الأدوات الحادة غيرالمعقمة تنقل عدوى الكبد الفيروسي

البروفيسور جميل قال إن الدواء الثلاثي الجديد كلفته باهظة والكشف المبكر ضروري قدم البروفيسور ادريس جميل، رئيس جمعية إغاثة مرضى التهابات الكبد الفيروسية، مجموعة من المعطيات حول مرض التهاب الكبد الفيروسي، مؤكدا أنه مرض معد ومزمن. وقال في حوار مع «الصباح» إن الفيروسات المكونة للمرض، تنتقل عبر الدم إلى الكبد وتستقر به ، وبعد أن تتكاثر تتلف خلاياه وتليفها وتشمعها ثم تتسبب في سرطان.ويتضمن الحوار، طرق الوقاية والعلاجات المتوفرة في المغرب، إذ أكد البروفيسور أن كلفة العلاج الثلاثي الجديد، مرتفعة، مؤكدا أن جمعيته قامت بخطوات عديدة من أجل أن تستفيد جل الفئات المصابة به من العلاج، وأن يصبح الولوج إليه متساويا. وفي ما يلي نص الحوار: ماذا نقصد بالتهاب الكبد الفيروسي؟ هو مرض معد تتسبب فيها فيروسات تستهدف الكبد بالخصوص، ونجد أن هذه الفيروسات أنواع مختلفة، منها (أ) و(ب) و(س)، إلا أن الأخيرين يشكلان، باعتبار أنهما يؤديان إلى مرض التهاب الكبد الفيروسي المزمن، الذي يتسبب في تليف الكبد ثم تشمعه، وفي حالة إذا لم يتلق المريض العلاج، يصل إلى سرطان الكبد. قلت بأن المرض معد، ما هي طرق انتقاله؟تدخل الفيروسات بواسطة الدم ومشتقاته، كما يمكنها أن تنتقل من شخص مصاب إلى آخر، إما عن طريق علاقة جنسية غير محمية، بالنسبة إلى النوع (ب)، أو استعمال أدوات شخص مصاب. بالإضافة إلى استعمال أدوات حادة غير معقمة وملوثة التي تنتقل بها الفيروسات إلى الكبد عبر الدم ويستقر به، وبعد تكاثره يشرع في إتلاف الكبد، وبالتالي تليفه، وهنا يتجلى الخطر، إذ يتطور إلى تشمع ثم سرطان. وماذا عن الوقاية من المرض؟ الوقاية من الإصابة بفيروس التهاب الكبد الفيروسي، تتطلب تجنب طرق العدوى وأسبابها، وأخذ الإجراءات اللازمة والاحتياطات الضرورية، سيما إذا كان مقرب مصاب بالمرض، مع الأخذ بعين الاعتبار أن التهاب الكبد الفيروسي مرض صامت، ويسمونه «القنبلة الموقوتة». ومن جهة أخرى، ننصح بعدم اللجوء إلى صناع الأسنان التقليديين باعتبار أنهم يستعملون أدوات غير معقمة تشكل خطرا على مستعمليها، وتجنب استعمال الوشم، ومقاسمة أدوات النظافة، من بينها أدوات التجميل التي تستعملها صالونات الحلاقة. هل يتطلب العلاج مدة طويلة؟ في حالة إذا كان المرض في مراحله الأولى، واكتشف قبل وصوله إلى مرحلة تليف الكبد أو تشمعه، يعتبر العلاج المتوفر حاليا، فعالا، كما أن التطورات العلمية الأخيرة، جعلت العلاج أكثر فعالية. فالحمد الله وصلنا إلى مراحل متطورة في ما يتعلق بهذا المرض، إذ يعتمد العلاج على حقن تأخذ كل أسبوع، بالإضافة إلى عقاقير. وبالنسبة إلى مدة العلاج، يمكن أن تمتد بين ستة أشهر إلى سنة، حسب طبيعة المرض. وفي حالة إذا أخذ المريض الحقن والعقاقير، فنسبة العلاج تكون مرتفعة، إذ تصل إلى 90 في المائة، أما إذا أخذ صنفا واحدا من الدواء، تصل نسبة الشفاء، إلى 60 في المائة. واليوم وبفضل علاج ثلاثي جديد ومتطور، تصل نسبة الشفاء بالنسبة إلى الذين يتعاطونه 90 في المائة، إلا أن كلفته مرتفعة، ولا يدخل في خانة الأدوية المعوض عنها سواء بالنسبة إلى القطاع الخاص أو العام الأمر الذي يجعل المرضى يعجزون عن الحصول عليه. أما بالنسبة إلى التهاب الكبد الفيروسي من نوع (ب)، فالمغرب يتوفر أيضا على العلاج، فهو عبارة عن حقن أو عقاقير، إلا أن مدة العلاج تكون طويلة نوعا ما، إذ تصل إلى ما بين 4 و5 سنوات، مع العلم أن الأدوية المتوفرة فعالة، عكس ما كنا نصطدم به سابقا، إذ قبل 15 سنة، لم نكن نتوفر على العلاج لمرضى التهاب الكبد الفيروسي من نوع (ب)، واليوم، أصبحنا نتحدث عن العلاج.أريد الإشارة إلى أن أهمية الكشف المبكر، باعتبار أن اكتشاف المرض في بداياته يساعد في العلاج. هل وضعت وزارة الصحة، برنامجا خاصا بمرضى التهاب الكبد الفيروسي؟ الجمعية منذ تأسيسها كان هدفها توفير العلاج لكل المرضى، مهما كانت وضعيتهم الاجتماعية، من أجل ذلك وضعت سنة 2010، خطة لمكافحة التهابات الكبد الفيروسية بعد أن أطلقت برنامج الولوج لتشخيص وعلاج (س)، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إذ شكلت بادرة قيمة لمكافحة المرض من خلال التكفل بالعديد من المرضى المعوزين، كما جاءت أيضا لسد النقص الحاصل في الآليات الضرورية للوقاية من المرض. من الخطوات أيضا، أن التأمين الإجباري على الصحة، أخذ على عاتقه مرض التهاب الكبد الفيروسي، بدا بتغطية 90 في المائة، وبعد مفاوضات عديدة بلغت التغطية 97 في المائة. وبالنسبة إلى الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، تكلف بالمرض بنسبة 100 في المائة، كما وضعت وزارة الصحة، برنامجا للتكلف بالمرضى المعوزين أو الذين يتوفرون على بطاقة «راميد». 90 في المائة من حاملي الفيروس لم تشخص حالتهم قال البروفيسور إدريس جميل، رئيس جمعية إغاثة مرضى التهابات الكبد الفيروسية، إن التهابات الكبد الفيروسية (ب) و (س) تصيب 6 في المائة و 3 في المائة من السكان بالمغرب على التوالي، مؤكدا أن 90 في المائة من حاملي الفيروس لم تشخص حالتهم بعد «حسب الدراسة التي قامت بها جمعية إغاثة مرضى التهابات الكبد الفيروسية».ويعتبر اليوم العالمي لداء التهاب الكبد الفيروسي الذي يصادف يوم 28 يوليوز من كل سنة، مبادرة جاءت بدعوة من المرضى. واحدث هذا اليوم لأن التهابات الكبد الفيروسية لا تحظى بالوعي أو بالدعم والاهتمام الذي يحظى به داء فقدان المناعة المكتسبة، وكذا مرض السل وحمى المستنقعات من قبل الفاعلين، رغم عدد الإصابة سنويا، والوفاة نتيجة الإصابة به، إذ أنها تقارب المستوى نفسه.وطرحت الرابطة الدولية حملة تحسيسية تحت شعار «هل أنا الرقم 12 ؟»، بهدف تحسيس الرأي العام بخطورة هذه الأمراض. أجرت الحوار: إيمان رضيف

الأدوات الحادة غيرالمعقمة تنقل عدوى الكبد الفيروسي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أزمة النسيج مستمرة وسط تفاؤل نسبي

شوارع الجديدة... فوضى واحتلال وحظر للتجول

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات