عودة الجالية… فرحة غامرة

مغاربة العالم يصلون إلى أرض الوطن ويحيون المبادرة الملكية التي خففت عبء أسعار الرحلات تمكنت الأفواج الأولى من مغاربة العالم، الذين ركبوا في الرحلات الجوية القادمة في اتجاه المملكة، من الوصول إلى أرض الوطن، بعد أشهر من إغلاق المجال الجوي مع دول كثيرة، بسبب تفشي جائحة كورونا. ويرتقب أن يصل في الأيام المقبلة، آلاف المهاجرين وأسرهم، الذين عجز جزء كبير منهم عن زيارة المغرب، لمدة طويلة لأسباب متعددة، أبرزها الإجراءات الاحترازية المفروضة من قبل الدول، والخوف من إغلاق الحدود في وجههم عند العودة، وأيضا بسبب الخوف من الإصابة بالوباء، لكن فتح الأجواء المغربية، و اعتماد تخفيض غير مسبوق لأسعار الرحلات، شجعا الجالية على الدخول. إنجاز: عصام الناصيري / تصوير (أحمد جرفي) حطت أولى الطائرات التي نقلت مغاربة العالم، من دول أوربا، صباح أول أمس (الثلاثاء)، في مطار محمد الخامس الدولي بالبيضاء. وصادفت "الصباح" هبوط طائرة قادمة من بروكسيل، وأخرى من الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى رحلات أخرى قادمة من دكار، العاصمة السنغالية. حركة غير مسبوقة شهد مطار محمد الخامس في الساعات الأولى من اليوم الأول لفتح المجال الجوي الوطني، حركة غير مسبوقة للمسافرين، سواء تعلق الأمر بالمغاربة والأجانب العالقين في أرض الوطن، الراغبين في العودة إلى بلدان إقامتهم، أو بمغاربة العالم، الذين كانوا ينتظرون الفرصة للقاء أسرهم وذويهم، على أحر من الجمر، فرغم أسعار الرحلات المرتفعة، قبل التوجيهات الملكية القاضية بتخفيض الأسعار، فإن البعض قرر حجز مقعد في الطائرة، من أجل زيارة وطنه. هذه الحركة الكبيرة للمسافرين لا تخطئها العين، إذ يلاحظ زائر مطار محمد الخامس، مئات المسافرين في محيط المطار، ينتظرون فرصتهم لولوجه. وتمتد طوابير الانتظار أمام البوابة الخارجية للمطار، لأزيد من 40 مترا، تضم مغاربة وأجانب، بينهم أطفال وشيوخ وشباب، ينتظرون في طابور مزدحم، من أجل بلوغ بوابة الأمن الأولى، قبل الانتقال إلى منطقة التصديق على التذاكر، وشحن الأمتعة، التي كانت بدورها مزدحمة بشكل كبير. وعكس الأشهر الماضية، التي شهد فيها المطار ركودا غير مسبوق، بسبب توقف حركة النقل الجوي، عادت الحياة مجددا إلى هذا المرفق، إذ أصبح يستقبل آلاف المسافرين يوميا، وفتحت المحلات والمقاهي والمطاعم أبوابها في وجه الزوار، مع الحفاظ على التدابير والإجراءات الاحترازية. تفاؤل ورضى كانت علامات الفرحة بادية على وجوه الواصلين لتوهم من بلدان المهجر، كما أن تصريحاتهم كانت مفعمة بالتفاؤل والرضى عن مستوى الخدمات المقدمة لهم، سواء تعلق الأمر بالاستقبال الحار، أو بأسعار الرحلات التي خفضت بشكل غير مسبوق. وفي هذا السياق، تقول مهاجرة متقدمة في العمر، قدمت من بلجيكا، في تصريح لـ "الصباح"، "إن الرحلة كانت ممتعة، وجميع الخدمات متوفرة"، مضيفة "عدت إلى أرض الوطن رفقة أبنائي، وزوجة ابني وأحفادي..حجزنا مقاعدنا قبل الإعلان عن التخفيضات، نثمن هذه الخطوة، وندعو بالسداد إلى الملك، الذي خفف عنا أعباء السفر". ومن جهته، قال شاب في عقده الثاني، "ركبت الطائرة بروكسيل، رغم أني مقيم في فرنسا، لأني قضيت بضعة أسابيع رفقة بعض أفراد العائلة في بلجيكا، وقررت أن أركب الطائرة من هناك"، وأضاف أنه لم يدخل إلى أرض الوطن، منذ سنتين، خوفا من أن تغلق الحدود في وجهه، ولن يتمكن من متابعة دراسته في فرنسا، وأضاف الشاب ذاته، "عند الإعلان عن استئناف حركة الملاحة الجوية، سعدنا كثيرا بالخبر، وفرحنا أكثر بعد تخفيض الأسعار". وأما بالنسبة إلى رجل يبدو في عقده الرابع، فقال في تصريح لـ "الصباح"، إنه لم يتمكن من دخول المغرب منذ مدة طويلة، خاصة أنه ترك زوجته الحامل بالمغرب، العام الماضي، وعاد لبلجيكا، ولم يتمكن من حضور ولادة طفله الثاني، وكان ينتظر بشوق كبير فتح الحدود، من أجل جمع الشمل مرة أخرى مع الأسرة والوطن. تدابير صارمة لا يمكن إنجاح عملية "مرحبا" لهذه السنة، دون مسؤولين واعين بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، والمتمثلة في استقبال أفراد الجالية المغربية بالخارج، وتمكينها من جميع الخدمات الأساسية، والحفاظ في الوقت ذاته على سلامتهم الصحية، من خلال تدابير صارمة، هدفها الحرص على استمرار عملية استقبال المهاجرين في ظروف جيدة. وفي هذا السياق، يقول عبد الحق مزور، مدير مطار محمد الخامس بالبيضاء، "بعد اتخاذ قرار فتح الأجواء المغربية، واستئناف الرحلات الجوية، فقد عقدت اجتماعات مع جميع المتدخلين في المطار، من أجل توفير الظروف الملائمة، والإجراءات اللازمة التي من شأنها إنجاح عملية العبور، في شروط صحية ومريحة وسلسة". وأضاف مزور، أنه تم تعزيز الموارد البشرية، في نقاط التفتيش والهجرة، ومضاعفتها في ما يتعلق باستلام حقائب المسافرين، بعد غيبة طويلة قاربت السنة، واليوم هناك قرار يسمح لهم بالدخول إلى أرض الوطن مجددا، من أجل لقاء ذويهم. وتابع المتحدث ذاته، أن جميع العاملين في المطار، مجندون وفخورون باستقبال الجالية، مبرزا "نتمنى لهم عودة سليمة، كما أننا نشعر بأننا ملزمون بتوفير جميع وسائل الراحة والسلامة بالمطار". وتحدث مزور، الذي كان يشرف على استقبال المسافرين، عن الإجراءات الصحية المتخذة في المطار، وتتعلق بالتباعد الاجتماعي، وعلامات التشوير التي تنظم حركة المسافرين، داخل هذا المرفق العام، إضافة إلى ملصقات للتوعية، والتي تذكر جميع الموجودين في المطار، بضرورة الالتزام بتعليمات السلطات الصحية، من قبيل الكمامة واستعمال المعقمات. وخلص مزور، إلى أن انطلاق الرحلات الأولى، ما هو إلا بداية لمسار طويل، لاسترجاع الثقة في النقل الجوي بصفة عامة، وكذا استئناف النشاط العادي للمطار، الذي جعلته الإدارة في خدمة المسافرين المتوافدين على المملكة، وخدمة المغاربة المتجهين إلى بلدان أخرى.

عودة الجالية… فرحة غامرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كواليس الفرق

المهرجان الدولي للمديح بالعيون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات