وحدة طبية متنقلة تقتل ثلاثة أطفال بتاونات

السيارة لم تكن في مهمة رسمية والأطفال كانوا يسقون مغروسات وجمعية حقوقية طالبت بفتح تحقيق توفي ثلاثة أطفال وأصيب رابع بجروح بالغة، بعدما دهستهم عصر الجمعة الماضي، سيارة الوحدة الطبية المتنقلة لجماعة قروية بتاونات، أثناء مباشرتهم عملية سقي مغروسات فلاحية بدوار حريقة بجماعة كلاز بدائرة غفساي، ما فتح في شأنه بحث من قبل الضابطة القضائية للدرك، لمعرفة ظروف وملابسات هذا الحادث المرعب، وما إذا كانت السيارة في مهمة. أوضحت المصادر أن «س. ه» 11 سنة التي كانت تتابع دراستها بمستوى الخامس ابتدائي، كانت مرفوقة بشقيقها «ز. ه» البالغ من العمر 3 سنوات، و»المهدي. غ» تسع سنوات، يدرس بالقسم الرابع ابتدائي، وشقيقه «منير. غ» تلميذ بالثانية ابتدائي، بصدد سقي مغروسات بالدوار على الطريق الثانوية بين جماعتي كلاز وسيدي المخفي.وأكدت أنهم كانوا منهمكين باللعب والسقي بالمكان الواقع على بعد 30 كيلومترا غرب تاونات، لما باغتتهم السيارة التي زاغت عن مسارها الطبيعي لأسباب غامضة، ودهستهم مخلفة وفاة الثلاثة الأوائل الذين نقلوا إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بتاونات، فيما يوجد «م. غ» بين الحياة والموت تحت العناية الطبية المركزة بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس.وعزت المصادر سبب الحادثة/ الفاجعة إلى التهور وعدم التحكم في السياقة بسبب السرعة المفرطة التي كان يسير بها سائق سيارة الوحدة المتنقلة التابعة لجماعة كلاز القروية، رباعية الدفع، وهو مستشار بالجماعة كان مرفوقا ببعض أصدقائه، ما جعلها تنحرف عن الطريق وتهوى على مسافة طويلة إلى أن وصلت إلى جوار بئر كان الضحايا بجانبه يسقون مغروسات. وأوضح فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بغفساي، في بيان أن سيارة الوحدة الطبية المتنقلة التابعة لجماعة كلاز، «لم تكن في مهمة رسمية، وإنما وأمام التسيب في التسيير وإدارة الشأن العام، استغلت في أغراض شخصية»، متحدثا عن جريمة بشعة ارتكبت في حق هؤلاء الأطفال الأبرياء ضحايا تلك الحادثة المروعة.واعتبر ذلك «شططا في استعمال السلطة واستغلال النفوذ وتسخير ممتلكات الدولة لأغراض شخصية»، مشيرا إلى أنه بصدد إعداد تقرير مفصل عن الحادثة وأسبابها والاستغلال البشع لبعض سيارات الوحدات المتنقلة الطبية التي منحت إلى جماعات قروية، لأغراض شخصية، وتنقلها إلى مدن ومناطق مجاورة دون أي إذن أو ترخيص بذلك ضدا على القانون.وعلم من مصادر أخرى أن مصالح الدرك والسلطة المحلية، هرعا إلى المكان عينه، فور علمهم بهذه الفاجعة، إذ تم تحرير محضر معاينة، قبل نقل الأطفال الموتى إلى المستشفى الإقليمي بفاس، موازاة مع فتح تحقيق واستمع فيه في محضر قانوني إلى كل من يمكن أن يفيد في فك لغز هذه الحادثة التي خلفت استياء وتذمرا كبيرين لدى الرأي العام المحلي.وأوضحت أن النيابة العامة بابتدائية تاونات أمرت بوضع «م. ق» مستشار بجماعة كلاز، الذي كان يسوق السيارة مرفوقا بأعوان بالجماعة، رهن الحراسة النظرية في انتظار انطلاق محاكمته، فيما قال مصدر مقرب من الجماعة، إن المعنيين كانوا في مهمة لجلب إعانات رمضان، ما استغربته فعاليات جمعوية استبعدت ذلك بالنظر لأن الحادثة وقعت خارج أوقات العمل. وعمدت عائلات الضحايا ومواطنون، إلى تنظيم وقفة احتجاجية رمزية بمكان الحادث، وعمدوا إلى منع السلطات الأمنية من سحب السيارة من موقع الحادث، رغم عدة محاولات لثنيهم عن ذلك، مطالبين بحضور وسائل الإعلام وفعاليات المجتمع المدني للوقوف عن قرب على هذه الفاجعة ومعاينة السيارة التي «وجدت بها تجهيزات تخص عملية جني العسل».وطالبت عائلتا الضحايا بفتح تحقيق نزيه وعادل في هذه الحادثة، لمعرفة حقيقتها واتخاذ المتعين في حق كل من ثبت تورطه في قتل تلك الأرواح البريئة، خاصة أن بعض الأخبار تشير إلى أن سائق السيارة ومن معه كانوا يتجولون بها دون مهمة، و»قد يكون سائقها بدون رخصة للسياقة»، ما «يطرح أكثر من علامة استفهام حول ضرورة مراقبة تحركات سيارات الدولة».وتأتي هذه الفاجعة بعد يومين فقط من إصابة 17 شخصا بينهم رجل، بجروح متفاوتة الخطورة إثر حادثة سير نجمت عن اصطدام بين سيارة خفيفة وجرار، بمنطقة ساحل بوطاهر بمزراوة، وبعد 3 أيام من قتل رئيس ودادية بقرية با محمد، وامرأة بدوار بجماعة بني سنون، بسبب نزاع تافه حول حدود أرض، تلقت إثره ضربات بفأس، بعد أيام من تسمم أطفال بنبتة الداد. حميد الأبيض (فاس)

وحدة طبية متنقلة تقتل ثلاثة أطفال بتاونات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قتيل في انقلاب حافلة ركاب بأزمور

اعتقال قاتل ابن خالته بالصويرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات