الرباط… عروس المحيط

الوالي اليعقوبي قاد ثورة الارتقاء بها وتصدى للمتقاعسين و9 ملايير و425 مليون درهم غيرت وجه عاصمة الأنوار تحولت الرباط إلى أيقونة المغرب الحديث في السنتين الأخيرتين، بعد تهيئة وتثمين مجالات خضراء شاسعة. تغيرت ملامح العاصمة بشكل يثير الكثير من الإعجاب والفضول، سواء على مستوى بنياتها التحتية، أو تأهيل النسيج العمراني، في إطار البرنامج المندمج للتنمية الحضرية للمدينة. للرباط مكانة استثنائية في قلوب المغاربة، لسحر معالمها الأثرية الهامة، وغنى موروثها الحضاري والثقافي على مر العصور، ما جعلها قبلة للزوار لاكتشاف جمالها من خلال التجول عبر دروبها وأحيائها العتيقة، كما القديمة. ولم تكن هذه المشاريع لترى النور، لو لا حرص الوالي محمد اليعقوبي على تنفيذ مشاريع تنمية عاصمة الأنوار بمبادرة ملكية. إنجاز: عيسى الكامحي وتصوير (عبد المجيد بزيوات) اليعقوبي يتصدى للمتقاعسين لعب محمد اليعقوبي، والي جهة الرباط سلا القنيطرة، دورا مهما في تنفيذ مشروع الارتقاء بالعاصمة، إلى مصاف المدن الكبرى، وتعزيز مكانتها قبلة سياحية رائدة، الأمر الذي جعلها تخطف الأضواء إليها، بفضل شوارعها وإنارتها العمومية الساطعة، ومرافقها الثقافية والحضارية. انخرط اليعقوبي في حماية الفضاءات الأخرى وتحسين الولوجيات وتعزيز حكامة المشاريع المهيكلة، لإنجاح البرنامج المندمج للتنمية الحضرية، والذي أطلق عليه جلالة الملك «الرباط مدينة الأنوار، عاصمة المغرب الثقافية». لم يسمح اليعقوبي للمتقاعسين بهدر المزيد من الوقت، لتنفيذ المشاريع التنموية، وتطوير النسيج الحضري والارتقاء بالرباط، إذ عمد إلى اتخاذ قرارات، وصفت بالجريئة، رغم أنها كلفته مواجهات مباشرة مع عمدة الرباط، وبعض النخب السياسية بين حين وآخر، آخرها هدم البناء العشوائي بالشريط الساحلي. وعبر عديدون، ممن تحدثت إليهم «الصباح» عن ارتياحهم للتدبير المحكم، الذي ينهجه الوالي اليعقوبي منذ مجيئه إلى الرباط، «لم يكترث الوالي لحجم المضايقات، التي اعترضت طريقه، مهما كان مصدرها، إذ أصر على هدم بنايات بعض المخالفين، ناهيك عن وقوفه عن كثب على معظم المشاريع التنموية». ولأنه يحظى بثقة أكبر ورجل المرحلة، الذي ارتفعت شعبيته ومكانته في السنتين الأخيرتين، وهو الذي قام بثورة مماثلة في طنجة، جرى تكليفه للسهر على مشاريع كبرى، ومسؤوليات في غاية الأهمية، ضمنها الإشراف على ترتيبات حلول الوفد الإسرائيلي بالمغرب، من أجل توقيع الاتفاق الثلاثي قبل سبعة أشهر. يقول عنه مناصروه "تحسب له خبرته في تدبير الملفات ونجاحه في تجاوز الصراعات السياسية، ووقوفه سدا منيعا أمام منافسيه، دون الاكتراث لمناصبهم، أو حتى مكانتهم الاجتماعية". قشة قصمت ظهر العمدة لم يتردد الوالي محمد اليعقوبي في الضرب بيد من حديد، سواء في وجه المخالفين، أو أولئك الذين يعرقلون مشاريع عاصمة الأنوار. يقول (ع.ب) فاعل جمعوي، «إن الوالي تدخل للإفراج عن العديد من الملفات، التي ظلت حبيسة الرفوف، لأغراض سياسوية ضيقة، فلم يكن يتساهل مع أي متقاعس في تنفيذ الأوراش التنموية، كما حدث مع محمد الصديقي، عمدة الرباط». اعتبر الفاعل الجمعوي أن التوبيخ، الذي وجهه الوالي للعمدة يعد بمثابة الضربة القاضية، التي وضعت حدا لركود مجلس الجماعة وتدخله في أمور بعيدة عن اختصاصاته. واضطر اليعقوبي إلى توبيخ العمدة قبل شهرين، بسبب تقاعسه في عرض نقاط مشاريع إستراتيجية، ضمن جدول أعمال دورة استثنائية للمجلس، في محاولة صريحة للمادة 39 من القانون التنظيمي للجماعات، إضافة إلى سقوطه في أخطاء قانونية. كما طالبه بالتركيز على اختصاصاته المتعددة، التي يفترض أن يحرص على ممارستها بمنهجية مضبوطة، وقائمة على احترام قواعد اللباقة والكياسة في الخطاب، ووزن المقال في علاقته بالمقام. وعاينت «الصباح» حضور الوالي اليعقوبي نهاية كل أسبوع من أجل تتبع أشغال تهيئة مقهى الوداية، حرصا منه على احترام المعالم العمرانية التاريخية والحفاظ على السير العام للأشغال. الأشغال لم تتوقف تكاد الأشغال لا تتوقف منذ سنتين للرقي بالرباط مدينة للأنوار، وتنفيذا للتوجهات الملكية، إذ جرى إصلاح معظم الأزقة والشوارع انطلاقا من شارعي الحسن الثاني والنصر وفال ولد عمير، إضافة إلى إصلاحات مماثلة بحيي أكدال والرياض الراقيين. وحسب شهادة المواطنين، فإن الإصلاحات لم تقتصر على واجهة الشوارع الرئيسية والأحياء الراقية، بل شملت أحياء هامشية، في انتظار تعميمها أكثر، بما أن الغرض الأسمى هو الارتقاء بالعاصمة، مضيفا أن الرباط باتت في حلة جديدة وأكثر جمالية بالفوانيس المستعملة، وأعمدة الإنارة المثبتة بمعظم الشوارع، خاصة النخيل والعرعار بالرياض، إضافة إلى ترصيف أرضية أحياء أكدال والرياض وحسان. وما يثير انتباه زوار العاصمة، تحديث قطاع النقل الطرقي والسككي، عبر إحداث محطتين طرقيتين وأخرى لم تنجز بعد، وتهيئة محطتي الرباط أكدال والرباط المدينة وموقف للسيارات وتمديد خطي "الطرامواي رقمي 1 و2، إضافة إلى تعزيز أسطول النقل الحضري وتطوير بنياته وخدماته. ومن بين المشاريع المنجزة لتقوية البنية التحتية والشبكة الطرقية، تأهيل المداخل الرئيسية للرباط، من بينها تثنية الطريق الجهوية 401 في اتجاه شارع محمد السادس على مسافة 12 كيلومترا، وتثنية الطريق الرئيسية رقم 4025 بين أم عزة والرباط على مسافة 16.5 كيلومترا عبر الولجة، وإنجاز المدار الداخلي الحضري انطلاقا من مدار هيلتون عبر شارع تادلة في اتجاه منطقة الولجة، وصولا إلى مدار القاعدة الجوية بسلا، وإعادة هيكلة المدار الحضري المؤدي لشمال الرباط، انطلاقا من الطريق السيار الآتي من البيضاء، كما شهدت الشوارع الكبرى أشغال تهيئة وتوسيع. ويسهر الوالي محمد اليعقوبي على جميع الأشغال المبرمجة والمنجزة بين أحياء الرباط، بصفته رئيسا لمجلس إدارة شركة الرباط الجهة للتهيئة، إذ يطمح إلى استهداف معظم مناطق العاصمة دون تمييز بين الأحياء. المحطة تحفة إضافية باتت المحطة الطرقية القامرة تحفة إضافية، بعد انتهاء الأشغال بها أخيرا، في انتظار افتتاحها رسميا في وجه المسافرين خلال الأيام القليلة المقبلة. ووقفت "الصباح" على مرافق هذه المحطة المتعددة، وتجهيزاتها العصرية، التي أشرفت عليها شركة الرباط الجهة للتهيئة، التي يرأس مجلس إدارتها الوالي اليعقوبي، و50 رصيفا للحافلات. وأنجز المشروع في أجل 36 شهرا، في إطار شراكة بين وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء وجماعة الرباط، ورصد له غلاف مالي بقيمة 160 مليون درهم، دون احتساب التهيئة الخارجية. وتأتي تهيئة محطة القامرة لتيسير حركة المرور بالمدينة وخفض معدل التلوث والتدبير الأمثل لنقل المسافرين، وتحسين الخدمات المقدمة والاستجابة لانتظارات السكان والزوار. وخصص للمشروع وعاء عقاري تفوق مساحته ثمانية هكتارات أخرى مغطاة تصل إلى 21 ألفا و617 مترا مربعا، ويربط مباشرة بالطريق السيار الرباط البيضاء، إضافة إلى مرأب لوقوف السيارات لمدة قصيرة (24 مكانا) وآخر للركن لمدة أطول (20 مكانا)، فضلا عن فضاءات للإطعام والانتظار. وكشفت مصادر مطلعة، أن بناء المحطة الطرقية، وفق هندسة معمارية حديثة، ينسجم مع المبادرات، التي يقودها جلالة الملك، ويشرف عليها والي الرباط، من أجل تعزيز الخدمات والبنيات التحتية والتنمية المندمجة، المتوازنة والشاملة. مجالات خضراء تحبس الأنفاس شهدت الرباط نهضة غير مسبوقة بالمجالات الخضراء، بعد تهيئتها، إضافة إلى تثمين فضاء أخضر تصل مساحته إلى 260 هكتارا، الأمر الذي جعل العاصمة تسر الناظرين، وتحبس أنفاسهم، وهم يتجولون بين ظهرانيها، كما تفتخر الرباط بحزامها الأخضر ذي مساحة 1063 هكتارا، متجاوزا المعدل العالمي للفضاءات الخضراء لكل فرد، حسب مقياس منظمة الصحة العالمية والمحدد في 10 أمتار. وهمت المشاريع، التي أشرف عليها اليعقوبي، ومن معه، تأهيل الحدائق والمنتزهات بمختلف الأحياء، خاصة بأكدال والرياض وتجهيز فضاءات الأطفال، بمنتزه حسان، المحاذي لغابة هيلتون، والاهتمام بالمناطق الخضراء الآهلة بالسكان. وتبقى تهيئة كورنيش الرباط (13 كيلومترا) بالطريق الساحلية، أحد أبرز المشاريع المنجزة، لحماية المحيط البيئي والمناطق الخضراء والفضاءات الغابوية والمنتزهات الترفيهية والخدمات السياحية، ناهيك عن تهيئة مداخل الرباط، خاصة على مستوى الطريق المؤدية إلى البيضاء وفاس والقنيطرة. وعرف منتزه الحسن الثاني العديد من التغييرات، بعد إدماج مجموعة من الحدائق، كما أعيدت تهيئة حدائق حسان والتجارب والمجد والكفاح وابن رشد وابن تومرت، في انتظار افتتاح أكبر حديقة وتتمتد على مساحة 15 هكتارا وتربط بين مستشفى ابن سينا ومسجد لالة سكينة، ناهيك عن إحداث مضامير خاصة بالدراجات وأخرى للأنشطة الرياضية، ومسالك للتنزه وفضاءات للعب الكرة الحديدية. مرائب وأنفاق... وداعا الازدحام تنفس سكان الرباط الصعداء بعد الانتهاء من بناء أربعة مرائب جديدة في السنتين الأخيرتين، أبرزها المرأب تحت أرضي، الموجود على الجانب الأيسر من البوابة الرئيسية للمسرح الوطني محمد الخامس للمسرح. وأحدث المرأب للتخفيف من الاكتظاظ والازدحام، جراء وجود كثرة الإدارات العمومية والمؤسسات في حي حسان، خاصة مقر وزارة الثقافة والقنصلية الفرنسية، الأمر الذي خفف من معاناة الموظفين، بسبب صعوبة ركن سياراتهم في أوقات الذروة. وقال موظف بوزارة الثقافة، إن المرأب تحت أرضي من شأنه التخفيف من الاكتظاظ، سيما أن طاقته الاستيعابية تسمح له باحتضان أكبر عدد من السيارات، مشيرا إلى أن إحداثه ينسجم مع التحولات، التي تعرفها الرباط، عاصمة للأنوار، وتعزيز الدور الحيوي للمسرح. وغير بعيد عن المسرح الوطني، تم إنجاز النفق الطرقي "باب لحد" للتخفيف من الاختناق المروري، إضافة إلى بناء مرأب محاذ يسمح بركن السيارات بالساحة المجاورة. وساهم المشروع في تنقل الزائرين بانسيابية، كما مكن السائقين القادمبن من البيضاء أو سلا، من المرور تحت النفق الأرضي، دون التوقف عند إشارات الضوء. وأطلق مشروع إنجاز النفق الطرقي "باب الحد" قبل سنة، بعد معاناة طويلة مع الاختناق المروري في معظم شوارع الرباط، خاصة على مستوى شارع الحسن الثاني عند التقاطع مع شارع ابن تومرت. وينطلق النفق على بعد حوالي 100 متر من تقاطع شارعي محمد الخامس والحسن الثاني، في اتجاه المركز التجاري أيت باها، مزدوج الاتجاه، فضلا عن مفرق نحو شارع مصر على امتداد 260 متر خطي (130 مترا من جانب سلا و130 من جهة العاصمة).وحسب شركة الرباط للتهيئة، صاحبة المشروع، فإن الغرض من النفق، هو تجاوز المشاكل المرتبطة بحركية السير، خاصة في وقت الذروة، ووقوف السيارات على مستوى وسط المدينة. واعتبرت مصادر مسؤولة، أن النفق يعد خطوة أولى ضمن برنامج تأهيل الرباط والارتقاء بها، حتى تصل إلى مصاف باقي العواصم الكبرى، خصوصا بعد انطلاق مشاريع مهمة، ضمنها برج أبي رقراق والمسرح الكبير، إضافة إلى تهيئة العديد من الطرقات والساحات العمومية، من أجل إضفاء طابع جمالي على العاصمة. القــطاعـات المنتـجة تتـحرك يواكب أشغال الارتقاء بالرباط لجعلها قطبا اقتصاديا وسياحيا وثقافيا، تطوير المجالين الاقتصادي والتجاري ودعم القطاعات المنتجة، من خلال تأهيل مرافق السوق المركزي البلدي وإدماج قيسارية واد الذهب بالنسيج العمراني. ووقفت "الصباح" على تغييرات بالسوق وتهيئة المرأب تحت الأرضي بساحة باب الأحد، ما أعطى إشعاعا للتجارة بالمدينة العتيقة في ظرف وجيز. وأشاد مواطنون بالمنجزات المحققة في السنتين الأخيرتين، في انتظار انتهاء الأشغال بأخرى، خلال الشهور القليلة المقبلة، فيما تنتظر مشاريع مماثلة تدشينها وافتتاحها رسميا. ولم يكن بالإمكان تنفيذ المشاريع التنموية وتعزيز حكامتها المهيكلة، لولا التدبير المحكم للوالي اليعقوبي، الذي حرص على إتمام البرنامج الخماسي، كما أراده جلالة الملك، والتكلفة المالية الإجمالية المرصودة لجعل الرباط تحفة حضارية، والمقدرة بتسعة ملايير درهم و 425 مليون درهم، موزعة على محاور تهم صيانة وتثمين التراث الثقافي والحضاري للمدينة (940 مليون درهم)، والمحافظة على المساحات الخضراء والمحيط البيئي للمدينة (مليار درهم)، وتحسين الولوج للخدمات والتجهيزات الاجتماعية للقرب ودعم الحكامة الجيدة (مليار و430 مليون درهم)، وحماية وتأهيل النسيج العمراني، قدر الغلاف المالي لها بمليار و500 مليون درهم. عاصمة دون أزبال تقوم شركة النظافة، التابعة للجماعة بتنظيم معظم شوارع الرباط قبل طلوع الفجر، سعيا من المسؤولين إلى جعل العاصمة دون أزبال. وإذا كانت بعض الشوارع والأزقة نظيفة، خاصة الرئيسية، بعد توزيع حاويات جمع الأزبال على معظم الأحياء، مع الحرص على وضع النفايات في قمامات بلاستيكية، فإن أخرى مازالت لم تتخلص بعد من النفايات، خصوصا في الأحياء الهامشية. ويسعى مسؤولو الرباط إلى القضاء كليا على الأزبال في غضون الشهور القليلة المقبلة، خاصة بعد الشكايات، التي رفعها السكان جراء تلوث نهر أبي رقراق، وانبعاث روائح نتنة منه، بسبب نقل آلاف الأطنان من عصارة أزبال مطرح أم عزة إلى محطة المعالجة القبلية للمياه العادمة ببوقنادل. ويطالب السكان باستعمال طرق حديثة للتخلص من عصارة الأزبال، منها المعالجة العضوية والتصفية الدقيقة، ومختلف تقنيات التجفيف، عدا هذا الحادث تبقى شوارع الرباط معظمها نظيفة وخالية من الأزبال.

الرباط… عروس المحيط

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كورونا يمنع صلاة العيد

"البام" يطالب بإرجاع 8000 طبيب من فرنسا

مقالات ذات صلة