سباق محموم لاقتناء اللوازم المدرسية

الانشغال بعطلة الصيف والخوف من نفاد بعض المقررات واللوازم أهم العوامل تعرف فضاءات بيع اللوازم المدرسية بالعاصمة الرباط إقبالا كثيفا ومحموما منذ أكثر من أسبوع. خلال جولة لـ «الصباح» بإحدى المكتبات الموجودة بمركز المدينة كان مشهد الآباء والأمهات مصحوبين بأبنائهم التلاميذ مثيرا جدا للانتباه. رجال ونساء يحملون قطع ورق يتدفقون على هذه المكتبات، وهي التي تكاد تعد على رأس أصابع اليد الواحدة، يتدافعون بالمناكب علهم يجدون لهم موطأ قدم ينتظرون فيه إلى حين دورهم. المشهد حقيقة أشبه بمشاهد سكان المناطق التي تمر بظروف عصيبة إما لحرب أو نزاع أو أي مظهر من مظاهر الاضطراب. يصطفون ويتسابقون وكأن الأمر يتعلق بالحصول على زاد أو طعام قليل الكمية سينفد مع انتهاء جولة أول الواصلين. الناس يتسابقون وكأن فوق رأسهم الطير، يكتظون فتضيق بهم الفضاءات بما رحبت، ويشرعون في دفع بعضهم البعض والزمجرة في وجوه بعضهم، هذا إن لم يحدث أن تتحول الزمجرة أو التدافع إلى تشابك وعراك.في المكتبة التي تجول بها «الصباح»، صباح أول أمس (الخميس)، كان التسابق محموما وعلى أشده. الآباء والأمهات يصرخون ملوحين بأوراق بيضاء كتبت على ظهورها اللوازم المدرسية التي طُلب من التلاميذ توفيرها. الأطفال بدورهم لا يملكون صبرا ولا يتحلون بانضباط فينخرطون بدورهم في اللعب والجري بين رفوف الكتب وبين أقدام المزدحمين، محدثين الكثير من الجلبة والصخب. يشرح نبيل، وهو شاب مستخدم بالمكتبة التي زرناها، أن فترة العشرين يوما، أو حتى شهر، التي تسبق التاريخ المعلن عنه رسميا لانطلاق الموسم الدراسي تعرف إقبالا كبيرا. ويضيف نبيل، مختبئا وراء أحد الرفوف وذلك خشية أن يضبطه رئيسه في العمل منشغلا في وقت تعرف فيه المكتبة إقبالا رهيبا، أن هذا الإقبال، الذي عايناه صباح أول أمس (الخميس)، ضعيف مقارنة مع أسبوع مضى.وأشار المتحدث نفسه إلى أن الآباء والأولياء يبدؤون في التوافد منذ الساعات الأولى للصباح ويستمر الوضع على تلك الوتيرة طيلة النهار وحتى الساعات الأولى من المساء، موضحا، قبل أن ينسل عائدا إلى تلقي لوائح الزبناء، أن ذلك ينعكس على المستخدمين القليلين أصلا، بحيث يصبح المستخدم مجبرا على جمع اللوازم التي تضمها كل لائحة على حدة، فينجز الواحد منهم عشرات اللوائح في سويعات محدودة. مسير بمكتبة أخرى، وبدورها توجد في وسط الرباط، أكد لـ«الصباح» أن التسابق المحموم الذي تعرفه فضاءات بيع الكتب واللوازم المدرسية، مرده بالدرجة الأولى «إلى غياب ثقافة النظام وترتيب الأمور في الحياة، بحيث إنه لو عملت كل أسرة على أن تحضر لائحة اللوازم المدرسية بمجرد انتهاء الموسم الدراسي لكان الأمر هينا ويسيرا على الجميع، فالكل ينغمس في رحلات وعطل الصيف ويؤجلون أمر شراء لوازم أطفالهم المدرسية إلى اقتراب الدخول المدرسي».وأبرز المصدر ذاته، والذي فضل عدم الإفصاح عن هويته، أن هناك عاملا آخر يسبب هذا التدافع المحموم، والذي يتمثل في أن بعض المراجع، خاصة التي يحتاجها التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بمدارس البعثات الأجنبية أو تلك التي تعتمد بعض هذه المناهج، تنفد بسرعة، ذلك أن غالبية المكتبات لا تقتني إلا كميات محدودة منها، وبالتالي فإن كل واحد من آباء وأولياء التلاميذ يعمل جاهدا على أن يكون الأول ليفوز بالنسخ المتوفرة، زيادة على أن بعض اللوازم المدرسية بدورها تعرف نفادا، مما يستدعي إسراعا كبيرا للحصول عليها، قبل أن يضطروا إلى انتظار طلبها، والذي قد يطول بعض الوقت...

سباق محموم لاقتناء اللوازم المدرسية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جنيد يودع الجيش اليوم للالتحاق بالفتح

شقيق برلماني ببرشيد ينصب باسم ثروة والده

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات