عـدت لأرد ديـنـا فـي ذمـتـي

زمامة العائد إلى الرجاء قال إنه يراهن على حمل القميص الوطني من جديد قال مروان زمامة العائد إلى أحضان فريقه الرجاء الرياضي، بعد تجربة احترافية في الدوريين الأسكتلندي والإنجليزي استمرت سبع سنوات، إنه عاد إلى البطولة الوطنية بحثا عن انطلاقة جديدة لمسيرته، ومحاولة استعادة البريق الضائع وسط زحمة النجوم.وكشف زمامة في حوار مع «الصباح الرياضي»، أنه فضل العودة إلى الرجاء على العديد من العروض من دول أوربية وخليجية، بعد أن لمس تطورا في البطولة على جل المستويات، خصوصا قانون اللاعب الذي بات يحفظ للممارس كرامته ويضمن مستقبله.وأبرز الدولي السابق، أنه يأمل تحقيق الإضافة لفريقه الأول، الذي فاجأه بسيره الحثيث نحو الاحتراف، واصفا بدايته المتعثرة بسحابة صيف عابرة، سرعان ما سينهض منها لتحقيق نتائج إيجابية في موسم كل التحديات.إلى ذلك، لم ينس زمامة الحديث عن المنتخب الوطني، الذي شكل على امتداد مسيرته علامة استفهام، مبرزا أن من بين أسباب العودة إلى البطولة، رغبته في الدفاع عن ألوانه من جديد، بعد أن ظل بعيدا عن أعين الناخب الوطني منذ سنوات، وبالضبط منذ رحيل الفرنسي روجي لومير، ومساعده فتحي جمال. وفي ما يلي نص الحوار: ماذا بعد العودة إلى البطولة الوطنية في سن مبكرة؟ سؤال جوهري كنت أنتظره، لأنه سيمكنني من الرد على العديد من الاستفسارات، خصوصا من قبل أولئك الذين يشككون في أسباب العودة إلى المغرب بدل مواصلة مساري الاحترافي، أو على الأقل الرحيل إلى الخليج كما يفعل العديد من المحترفين.عدت إلى المغرب بحثا عن انطلاقة جيدة، واستعادة البريق الضائع وسط زحمة النجوم. قررت العودة بعد تحسن الأوضاع في البطولة الوطنية، التي باتت تحفظ للاعب كرامته وتضمن له مستقبله. أين لمست هذا التطور الذي تحدثت عنه؟لا أتحدث عن مستوى المباريات، بل عن المستوى التنظيمي، ومدى احترام إنسانية اللاعب ومصلحته ضمانا لمستقبله ومستقبل أبنائه، وهذه كلها أمور يضمنها قانون اللاعب، ما أصبح يشجع على الممارسة. وماذا عن الأزمة المالية التي تعانيها أغلب الأندية الأوربية؟ هذا أمر واقع، والأندية لم يعد باستطاعتها صرف الملايين من أجل الانتدابات، وتغطية مصاريف لاعب أجنبي، وبالتالي فإن الممارسة محليا أصبحت أضمن وأقل تكلفة بالنسبة إلى لاعب، ناهيك عن أمور أخرى غالبا ما تكون وراء قرار العودة. بالنسبة إلى زمامة... أكيد أن الأسباب لا تختلف كثيرا عن باقي اللاعبين، مع إضافة بالنسبة إلي، هي أن قرار العودة مرتبط أكثر بدراسة الأبناء، إذ أصررت على أن يتلقى أبجديات العلم في موطنهم وبين أهلهم، حتى يتشبعوا بقيم الدين الإسلامي الحنيف، لا أريد أطفالا مركبين ومزدوجي الشخصية، أريد أبناء بقيم آبائهم وذويهم، وهذا قرار شخصي أتحمل مسؤوليته، قد يخالفني الكثيرون الرأي، لكنني متأكد من الاختيار الصحيح. كيف جاء الانفصال عن ميدلسبروه الإنجليزي؟ بطريقة ودية، ومازلت أحتفظ بأصدقاء في هذا الفريق الذي احتضنني بحفاوة، ووفر لي وسائل التألق. للأسف تعرضت لإصابة أبعدتني مدة طويلة عن الميادين، ولما عدت وجدت صعوبة في استعادة مكانتي أساسيا، فقررت تغيير الأجواء، وغم أن كل مكونات الفريق تشبثت ببقائي على الأقل موسما إضافيا، إلا أنني أصررت على موقفي ففسخنا العقد بشكل ودي، ولأن علاقتي كانت ممتازة بالفريق، واصلت التداريب بالملعب إلى حين قرار العودة إلى المغرب. هل تلقيت عروضا قبل العودة إلى الرجاء؟ بطبيعة الحال، من أندية من إنجلترا وأخرى من قبرص وتركيا، وحتى بعض العروض من الخليج، لكنني فضلت العودة في هذا التوقيت حتى أمنح لنفسي فرصة للتأمل، ثم إن تلك العروض لم ترق إلى مستوى التطلعات، فهي لا تساوي ثمن الغربة والمجازفة بمستقبل الأبناء. ولماذا الرجاء وليس أي فريق آخر بالمغرب؟ لأنه الفريق الذي تربيت بين أحضانه، وأشعر دائما أنني مدين لجمهوره بالشيء الكثير، وأتمنى أن أسدد هذا الدين، لأكون أديت واجبي، بعدها يمكن أن أناقش عروضا أخرى، لكن بعد الاطمئنان على مستقبل أبنائي بطبيعة الحال. هذا يعني أنك قد ترحل من جديد... إذا ما تلقيت عرضا في المستوى، أستفيد منه ماليا ويستفيد معي الرجاء، وهذا ما اتفقت عليه مع المسؤولين أثناء توقيعي العقد، أريد أن أسدد جزء من الدين في ذمتي لهذا الفريق. تبدو واثقا من إمكانياتك... بطبيعة الحال، فالحمد لله مازلت قادرا على العطاء، وبإمكاني إعطاء الشيء الكثير للرجاء، وللمنتخب الوطني، إذا أتيحت لي الفرصة للدفاع عن ألوانه من جديد. وماذا عن المنتخب؟ تلك حكاية أخرى، تعود بداياتها لسنوات خلت، تمنيت دائما الدفاع عن الألوان الوطنية، للأسف لم تتح لي الفرصة منذ رحيل لومير وفتحي جمال، لست أدري ما السبب، لكنني عانيت كثيرا من هذا الموضوع، أتمنى أن تتاح لي الفرصة من جديد بعد العودة إلى أحضان البطولة الوطنية. تابعت مباريات المنتخب بطبيعة الحال، بٍرأيك ما هي الأسباب الحقيقية وراء تواضعه في السنوات الأخيرة؟ أمر المنتخب يحيرني، فهو يضم لاعبين كبارا، يمارسون في أقوى الدوريات الأوربية، وحتى اللاعب المحلي، يتميز بمهارات تقنية، تضاهي أعتد المحترفين، وربما الخلل كان في تغييرات المدربين، وعدم منح الوقت الكافي لتشكيل منتخب قوي، قادر على التنافس على كل الواجهات. إذن بماذا تنصح المسؤولين ليستعيد الأسود هيبتهم؟ بخبرتي المتواضعة التي راكمتها من تجارب احترافية مختلفة، أنصح المسؤولين، بمنح الفرصة والوقت الكافي للطاقم التقني المشرف على الأسود، لأن تشكيل منتخب يمثل أمة وشعبا ليس بالأمر الهين، ولا يتم بين عشية وضحاها. يجب وضع برامج طويلة الأمد لنكون حاضرين بقوة في جميع المنافسات، ونمثل المغرب أحسن تمثيل، كما يجب العناية بمراكز التكوين، لأنها تبقى السبيل الوحيد للنهوض بكرتنا التي أكيد أنها ستعود في يوم من الأيام. كيف وجدت الرجاء بعد العودة إليه؟الحمد لله، كما تصورته وتمنيت ذلك، الفريق سباق في كل شيء، إنه في الطريق الصحيح نحو ولوج الاحتراف من أوسع الأبواب، مكتب مسير في المستوى وطاقم تقني محترف يقوده مدرب طموح، إضافة إلى بنية تحتية تضاهي أكبر الأندية الأوربية، دون الحديث عن جمهور كبير شغوف بكرة القدم، ويرسم أروع اللوحات في المدرجات. هل ندمت عن الكيفية التي غادرت بها الفريق قبل سبع سنوات؟ مرغم أخاك لا بطل، لقد كانت الظروف أقوى مني، خصوصا بعد أن تذوقت حلاوة الاحتراف على سبيل الإعارة بقطر، وعدت إلى البطولة الوطنية، لأجد نفسي أتقاضى 2000 درهم، من مسؤولين جاحدين يتوعدونك بإنهاء مسيرتك في أي لحظة، ومن دون عقد يحمي حقوقك، في ظل هواية قاتمة، تقضي على ما تبقى من صلاحيتك تدريجيا ومن دون أن تشعر، حتى تجد نفسك متسكعا في الشوارع، كما حدث ويحدث مع العديد من اللاعبين. فكان قرار «الفرار»... بطبيعة الحال، لأنه كان أهون الحلول، لم أكن لأغادر بيتي وأسرتي بتلك الطريقة لولا الظروف القاسية التي كنت أعانيها، وكما يقول المثل «تا مش ما كيهرب من دار العرس»، لكن الحمد الله استفدت من تلك التجربة، التي جعلت مني ما أنا عليه الآن. بماذا تعد جمهور الرجاء في موسم كله تحديات؟ أطمئن الجمهور بأن الرجاء بألف خير، رغم البداية المتعثرة، التي تحدث لأكبر الأندية العالمية، لكن بحكم تجربتي وخبرتي في الميدان، أؤكد أن الفريق سيعود بقوة، وسينافس على جميع الواجهات، لأنه يمتلك لاعبين كبارا، ومدربا خبيرا، وجمهورا عظيما، يتباهى به كل رجاوي غيور. أجرى الحوار: نور الدين الكرف

عـدت لأرد ديـنـا فـي ذمـتـي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بورتري: زمامة... الفنان العائد إلى ورشته

السملالي رئيسا لجمعية المدربين المكونين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات