3 أسئلة: غنام: جنوح الأحداث يأتي صدفة أو بسبب تراكمات

يرى شكيب غنام، رئيس جمعية صمود ضد الجريمة، أن دور مراكز الإصلاح والتهذيب، كبير جدا وينبغي أن تحظى برعاية خاصة من المؤسسات الرسمية، إذ أن تقويم سلوكات الأحداث الذين يرتكبون مختلف الجرائم، يتطلب برامج دراسية ورياضية وثقافية وفنية، وأيضا ينبغي ألا يجدوا بعد مغادرتهم أسوار الإصلاحيات، مجتمعا ناقما حاقدا عليهم، بل ينبغي تتبعهم حتى عند المغادرة وتبسيط المساطر أمامهم.... هل لكم أن تحدثونا عن أسباب جنوح القاصرين ودور مراكز الإصلاح والتهذيب؟ أولا لابد من الإشارة إلى أن الأسباب التي تؤدي بالحدث أي القاصر، إلى الدخول في عالم الانحراف والجريمة متعددة ولا يمكن حصرها في إطار واحد، فمنها ما يعود إلى التفكك الأسري أو الإهمال، وأيضا فيها ما يرجع على المخالطة والبيئة التي ترعرع فيها الطفل، كما أن هناك عوامل أخرى غير مرتبطة بهذه التصنيفات، ولا يتحكم فيها الفقر أو الحاجة، بل تأتي صدفة أو نتيجة تراكمات.وبعيدا عن تحديد أسباب انحراف الأحداث وعجز وسائط التنشئة الاجتماعية عن القيام بدورها في التربية والتهذيب، لابد من الإشارة إلى أن القانون يحمي هذا النوع من المتورطين في القضايا الجنحية والجنائية، ويخصص لهم مراكز سميت بمراكز الطفولة أو مراكز الإصلاح والتهذيب. ومن خلال التسمية نفسها يتبين أن المشرع، شأن باقي الدول، منح هذه الفئة عناية خاصة على أمل تقويمها وتهذيب سلوكاتها لمعاودة اندماجها في المجتمع، فداخل هذه المؤسسات شبه السجنية يسهر "المربون"على تطبيق برامج بيداغوجية تربوية ورياضية للوصول إلى الهدف المنشود. بوصفكم رئيس جمعية صمود ضد الجريمة التي تعنى بالأحداث، كيف تنظرون إلى إمكانية إدماج هذه الفئة؟ كجمعية قمنا مرات بزيارة بعض المؤسسات الإصلاحية التي تؤوي القاصرين، إيمانا منا بأنهم مظلومون، أو أنهم لم يجدوا الرعاية الواجبة سواء في الأسرة أو المدرسة أو الشارع، وشاركناهم الأعياد كما ساعدناهم في البوح بما يخالج صدورهم، حتى نسهم في عودة الثقة إلى أنفسهم وإزالة العوائق النفسية التي قد تترسب في أذهانهم، وتحول دون تمكنهم من الاندماج في المجتمع بشكل سوي، بعد قضاء عقوبتهم، وكنا نلمس في العديد من الحالات أن القاصر له ميولات كثيرة للتعبير والكلام، فقط يحتاج من يسمعه ومن يعطيه الفرصة، إذ أن الحرمان من ذلك يفجر في دواخله شعورا بالإقصاء، وتلك بداية الانحراف. ما هي الانتظارات التي تعلقونها على مؤسسات إيواء القاصرين الجانحين؟هناك الكثير من الانتظارات التي يؤمل أن تتحقق في الإصلاحيات، حتى تكون في مستوى الأهداف التي أنشئت من أجلها، وأختصر القول بأن الأهم، أن تقوم هذه المراكز بإصلاح سلوكات الأحداث الذين يرتكبون مختلف الجرائم، وذلك بتحسين ظروف إقامتهم في هذه المراكز، والعمل على تقويم ما اعوج من سلوكات عبر برامج دراسية ورياضية وثقافية وفنية، وأيضا ينبغي أن لا يجدوا بعد مغادرتهم أسوار الإصلاحيات، مجتمعا ناقما وحاقدا عليهم، بل ينبغي تتبعهم حتى عند المغادرة وتبسيط المساطر أمامهم، في الولوج إلى مراكز التربية والتكوين والفضاءات الرياضية او الفنية، إذ أنها الفضاءات التي يمكن أن تعوض عدوانيتهم وتمتصها ليصبحوا قادرين على العطاء، ويكون لهم شعور بالواجب. أجرى الحوار: المصطفى صفرشكيب غنام, رئيس جمعية صمود ضد الجريمة

3 أسئلة: غنام: جنوح الأحداث يأتي صدفة أو بسبب تراكمات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جحيم العودة إلى ديار المهجر

أربعة قاصرين بالرباط تناوبوا على اغتصاب فتاة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات