المعجون أكبر قاتل ضمن لائحة المخدرات

64 في المائة من حالات التسمم نتيجة استهلاك مخدرات من المدمنين على المعجون الصدى الوحيد الذي يتردد في رؤوس المدمنين على «المعجون» خلال فترة الصيام، هو ذاك الذي يردده ناقوس حاجتهم اليومية من استهلاك هذه المادة، في حين تتراجع كل أصوات التحذيرات التي يرفعها مركز محاربة التسممات، والذي سبق أن أكد في إحدى دراساته أن مخدر «المعجون» هو القاتل الأول في لائحة المواد المخدرة التي تؤدي إلى مضاعفات تسمم. وقال المركز نفسه إن نسبة المتسممين نتيجة استهلاك «المعجون» تناهز 64 في المائة من مجموع الحالات المرتبطة باستهلاك المخدرات، يليه الحشيش فالمشروبات الكحولية ثم التبغ وحبوب الهلوسة والكوكايين والهروين. إلا أن المفجع في هذه الدراسة هو أن 1147 من بين 1795 حالة متوصل بإشعارات عنها تعود ل «المعجون»، و431 للحشيش و67 لباقي المواد المخدرة.لا تعني هذه الإحصائيات شيئا للمدمنين على «المعجون»، والذين يعدون الدقائق والساعات ليحين موعد إفطارهم، وقبل ذلك يشرعون في البحث عن مادتهم في الأحياء الشعبية، ويضطر بعضهم في الدار البيضاء إلى التنقل من حي إلى آخر للوصول إلى المروجين الذين يغيرون نقط البيع باستمرار تجنبا للحملات الأمنية. وهنا يقول أحد المدمنين، إن تضييق الخناق على المروجين بالمدينة القديمة جعله يتنقل إلى الحي المحمدي، بحثا عن مروجين، مضيفا أن أفضل أنواعه تلك التي تستخدم فيها قطرات من أدوية لمرضى الإعاقات الذهنية، وهي أغلاها ثمنا. ويضيف المدمن نفسه أنه أدمن على المعجون دون غيره من المخدرات في الثانوية، مؤكدا أنه لم يرغب في التحول إلى مدمن، لولا أن أحد زملائه شجعه على تناول القليل منها في قطعة شكولاطة» قبل أن يصبح مدمنا على تناولها رفقة مجموعة من زملائه وزميلاته أيضا، «طبعا حتى التلميذات كن يتناولن معنا المعجون، وكلما كان قويا كلما كانت حالتنا أفضل، وإلا فإننا نتحول إلى شبه مجانين يفتعلون الصراعات لأتفه الأسباب، بل أحيانا دون سبب».ويختار مدمنو «المعجون» النوم معظم النهار، قبل أن تبدأ عندهم مسيرة البحث عن مخدرهم، «يرفض المروجون منحنا الكميات اللازمة، لأنه حين تحصل على كمية كبيرة، فإنك تتناولها دون أن تشعر، وهي قاتلة إذا استهلكت بكميات كبيرة، لذلك يفضل هؤلاء تجنب بيع كميات أكبر لمدمن واحد، ما يضطرني يوميا إلى البحث عن «المعجون» ولو كلفني الأمر التنقل من حي إلى حي مشيا على الأقدام».يبدي المدمن نفسه استعدادا للتخلص من مخدره، قبل أن يستدرك «لست مدمنا كبيرا، إذ لا يمكنني مثلا السرقة من أجل الحصول على ثمن المخدر، إذ حين ترفض والدتي منحي مبالغ مالية، أستجديها، وأحيانا أضطر إلى العمل حمالا لتحصيل المبلغ، ولكن في الغالب والدتي هي من يمنحني المال لأنها تعرف بإدماني».ويحكي مدمنو «المعجون» أنهم سقطوا في إدمانهم دون رغبة منهم، إذ أن بعضهم أكد أنه اقتنى قطع «شكولاطة» يعرضها باعة متجولون يبيعون الفواكه الجافة، ويعرضون على الشباب هذه القطع مقابل 6 دراهم، إلا أنهم سرعان ما تحولوا إلى مدمنين عليها، ومنهم من يعود إلى المكان نفسه الذي اقتناها منه لاقتنائها، قبل أن يختفي البائع ليبحثوا عن المادة في كل مكان. ويزداد الطلب على المخدر في رمضان، نتيجة الحملات الأمنية المكثفة، إذ يختفي المروجون ما يضطر المدمنين إلى البحث عنهم في كل مكان، لاقتناء المادة بأسعار ملتهبة، «أعرف أنهم لا يخشون الأمن، بل يستغلون شهر رمضان لرفع الثمن بشكل صاروخي، خاصة أن فترة الصيام تزيد من الحاجة إلى المخدر وتقويها، ولا يطلب المدمن بعد الأذان إلا مخدراته». ضحى زين الدين

المعجون أكبر قاتل ضمن لائحة المخدرات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رمضان ينعش تجارة المخدرات بفاس

الحمداوي: منع الخمور يرفع استهلاك الحشيش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات