حكومة بنكيران تقتات من مخلفات سابقاتها

الإنجازات الحقيقية للحكومة عبارة عن وعود مؤجلة وكلام عن الإصلاحات "المستقبلية" يستغرب متتبعون للشأن السياسي حديث الحكومة الحالية عن إنجازات وهمية حققتها منذ تنصيبها قبل أزيد من سنة ونصف سنة، في وقت يُجمع فيه أغلب المحللين السياسيين على أن إنجازاتها لا تتجاوز بعض التدابير التي لا يمكن رفعها إلى مستوى مشاريع أو ملفات كبرى، من قبيل الزيادات في الحد الأدنى للمعاشات التي وصلت إلى 1000 درهم ، ورفع القيمة المالية للمنح التي يستفيد منها الطلبة.بالمقابل، لم تشتغل الحكومة ، بعد، على أي ملف جديد، ولم تحقق أي إصلاح في أي مجال، بل لجأت في الأسابيع الأولى من توليها مسؤولية تدبير الشأن العام إلى زيادات في أسعار المحروقات عمقت جراح الفئات الوسطى والشرائح الاجتماعية الفقيرة على حد سواء، خاصة أن هذه الزيادات ترتبت عنها زيادات في أسعار النقل وفي أثمان عدد من المواد الاستهلاكية والخضر والفواكه.في بداية الصيف الجاري وفي لقاء جمعه ببرلمانيي العدالة والتنمية، تحدث عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، عن إنجاز آخر يتعلق بالاقتطاع من أجور المضربين في مختلف القطاعات، ما اعتبره مكسبا كانت للحكومة الحالية الجرأة في تحقيقه، إذ أدى إلى الحد من وتيرة الإضرابات، خاصة في الجماعات المحلية.في مقابل كل ذلك، تبدو الإنجازات الحقيقية للحكومة كلها عبارة عن وعود مؤجلة باستمرار وكلام عن الإصلاحات «المستقبلية» (في مجال المقاصة وأنظمة التقاعد) وعن التخليق، في الوقت الذي يتحدث بنكيران باستمرار عن جيوب المقاومة وعن التماسيح والعفاريت التي تعرقل عمل الحكومة، فأي مشروع أو إصلاح عمدت هذه التماسيح إلى عرقلته؟ أخيرا، في ملتقى شبيبة العدالة والتنمية بالدار البيضاء، لم يخرج مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة،عن نطاق الإنجازات الوهمية للحكومة، بل ذهب إلى حد الحديث عن «ثورة» حقيقية، متحدثا بالخصوص عن مشروع "راميد" الذي لم تأت به الحكومة الحالية، والذي بلغ عدد المستفيدين منه ستة ملايين، وصندوق دعم التماسك الاجتماعي، الذي جاءت به الحكومة السابقة ولم يكن للحكومة الحالية سوى «شرف التنفيذ». يشار إلى أنه لم تتعرض أي حكومة سابقة لمثل ما تعرضت له الحكومة الحالية من انتقادات، ليس من طرف المعارضة والشارع، بل حتى من طرف مكوناتها، إذ ظلت أحزاب التحالف الحكومي تنبه إلى ضرورة التعجيل بالإصلاحات وتنزيل الدستور، لإخراج المغرب من وضعية الجمود. وطالبت قيادة بعض أحزاب التحالف الحكومي في اجتماعاتها بضرورة التعجيل بتجاوز وضعية الانتظار والجمود التي خيمت طويلا على الأوضاع العامة بالبلاد، والتي لم يعد المغرب قادرا على تحملها، مما لها من انعكاسات سلبية على الاقتصاد الوطني، وعلى الأوضاع الاجتماعية للمواطنين، ولما ينجم عنها من تعطيل لمسار الإصلاح و تفويت لفرص التقدم ، إذ تكرس الصورة السلبية السائدة عن العمل السياسي والالتزام الحزبي، وتنتقص من مصداقية المغرب في علاقته بشركائه الدوليين.في خضم كل ذلك، ينتظر الرأي العام الوطني باهتمام تقديم عبد الإله بنكيران حصيلة عمل الحكومة خلال دورة أكتوبر المقبلة. وكانت انتقادات عديدة وُجهت إلى رئيس الحكومة انصبت حول تأخره في تقديم الحصيلة المرحلية للحكومة، وبالتالي، تغييب مقتضى دستوري، إذ ينص الفصل 101 من الدستور على عرض الحصيلة المرحلية للحكومة ، كما ينص على تخصيص جلسة سنوية من قبل البرلمان لمناقشة السياسات العمومية وتقييمها، لكن رئيس الحكومة لم يتقيد بهذا المقتضى بعد ما يقرب من سنتين من عمر الحكومة. جمال بورفيسي

حكومة بنكيران تقتات من مخلفات سابقاتها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتقال شاب بتاونات بتهمة نشر المسيحية

قصة حب تكشف مسدسات بتطوان

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات