موسم العودة من العطلة الصيفية… هي فوضى

ارتباك في حركة النقل الطرقي واكتظاظ بمحطتي أولاد زيان والمسافرين بالبيضاء بعد قضاء أسابيع بعيدا عن ضجيج البيضاء وروتينها وصخبها، وبعد الاستمتاع بمياه البحر الأبيض المتوسط أو المحيط الأطلسي، أو ربما بعد معانقة جبال الأطلس أو الريف، حان وقت العودة إلى الأصل، إلى البيضاء، مدينة كل المغاربة، إلى العاصمة الاقتصادية. بيضاويون ابتعدوا عنها ليجددوا نشاطهم وحبهم لمدينتهم، عادوا إليها كلهم استعدادا لبدء رحلة جديدة بين أحضانها. «أولاد زيان» ترحب بكم المئات من حافلات النقل الطرقي، تدخل محطة أولاد زيان، محملة بمسافرين اختاروا مدنا بعيدة عن البيضاء لقضاء العطلة الصيفية. تقصد بعض تلك الحافلات المحطة، على أن تعود من حيث أتت لنقل أفواج أخرى من المسافرين، غير مبالية باحترام تحديد السرعة أو غيرها، باعتبار أن هدفها أقوى وأسمى من كل تلك «التفاهات». في هذه المحطة يصل الآلاف من المسافرين، ليدخلوا دوامة أخرى نواتها الحصول على وسيلة نقل أخرى تقلهم إلى منازلهم، حيث سيعودون إلى حياتهم الطبيعية. الأسر والعائلات، تدخل، ولو لحظة، إلى عالم «أولاد زيان» من أبوابه الواسعة، وتعيش تفاصيله، قبل أن تغادره مستعينة بإحدى وسائل النقل المسمرة أمام الباب الرئيسي للمحطة، بعضها يلجأ إلى خدمات «الهوندات»، وأخرى تفضل سيارات الأجرة الكبيرة، فيما فئة ثالثة تختار بين سيارات الأجرة الصغيرة أو الحافلات. صراخ «الكورتيات» يعلو سماء المحطة، إلا أنه لا يعلو على أصوات سيارات الأجرة الكبيرة المسمرة هناك، تنتظر زبناء أرهقتهم ساعات السفر الطويلة، وأتعبتهم حقائبهم الثقيلة. لا يستطيع ذلك الصراخ، أن يلهي العائدون إلى حضن مدينتهم البيضاء، عن نشر نظراتهم الساعية إلى البحث عن الذي ينتشلهم من عالم محطة «أولاد الزيان»، حيث تفوح رائحة «التخلويض» و»استغلال المسافر» الطامع في الحصول على وسيلة نقل تحمله على جناح السلامة إلى مدينته، وينتعش نشاط مافيات متخصصة في رفع أسعار التذاكر خلال الأعياد والمناسبات. وفي هذا الصدد، قالت مصادر من إدارة المحطة إنه قبل أيام من انتهاء العطلة المدرسية وأيام العطل الصيفية، تودع «أولاد زيان» هدوءها النسبي بالتدريج، استعدادا لموسم الاكتظاظ.ونفت المصادر أن تكون مسؤولية احترام أسعار التذاكر تقع على كاهل الإدارة، محددة صلاحيات الشركة، التي تمثلها والمكلفة بتدبير المحطة، في العمل على تسيير مرافق المحطة دون أن يتم تجاوزها لفرض رقابة على شركات النقل أو الشبابيك أو «الكورتية» من أجل احترام الأسعار المحددة بمرسوم وزاري.وفي الوقت الذي يخرج مسؤولو بعض المحطات الطرقية، بتصريحات تؤكد وضع تدابير وإجراءات استثنائية لتأمين موسم عودة آلاف الأسر إلى محلات إقامتهم في ظروف جيدة، تنشط حركة غير عادية، حتى خارج المحطات الطرقية الرسمية بالمدن الكبرى أبطالها وسطاء يلهبون أسعار التذاكر ويتلاعبون بها أحيانا، ويفرضون على المسافرين شروطهم الخاصة، في غفلة من هؤلاء المسؤولين. محطة المسافرين... اكتظاظ وارتباكغير بعيد عن محطة « أولاد الزيان»، محطة أخرى تشهد الوضع ذاته، قد تختلف التفاصيل، إلا أن المشكل عينه يتكرر خلال موسم العودة من العطلة الصيفية. في هذا المكان تعلو أيضا الأصوات، إلا أنها أصوات احتجاجية، تستنكر تأخر القطار في كل مرة عن موعده المحدد. الوقوف أمام الجهة المقابلة للباب الرئيسي للمحطة، يظهر حجم الاكتظاظ الذي تشهده المحطة هذه الأيام، ويكشف واقع قطارات المغرب ومدى احترام المكتب الوطني للسكك الحديدية مواعيد الرحلات. أسر وعائلات بحقائب كبيرة وكثيرة، تنتظر وتترقب وصول القطار، فيما أخرى تغادره وسخط كبير يمتلكها بعد أن ظلت ساعات داخل مقطوراته تنتظر تحركه من ذلك المكان الخالي، حيث انتظر مرور قطارات أخرى، وإخلاء السكة له.طابور طويل أمام شبابيك التذاكر، وما يزيد حدة الوضع، أن الشبابيك الأوتوماتيكية التي وضعها المكتب من أجل تسهيل الحصول على التذاكر في أوقات الذروة، لا تقبل الأوراق المالية، إنما القطع فقط، وإذا اضطر المسافر إلى الحصول على التذكرة من تلك الآلات المسمرة هناك، وعدم انتظار الطابور الطويل، يدخل في دوامة الحصول على القطع النقدية.كل هذا الوضع الذي تشهده المحطة، الذي يسيطر عليه طابع الاكتظاظ والارتباك، يحدث في ظل الإجراءات التي اتخذها المكتب الوطني للسكك الحديدية، إذ أكد أن خلال المرحلة الرابعة من برنامج العطلة الصيفية للسنة الجارية، الممتدة بين 12 غشت الماضي و30 شتنبر الجاري، شهدت عرضا جديدا على الخط الرابط بين البيضاء ومراكش، إذ سيجري تعزيز هذا المحور بـ 6 قطارات إضافية ليبلغ مجموع القطارات المتوجهة من وإلى المدينة الحمراء 24 قطارا يوميا، عوض 18 قطار حاليا، كما سيعزز الربط بين ميناء طنجة المتوسطي وطنجة بإضافة 6 قطارات جديدة ليصل العرض الإجمالي إلى 8 قطارات يوميا عوض قطارين اثنين بهدف مواكبة دخول المغاربة المقيمين بالخارج والسياح الأجانب. إيمان رضيف

موسم العودة من العطلة الصيفية… هي فوضى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مدريد تعين قنصلا جديدا بالناظور

ساحة "الهديم"... توأم جامع لفنا تحتضر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات