أولياء صالحون : مولاي علي بن راشد… “سيد القوم” في الشاون

تشتهر شفشاون بتعدد أبوابها ورجالاتها، ما منحها صفة المدينة التي تمزج بين الطبيعة والتاريخ خصوصا الإسلامي منه، على اعتبار أنها ساهمت سنة 1471 في إيواء مسلمي الأندلس بعد طردهم من قبل الإسبان، وهي المدينة التي تأسست فيها هذه البلدة الجبلية الصغيرة، إذ كانت بمثابة قلعة للمجاهدين ضد الاستعمار.تأسيس المدينة الموجودة بسلسلة جبال الريف كان على يدي مولاي علي بن راشد، الذي يعد من بين رجالاتها الأبرار يحكي أحد الشيوخ الذين يمكثون بالضريح الموجود بوسط شفشاون أو الشاون كما يطلق عليها أبناؤها، إذ ساهم في توحيد رؤى المسلمين من أبناء المغرب والقادمين من الجارة الشمالية للبلاد.ويعتبر ضريح مولاي علي بن راشد مزارا لكل من حل بالمدينة، كما يتبرك به أبناء المدينة على اعتباره واحدا من "الأولياء الصالحين" كما يفضلون تسميته، يقول الشيخ بن امشيش، أحد علماء المدينة، إذ أشار في حديث لـ"الصباح"، إلى أن مولاي علي بن راشد، شكل نبراسا لكل من توافد على هذه البلدة الصغيرة في بداياتها، كما اعتبر أحد أبرز الوجوه التاريخية التي تفتخر بها الشاون، مضيفا أنه ساهم في الترويج للصورة الإسلامية في المدينة، عبر تلقين المبادئ الدينية لأبنائها من بينها تلقينهم آيات القرآن الكريم، وحثهم على المساهمة في نشر صورة الإسلام باعتباره دينا يحث على التسامح والتعايش.وبعيدا عن أجواء السحر والشعوذة يقول محمد الوزاني، باحث في التاريخ، "يشتهر موسم مولاي علي بن راشد، باعتباره محجا دينيا يلتئم فيه كبار شيوخ الحضرة الشفشاونية في لحظات من الذكر والتصوف، والتقرب إلى المولى عز وجل، في جو روحاني تطبعه مجموعة من الإيقاعات الدينية. كما يشكل ضريح بن راشد في شفشاون، فضاءا رحبا للعبادة والصلاة، وقراءة ما تيسر من الذكر الحكيم. مبرزا أن سكان المدينة يولون أهمية كبيرة للضريح". مقابل ذلك، يرى عمر أحد المشتغلين في مقاهي ساحة "وطا الحمام" الشهيرة في المدينة، أن الخيرات التي جلبها مولاي علي بن راشد إلى المدينة، مازالت متواصلة، إذ يشكل موسمه السنوي فرصة للرواج التجاري في المدينة، كما أنه مناسبة يلتئم فيها الشيوخ لإعادة إحياء روح هذا "الولي الصالح".ويتحدر الشريف العلمي مولاي علي بن يوسف بن راشد بن سعيد بن عبد الوهاب بن علال بن مولاي عبد السلام بن مشيش، المعروف اختصارا بـ"مولاي علي بن راشد" يلتقي في نسبه مع سيدي ابن جمعة. وأصبحت أسرته تعرف في ما بعد بـ"الأسرة راشدية" نسبة إلى نسبه، وكان حسب روايات شيوخ المدينة، أميرا مستقلا على المدينة، في الوقت الذي أطلقت عليه البرتغال إبان تلك الفترة ألقابا عديدة من بينها "سيد القوم" و"سيد البلاد".وعمل بن راشد على تنفيذ مجموعة من مضامين مشروع ابن عمه، ابن جمعة، من بينها تأسيس رباط الجهاد في شفشاون، بينما اختار تغيير مكان وجود هذا الرباط إلى المكان الذي توجد به المدينة اليوم على الضفة اليمنى من وادي الفوارات، نتيجة الظروف الطبيعية التي من بينها انجراف التربة في المكان الذي كان مسطرا أن يضم الرباط من قبل ابن جمعة.وساهم بن راشد في تأسيس قصبة المدينة، التي اعتبرت لبنة أساسية لتشييد شفشاون، خصوصا أنه كان على دراية بما يقع في الأندلس، وهو ما دفعه إلى إقرار بناء المدينة على شكل قصبة تضم منزله إلى جانب بناء أسوار وأبراج، وتشييد مساجد في مختلف أحياء المدينة سعيا منه إلى المحافظة على الجانب الإسلامي للمدينة.

أولياء صالحون : مولاي علي بن راشد… “سيد القوم” في الشاون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يهود نهلوا من الإسلام : بن جابرول...الوجه الآخر لرابعة العدوية

قطر... المزعج الصغير

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات