي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، ما أحس به الداهية المراكشي الذي بدأ يسل الشوكة دون دم ويطلب السلة فارغة بلا عنب، في انتظار منصب جديد «يغبر» فيه نحاسه. الوافد الجديد لن تكون طريقه مفروشة بالورود في قطاع يوجد في منطقة ملتهبة جدا وتترقبه عيون الجميع، خصوصا بعد حالة الغضب وعدم الرضا التي عبر عنها الملك محمد السادس في خطاب 20 غشت الذي قال ما مفاده إن تعليمنا يوجد في غرفة الإنعاش، ويلزمه جراح كبير ومقتدر لإنقاذه من موت محقق خلال السنوات المقبلة، ومعه مستقبل بلد بكامله يضع قضية التعليم والتكوين والتربية مباشرة بعد القضية الوطنية.إن ما ينتظر الوزير القادم ليس مهمة مستحيلة، لكن قد تكون صعبة في بدايتها الأولى، وأهم ما تتطلبه شيك على بياض موقع من قبل المسؤولين الحقيقيين عن القطاع توضع فوقه بالبنط العريض عبارة «هناك اليوم إرادة سياسية حقيقية لإصلاح منظومة التربية والتكوين»، أما الباقي فكله تفاصيل بيداغوجية وتقنية وتدبير قطاع لن نعدم الكفاءات للقيام بها، أما في حالة العكس فسنكون مثل المجانين الذين يسكبون الماء فوق كتل الرمال، ويتساءلون عن مصيره في ما بعد.بعد الإرادة السياسية للإصلاح، قد يكون الملف البيداغوجي أهم الملفات التي سيجدها الوزير المقبل فوق مكتبه بباب رواح بالرباط، دون أن ينسى أن سلفه سبق أن قرر فسخ العقد المبرم مع الخبير الدولي البلجيكي كزافيي روجرز، رئيس المكتب الدولي لهندسة التربية والتكوين، الذي عمل مستشارا علميا للوزارة خلال تنزيل مشروع بيداغوجيا الإدماج لتفعيل المقاربة بالكفايات التي نص عليها الميثاق الوطني، بموازاة إرجاء العمل بهذا المشروع بالسلك الثانوي الإعدادي إلى حين وضع تقييم لنتائج تطبيقه بالتعليم الابتدائي.وتشكل بيداغوجيا التدريس أهم أعطاب منظومة التعليم بالمغرب. وسبق للحكومة السابقة في عهد عباس الفاسي أن أقرت مخططا استعجاليا شاملا للإصلاح، ضمنه أساسا مشروع بيداغوجيا الإدماج الذي جاء بعد إجراء تقييم لمختلف الإشكاليات التي واجهت النظام التربوي بالمغرب، وضمنها مشكلة تجزيء المعارف التي ميزت المناهج السابقة، ما يؤدي إلى تراكم هذه المعارف لدى المتعلم، ويحول، بالتالي، دون امتلاكه لمنطق الإنجاز والاكتشاف والتدبير والتواصل، بمعنى أنه يجد نفسه يتعلم من أجل أن يتعلم، وليس لفعل شيء ما أو تحليل واقع والتكيف معه استنادا على ما تعلمه.اليوم، من المفروض أن يقول لنا الوزير الجديد، هل سيعيد هذا المشروع إلى العمل وبالتالي استدعاء «بوشعكوكة» للعمل من جديد، أم سيقترح مشروعا آخر يضع حدا لفوضى المنهاج البيداغوجي ويرسم للأطر التعليمية والإدارية وأطر التفتيش معالم طريق واضحة لما ينبغي أن يكون فعلا وكيف وبأي طريقة وأي تقويم وتقييم، بعيدا عن الاستيهامات.الملف الثاني، لايقل سخونة ويتعلق بالخصاص المهول في الموارد البشرية، إذ يواجه المسؤول الجديد صعوبات النقص في الموارد البشرية المقدر بحوالي 15 ألف أستاذ في المستويات الثلاثة، خصوصا في المستوى التأهيلي الثانوي، رغم الالتحاقات الجديدة من مراكز التكوين. وتضع هذه الإشكالية الوزارة وإداراتها الجهوية واللامركزية في مأزق كبير، علما أن النقص في الأساتذة والأطر يعني ميكانيكيا اللجوء إلى الحل الترقيعي، أي تكديس المتعلمين في قسم واحد (40 وما فوق)، ما يعني قطع جميع خيوط الأمل مع هدف أسمى للتعليم اسمه «الجودة».الملف الثالث، يتعلق بتدبير العلاقة مع القطاع الخاص الذي يعول عليه لمساعدة الدولة لتحمل أعباء التعليم. وأول خطوة إصلاح الخطأ الذي ارتكبه الوفا، حين سد الباب أمام آلاف الأساتذة للعمل في القطاع الخاص في أوقات الفراغ، ما أثار موجة غضب على الوزير من قبل أرباب المدارس الخصوصية والأساتذة المستفيدين على حد سواء، ما أرغم المسؤول الحكومي على التراجع نسبيا على القرار. و»حلها يا من وحلتيها». يوسف الساكت

البيداغوجيا والموارد البشرية والتعليم الخاص

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التلفزيون ينقل البطولة مجانا منذ سنتين

مهاجرون أفارقة يطالبون بتسوية أوضاعهم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات