إميضر تخرج من عزلتها بمشاريع لا تشفي الغليل

الشركة المنجمية "مناجم" بدأت في تنفيذ بنود الاتفاقيات المبرمة وحركة "على درب 96" تواصل اعتصامها المفتوح كان الخميس الماضي فرصة أمام سكان القرى والجماعات المجاورة لأكبر منجم لإنتاج معدن الفضة بمنطقة شمال إفريقيا، للاطلاع على المشاريع التي أنجزتها شركة مناجم بالمنطقة. تنغير والجماعتان القرويتان؛ واكليم وتيمادروين، كانت على موعد مع أولى الدفعات لمشاريع تنمية المنطقة. وبحضور كل الفاعلين، تم إطلاق مجموعة من المشاريع التي يرتقب أن يكون لها أثر ملموس وواقعي على التنمية الاقتصادية والاجتماعية لسكان هذه الجماعات القائمة بجوار منجم إميضر لإنتاج الفضة. مركز للأنشطة المدرة للدخل أول هذه المشاريع، والتي ساهمت في تمويلها مجموعة مناجم بمعية عدد آخر من الشركاء، يتعلق بترميم وتجهيز المراكز المتعددة الاختصاصات للنساء، والذي تم إنجازه في إطار الاتفاقية المبرمة مع الجماعة القروية لواكليم، والمتعلقة بإعادة تأهيل المراكز المتعددة الاختصاصات. وستسفيد من هذا المشروع نساء مجموعة تضم ستة دواوير تابعة للجماعة المذكورة. مجموعة مناجم، التابعة للهولدينغ الملكي (الشركة الوطنية للاستثمار)، ساهمت في عمليات الترميم، وكذلك اقتناء المعدات والتجهيزات الخاصة به، وذلك في إطار اتفاقية للتعاون مع الجماعة القروية واكليم.هذا المشروع، الذي ينتظر أن يكون قبلة لكل نساء هذه الجماعة القروية لمساعدتهن على خلق أنشطة مدرة للدخل، كلف ميزانية قدرها 75 مليون سنتيم، ساهمت في توفيرها مجموعة مناجم والجماعة القروية لواكليم، التابعة للنفوذ الترابي لإقليم تنغير، إذ انطلقت أشغال بنائه في 15 نونبر 2012 وانتهت في مارس الماضي، وشُرع يوم الخميس الماضي في استغلاله. مدرسة لأبناء الرحل في إطار سياستها الرامية إلى إنعاش والنهوض بقطاع التربية والتعليم وتشجيع التمدرس، عملت مجموعة مناجم، عبر فرعها (الشركة المعدنية لإميضر)، على رصد ميزانية لتمويل كامل لبناء مدرسة وسكن وظيفي موجهة لتوفير الحق في التعليم لأبناء الرحل، الذين ينتشرون بكثرة في مرتفعات جبال الأطلس المتوسط. وتتوفر هذه المدرسة على حجرتين دراسيتين ستمكنان من توفير الحق في التمدرس لـ45 تلميذا من أبناء الرحل، وضمنهم 27 فتاة. ويقع هذا المشروع التربوي بتراب دوار تيامرزكوين التابع للجماعة نفسها. وساهم في تنفيذ هذا المشروع كل من المندوبية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والشركة المعدنية لإميضر. وكما أكد محمد الشراط، مدير الموارد البشرية والتواصل بمجموعة مناجم، فإن هذا المشروع أشرفت على إنجازه شركة محلية من تنغير بأطر محلية ويد عاملة محلية أيضا، وهو واحد من المطالب التي كان يرفعها المعتصمون في محيط المنجم، إذ ظلوا يلحون على أن تُعطى الأولوية لأبناء المنطقة في التشغيل والإشراف على المشاريع.وكلف هذا المشروع، الذي يدخل في إطار الاتفاقية المبرمة ما بين الشركة المعدنية لإميضر والمندوبية الجهوية للتربية الوطنية بتنغير والتي تنص على ترميم المؤسسات المدرسية وبناء حجرات دراسية، مبلغا ماليا إجماليا قدره 45 مليون سنتيم وفرته مجموعة مناجم بأكمله، إذ انطلقت أشغال بنائه يوم 19 يناير الماضي وانتهت بعد ذلك بثلاثة أشهر، أي في شهر أبريل. الاتفاقية المؤطرة لهذه المشاريع التربوية تنص كذلك على تنظيم أنشطة لفائدة أطفال الجماعتين القرويتين لإميضر وواكليم، على غرار أنشطة الدعم أثناء الدخول المدرسي وتنظيم قوافل طبية ومخيمات صيفية. اقتناء حافلة للنقل المدرسيإقليم تنغير والمناطق القروية التابعة له، والتي قفزت إلى واجهة الأحداث الوطنية طيلة عامين كاملين، وذلك إثر موجة الاحتجاجات والاعتصامات التي قادها شباب المنطقة المعطلون، كانت أيضا يوم الخميس الماضي على موعد مع إطلاق مشروع ثالث موجه للمنطقة نفسها، والمتعلق باقتناء حافلة للنقل المدرسي. هذا المشروع، أنجز في إطار الاتفاقية الموقعة بين جمعية البيئة والتنمية لتيمادروين والشركة المعدنية لإميضر، والتي تنص على أن تقتني الشركة المذكورة حافلة للنقل المدرسي بهدف تحسين ظروف تمدرس تلاميذ قرية تيمادروين. وأشرفت على هذا المشروع الجمعيات المدنية المحلية ومندوبية وزارة التربية الوطنية ومجموعة مناجم. وكلف شراء هذه الحافلة، وهي من الحجم الصغير، غلافا ماليا قيمته 35 مليون سنتيم وفرته الشركة المعدنية لإميضر. وانطلق أول استعمال لهذه الحافلة في أبريل الماضي.هذه الحافلة من المنتظر أن تمكن من تنظيم النقل المدرسي اليومي لعشرين تلميذا وتلميذة متحدرين من قرية تيمادروين، وذلك من أجل المساهمة في محاربة الهدر المدرسي، خاصة أن المنطقة تتسم بوعورة مسالكها وصعوبة تضاريسها وقلة المسالك المعبدة، والتي تزداد سوءا في فصل الشتاء، عندما تتساقط الثلوج وتهطل الأمطار بكميات كبيرة. مركز تصفية الدم بتنغير الوفد الرسمي الذي تقدمه عامل إقليم تنغير لحسن أغوجدام والمدير العام للمعادن النفيسة بشركة مناجم يوسف الحجام ومدير الموارد البشرية والتواصل محمد الشراط، وكذلك الوفد الإعلامي الذي ضم عددا من المنابر الصحافية بينها «الصباح»، كان كذلك على موعد مع تدشين مركز تصفية الدم بتنغير. وأنجز هذا المشروع في إطار الاتفاقية المبرمة مع جمعية الرحمة لتصفية الدم والمندوبية الجهوية لوزارة الصحة، والتي تنص على مشاركة الشركة المعدنية لإميضر في تمويل عملية تجهيز مركز تصفية الدم بتنغير والذي يعرف ضغطا متزايدا في عدد المرضى المحتاجين لهذا النوع من العلاجات، إذ كانوا يضطرون إلى التوجه إلى مدن مثل الرشيدية أو ورزازات، قاطعين مئات الكيلومترات، لطلب مثل هذا النوع من الخدمات الطبية.وهم هذا المشروع، الذي كلف مبلغا ماليا وصل إلى 172 ألف درهم، شراء تجهيزات ومعدات تصفية الدم. وأشرفت على إنجازه كل من مندوبية وزارة الصحة والشركة المعدنية لإميضر وجمعية الرحمة، وسيمكن المركز المذكور من توفير العلاج لمواطني الجهة المصابين بالقصور الكلوي وتجنيبهم عناء التنقل إلى مراكز بعيدة للاستفادة من هذه الخدمة. وانطلق إنجاز هذا المشروع في فاتح أكتوبر 2012 وانتهى في ماي الماضي، علما أن تمويله تكلفت به مجموعة مناجم بشكل كامل. "لا سلام ولا استسلام" شعار حركة على درب 96حركة على درب 96، التي تقود الاعتصام المفتوح لسكان منطقة إميضر منذ أزيد من عامين على قمة جبل ألبان، ظلت رغم كل المحاولات والمساعي المبذولة، سواء من طرف الشركة المستغلة لأكبر مناجم الفضة بشمال إفريقيا والسلطات المحلية والمنتخبة، تتشبث بشعارها الراسخ "لا سلام ولا استسلام" الرافض لأي شكل من أشكال التفاوض الذي لا يلبي أهم مطالبها، وهو أن تكون 75 في المائة من اليد العاملة بمناجم إميضر من أبناء المنطقة. كل المساعي التي تبذلها مجموعة مناجم وشركاؤها الآخرون ترى فيها الحركة "استمرارا في محاولاتها البئيسة والمخادعة لتلميع صورتها الملوثة جدا وسمعتها السيئة". وتضيف في بيان على صفحتها بالموقع الاجتماعي "فيسبوك"، أن "شركة معادن إميضر تستغفل الجميع من خلال هذه اللافتة (لافتة معلقة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للبيئة) التي علقت في مدخل حي توزاكت، الذي يسكنه عمال المنجم والوقع بتنغير... عن أي بيئة تتحدثون؟".ويدخل هذا البيان ضمن "التناقضات" التي ترصدها الحركة في تعامل شركة مناجم مع الملف المطلبي لسكان إميضر. وتضيف في بيان آخر "بعد الاحتجاجات والاعتصام المفتوح طال بعض التغيير المستوصف على المستوى الخارجي فقط، حاله حال كل الترقيعات التي تتبجح بها الشركة الملكية المستغلة للمنجم وتضخمها على أنها استجابة لمطالب الإميضريين". ثم تقول الحركة في رصدها "المستوصف الذي تغير لونه مخصص لحوالي ثمانية آلاف نسمة متوزعة على 7 دواوير حالته هشة جدا وبدون طبيب ويشتغل فيه ممرض بشكل مؤقت بدون أدوية أو أجهزة، علما أنه مفروض أن يغطي سكانا يتعرضون بشكل دائم لمخلفات المنجم السامة جدا، وهو ما تسبب في انتشار أمراض مزمنة كالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية...".وفي سياق متصل أدانت الحركة توقيف اثنين من مناضليها والتحقيق معهما من قبل عناصر الدرك الملكي بإميضر واعتبرته " خطوة استفزازية واستمرارا لمسلسل القمع والتواطؤ مع شركة معادن إميضر"، مشيرة إلى تنظيم السكان مسيرة حاشدة للمطالبة بالإفراج عنهما "وتحت ضغط المعتصمين تم إطلاق سراحهما". وأبرزت أنه "مباشرة بعد انتشار نبأ الاعتقال التعسفي للمناضلين، إبراهيم الحمداوي وإبراهيم الصابري، واتضاح حيثياته التي لا تستدعي إلا دفع غرامة، خرج سكان الجماعة في مسيرة حاشدة استجابة لنداء حركة على درب 96 بعدما تجمع الرجال والنساء والأطفال والشيوخ بمحاذاة جبل ألبان، ليسير الحشد بمحاذاة الطريق الوطنية رقم 10 في اتجاه مدينة تنغير نحو منجم إميضر الذي يوجد فيه مخفر الدرك، وسارت التظاهرة أزيد من 4 كيلومترات لكن وجود حاجز للقوات العمومية على الطريق منعهم من الوصول الى المكان المنشود. وحضر إلى عين المكان العديد من المسؤولين المحليين والأمنيين كقائد قيادة تودغى... ليتم إطلاق سراح المناضلين تحت ضغط المحتجين، ويبرر عناصر الدرك عملية الاعتقال بمجرد تسجيل مخالفة سير". أكدت الحركة أن "الخطوة التلقائية للإميضريين تأتي بعد الاعتقالات الواسعة التي طالت شباب إميضر وكل من له علاقة من قريب أو بعيد بالاعتصام المستمر منذ غشت 2011، حيث تتم فبركة ملفات للمعتقلين والزج بهم في السجن، كما حدث للمناضل مصطفى اوشطوبان المحكوم بأربع سنوات حبسا نافذة بعد أن لفقت له تهم السرقة والتحريض على العصيان، كما تعرض كل من الحمداوي إبراهيم و3 مناضلين آخرين لاعتقال تعسفي يوم 20 شتنبر 2011 ليتم الافراج عنهم بعد مسيرة حاشدة للإميضريين وتم آنذاك نقلهم أثناء الإفراج عنهم على متن سيارة تابعة لشركة معادن إميضر".وترى الحركة أن "محاولات استنزاف سكان جماعة إميضر عبر الاعتقالات التعسفية والاستفزازات المتكررة التي وصلت إلى حد استعمال طائرات هيليكوبتر ومحاولات تصفية المناضلين جسديا.نشطاء الحركة، معظمهم من العاطلين، اعتبروا أن "هذا التعامل نتج عنه توقيع اتفاق مفبرك وذلك بتاريخ 19 شتنبر 2012 وبرامج وهمية و توهيمية من أجل ربح الوقت والالتفاف على مطالب الإميضريين و ذر الرماد في العيون، عوض تحقيق حقوقهم عبر التحلي بالمسؤولية و الحوار الجاد". محمد أرحمني (موفد الصباح إلى تنغير)

إميضر تخرج من عزلتها بمشاريع لا تشفي الغليل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الإدارات تواصل الحجز على الحسابات البنكية

موسكو تتهم واشنطن بالتدخل في شؤونها

مقالات ذات صلة