عائلات تواجه مصاريف الدخول المدرسي بالاقتراض

البنوك أطلقت حملاتها الإعلانية الخاصة بالنفقات المدرسية قبل نهاية العطل حال العائلات، وفي حقيقة الواقع الكثير من العائلات، هذه الأيام كذاك الذي استجار من الرمضاء بالنار. بالكاد ودع الآباء والأمهات والأولياء المساكين شهر رمضان ومصاريفه الكثيرة والباهظة، حتى وقعوا بين براثين مصاريف السفر والاصطياف..وما كاد هؤلاء المغلوبون على أمرهم يتنفسون الصعداء، أو بالأحرى يلتقطون أنفاسهم، حتى وجدوا أنفسهم في دوامة إنفاق جديدة وكبيرة ومتنوعة التكاليف والمتطلبات واللوازم. منذ مطلع الأسبوع الأول من الشهر الجاري بدأت العائلات في الاستعداد وتدبر تمويل مصاريف الدخول المدرسي لأطفالهم.البنوك، من جهتها، لم تنتظر حتى يحزم الآباء والأولياء حقائبهم عائدين إلى الديار لتطلق حملاتها الإعلانية الخاصة بالدخول المدرسي، بل إنها أطلقت ذلك منذ النصف الثاني لشهر غشت الماضي. ومن هذه البنوك من لم تصبر حتى يتوجه الآباء والأولياء إلى أماكن قضاء عطلهم الصيفية ثم العودة، بل إنها شرعت في ترويج نوع من الحملات الدعائية التي تتخذ طابع النصح والتوجيه، ومنها عبارة وردت في وصلة إعلانية لبنك معروف متخصص في تقديم قروض الاستهلاك تقول مخاطبة أرباب الأسر المساكين المغلوبين على أمرهم «لا تنسوا أن تصطحبوا معكم لائحة اللوازم المدرسية (مقرارات، ودفاتر، وأدوات ...) قبل أن تختاروا أماكن قضاء عطلتكم الصيفية».المؤسسة البنكية المذكورة أرفقت وصلاتها الإعلانية بعرض شديد الإغراء يقول لجمهور الزبناء الذين أدمنوا قروض الاستهلاك إن بإمكانهم الحصول على قرض تتراوح قيمته بين 3 آلاف درهم و15 ألف درهم، ومقابل ذلك بإمكانهم أن يسددوا 10 دراهم في اليوم، وهو عرض مستمر إلى أن يضع الدخول المدرسي أوزاره، إذ ينتهي هذا العرض في 19 من أكتوبر المقبل. واحد من الذين أدمنوا قروض الاستهلاك بصفة عامة، وقروض الدخول المدرسي بصفة خاصة، يحكي كيف أنه اعتاد منذ أكثر من عشر سنوات اللجوء إلى الاقتراض عند كل مناسبة لتوفير تمدرس أطفاله الثلاثة.يقول عبد الصمد الرامضي، وهو موظف بإحدى المؤسسات شبه العمومية، إنه اقترض هذا الصيف ما مجموعه 35 ألف درهم. أنفق جزءا يسيرا منها خلال فترة عيد الفطر وجزءا آخر خلال الأيام العشرين التي توجه فيها إلى منطقة الشمال للاصطياف رفقة عائلته الصغيرة. ولم يكد الرامضي، وهو موظف مرتب في السلم الحادي عشر ويحصل على راتب محترم زيادة على العلاوات الدورية، ينتهي من ترتيب أغراض الاصطياف وباقي الأغراض التي أخذها معه للاصطياف حتى سارع إلى إعداد ملف الحصول على قرض جديد يوفر من خلاله مصاريف الدراسة.لا يعتبر الرامضي نفسه إنسانا مسرفا أو مبذرا، بل يرجع مسألة لجوئه إلى الاقتراض أمرا قاهرا لا مفر منه. «كيف يمكن أن تدخر من راتبك وأنت متبوع بمصاريف المعيشة اليومية وأقساط المنزل والسيارة؟» يتساءل الرامضي بنبرة ساخرة، في حديث إلى «الصباح»، قبل أن يضيف «القروض هي الحل، وإلا سيضطر الواحد إلى بيع أثاث بيته ليوفر تلك المصاريف، وكما ترى فالمصاريف تزداد كل يوم تنوعا وتعقدا...».الرامضي ما هو إلا عينة تمثيلية لفئات عريضة وكبيرة صارت تجد ضالتها في قروض الاستهلاك سبيلا لمسايرة مصاريف الحياة، من أصغرها حتى أكبرها، حتى أن المرء يكاد يقول قول المغني الشعبي «حياتي كاع غي كريدي.. كولشي بالكريدي.. اللي بغيتيه بالكريدي.. ناري ياما كلشي ولا بالكريدي».. محمد أرحمني

عائلات تواجه مصاريف الدخول المدرسي بالاقتراض

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جنيد يودع الجيش اليوم للالتحاق بالفتح

شقيق برلماني ببرشيد ينصب باسم ثروة والده

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات