الملك: أبعدوا التعليم عن المزايدات السياسوية

الخطاب الملكي حدد خارطة الطريق لمنظومة تعليم جيدة وفاعلة ومندمجة في العصر شكل الخطاب الملكي الأخير حول أزمة التعليم بالمغرب تحولا نوعيا، ينحو إلى الصراحة والموضوع، في التعبير عن تعثرات المنظومة التربوية التي تشكو منذ سنوات أعطاب بنيوية وبيداغوجية، وأعطابا في الرؤية والأهداف تجرها بالتدريج إلى الهاوية.وتحدث الملك محمد السادس، في خطاب 20 غشت الماضي، إلى المسؤولين عن القطاع بلغة مباشرة، مؤكدا أن الوضع الحالي للتعليم أكثر سوءا، مقارنة مع ما كان عليه قبل أزيد من عشرين سنة، ما دفع عددا كبيرا من الأسر إلى تحمل تكاليف باهظة لتدريس أبنائها في المؤسسات التعليمية التابعة للبعثات الأجنبية أو في التعليم الخاص، لتفادي مشاكل التعليم العمومي وتمكينهم من نظام تربوي ناجع. وأكد الملك على ضرورة تعزيز مجالات التكوين المهني والتقني والصناعة التقليدية، التي تمنح لمتخرجيها فرصا أوفر للولوج المباشر والسريع إلى سوق الشغل والاندماج في الحياة المهنية، مقارنة مع خريجي بعض المسالك الجامعية التي لا ينبغي أن تشكل مصنعا لتخريج العاطلين، خاصة في بعض التخصصات المتجاوزة.وأقر الخطاب الملكي بالصعوبات التي تعترض قطاع التعليم بسبب اعتماد بعض البرامج والمناهج التعليمية التي لا تتلاءم مع متطلبات سوق الشغل، إضافة إلى الاختلالات الناجمة عن تغيير لغة التدريس في المواد العلمية من العربية في المستوى الابتدائي والثانوي، إلى بعض اللغات الأجنبية في التخصصات التقنية والتعليم العالي، داعيا إلى تأهيل التلميذ أو الطالب على المستوى اللغوي، لتسهيل متابعته للتكوين الذي يتلقاه.وشدد الملك على أهمية وضرورة مواصلة تفعيل الميثاق الوطني للتربية والتكوين التي عملت الحكومات المتعاقبة، خاصة الحكومة السابقة، على تفعيل مقتضياته، وسخرت الإمكانات والوسائل الضرورية للبرنامج الاستعجالي، إذ لم تبدأ في تنفيذه إلا في السنوات الثلاث الأخيرة من مدة انتدابها. وتأسف الخطاب الملكي أنه لم يتم التعامل على تعزيز المكاسب التي تم تحقيقها في تفعيل هذا المخطط، بل تم التراجع دون إشراك أو تشاور مع الفاعلين المعنيين، عن مكونات أساسية منه.وقال الملك إنه كان يتعين على الحكومة الحالية استثمار التراكمات الإيجابية في قطاع التربية والتكوين، باعتباره ورشا مصيريا يمتد لعدة عقود، معتبرا أنه من غير المعقول أن تأتي أي حكومة جديدة بمخطط جديد، خلال كل خمس سنوات، متجاهلة البرامج السابقة، خاصة أنها لن تستطيع تنفيذ مخططها بأكمله، بسبب قصر مدة انتدابها. ودعا الملك إلى عدم إقحام القطاع التربوي في الإطار السياسي المحض، وإخضاع تدبيره للمزايدات أو الصراعات السياسوية.وفي السياق ذاته، أعلن الملك عن قرار تفعيل المجلس الأعلى للتعليم، داعيا الحكومة، في هذا الصدد، إلى الإسراع في إقرار النصوص القانونية المتعلقة بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي. يوسف الساكت

الملك: أبعدوا التعليم عن المزايدات السياسوية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جنيد يودع الجيش اليوم للالتحاق بالفتح

شقيق برلماني ببرشيد ينصب باسم ثروة والده

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات