العثماني بعيدا عن الوطن قريبا من الحزب

وثيقة تؤكد أن وزراء "البيجيدي" سافروا 34 مرة إلى الخارج بصفتهم الحكومية فاستغلوا زياراتهم لأغراض حزبية لم يأت وصف أحد قيادات العدالة والتنمية لحزبه بأنه «حزب المغرب» خارج تصور إخوان بنكيران للعمل الحكومي، ولا عكس توجه اتضحت معالمه في الأسابيع القليلة الماضية، وذلك في تزامن مشبوه مع ما تعرفه بعض البلدان العربية من حراك اجتماعي ضد الأحزاب الحاكمة الدائرة في فلك تنظيم الإخوان المسلمين.كما كشفت نبرة الاستقواء بالحشود البشرية، التي تكلم بها رجال بنكيران ضمن فعاليات الملتقى الوطني التاسع لشبيبة العدالة والتنمية، أن الأمر وصل إلى حد اعتبار أن الحزب والوطن في أجندتهم سواء، وما الرد بتلك الطريقة على قول الملك، في خطابه الأخير، أنه لا ينتمي إلا لحزب المغرب، إلا دليل على ذلك.أكثر من ذلك، فقد تجددت الممارسات، التي سبق للمعارضة أن نبهت إلى خطورتها وهي تتهم وزراء حزب «العدالة والتنمية» بتسخير إمكانيات الوطن لخدمة الحزب وبالقيام بزيارات إلى الخارج لقضاء مصالح حزبية بأموال عمومية، ووصلت العدوى إلى الوزارة الأكثر استحقاقا بوصف السيادة، بعد أن بدأت تتفكك خيوط أزمة دبلوماسية تسبب فيها وزير الخارجية والتعاون عندما أصر على الالتقاء بقيادات من الإخوان المسلمين بالكويت وذلك على هامش ترؤسه، نهاية يونيو الماضي، للوفد المغربي في اجتماعات اللجنة المشتركة المغربية الكويتية.ولم تكن حالة العثماني الأولى من نوعها، فقد سبق للمعارضة أن اتهمت وزراء حزب «العدالة والتنمية» بالقيام بزيارات إلى الخارج لقضاء مصالح حزبية بأموال عمومية، إذ عرض حكيم بنشماس، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، أمام أنظار رئيس الحكومة، لمناسبة إحدى جلسات المساءلة الشهرية، وثيقة تفضح سفريات وزرائه نحو مختلف القارات على حساب ميزانية الدولة، وذلك لأغراض حكومية سرعان ما تتحول إلى أنشطة حزبية.وأوضحت الوثيقة أن وزراء «البيجيدي» سافروا 34 مرة إلى الخارج بصفتهم الحكومية، واستغلوا زياراتهم الرسمية التي قاموا بها في إطار التواصل مع الجالية المغربية المقيمة بالخارج في أغراض حزبية، بل إن رئيس الحكومة نفسه قام بزيارة إلى برشلونة وألقى محاضرة لم يسمح فيها للمغاربة بلقائه، ما خلق مشاكل للأمن الإسباني في تنظيم لقاء حزبي للعدالة والتنمية كان بنكيران حاضرا فيه بصفته الحكومية.كما سبق للمعارضة أن قدمت الدليل المادي الذي يؤكد أن الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الحبيب الشوباني، استغل زيارته إلى إسطنبول للإشراف على تنصيب نجله على رأس منظمة الطلبة المغاربة بتركيا.لكن المعارضة استبعدت قطاع الخارجية من التهمة، اعتبارا منها لحساسية الوزارة، قبل أن يتبين أن واجب التحفظ لم يكن على مفكرة الحامل لحقيبتها وهو يترأس اجتماعات لجنة مشتركة توصف في قاموس الدبلوماسية بالعليا.وقبل الكويت، كادت الخرجات غير المحسوبة لإخوان بنكيران أن تنسف جهود المغرب في شراكته الإستراتيجية مع دول الخليج العربي عندما تطاول أحمد الريسوني القيادي البارز بحركة التوحيد والإصلاح الذراع الدعوي للعدالة والتنمية على العاهل السعودي ردا على موقف الأخير من الأزمة المصرية.ممارسات وصفها الباحث في قضايا الإسلام السياسي، سعيد لكحل، بأنها تجاوزت التعاطف إلى الإضرار بعلاقات المغرب بأشقائه العرب، و«أن الحس الوطني يقتضي وضع المصالح العليا للوطن فوق التعاطف مع أي تنظيم، لأن التنظيمات زائلة لكن يبقى الوطن». ياسين قُطيب

العثماني بعيدا عن الوطن قريبا من الحزب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تاعرابت حاضر أمام أستراليا

قصيدة "يا خادم الحرمين" تهز أركان جماعة "المغراوي"

مقالات ذات صلة