3 أسئلة: الضحية تتولد لديه نزعة انتقامية

وتيرة التحرشات والاغتصابات التي يتعرض لها التلاميذ في المؤسسات التعليمية على يد أساتذتهم تتزايد بشكل كبير لماذا في نظركم؟نلاحظ فعلا أن وتيرة هذه الاعتداءات في تزايد ملفت لعدة أسباب، منها ما له علاقة بالتغيرات التي نخرت مجتمعنا في ظله انفتاحه على الصالح والطالح في العالم. هذا الانفتاح في شقه السلبي أثار شهوانية المجتمع الحيوانية وهونها حتى صارت في نظره حقا مشروعا يسعى لتلبيته، ولو على حساب القيم والأعراف التي انهارت قياسا على المجتمعات الإباحية. ومنها ثانيا ما له علاقة بالأستاذ المريض الذي يسعى في كثير من الأحيان إلى الانتقام من الآخر بسبب وضعيته الإدارية أو المادية أو الاجتماعية التي شهدت تدنيا ملحوظا، وهذا الآخر الأقرب منه هو التلميذ. وقد يتخذ هذا الانتقام صورة الاعتداء الجنسي، واختياره للتلميذ له مبرره وهو إحساسه بالسلطة عليه واطمئنانه لعدم انتقامه أو قيامه برد فعل سلبي، كما يعتبر هذا الاعتداء وسيلة لرد الاعتبار وإثبات الذات والرجولة، ومنها كذلك ما له علاقة بالتلميذ نفسه، إذ أن هاجس النجاح والحصول على نقط جيدة يدفع بكثير من التلاميذ إلى التقرب من الأستاذ أكثر وتكسير حاجز الأستاذية بواسطة عدة وسائل، منها خدمة الأستاذ أو محاولة إغرائه أو التقرب إليه بالهدايا. وقد يستغل الأستاذ المريض هذه الوضعية للاعتداء على الطفل البريء، مع ملاحظة بسيطة أن هذه التحرشات كانت منذ القديم غير أنه كان مسكوتا عنها، أما اليوم فقد تحرك المجتمع المدني الواعي فأثارها فبدت وكأنما هي جديدة رغم قدمها. ما هي الانعكاسات النفسية لمثل هذه الاعتداءات على التلاميذ؟نظرة التلميذ للأستاذ يشوبها في الغالب نوع من التقدير الباطني اللاشعوري المرتبط بالثالوث الذي يمثله الأستاذ في نفسية التلميذ، وهو السلطة والمعرفة والقيم. وعندما يتحرش الأستاذ هذا بالتلميذ فإن شخصيته تسقط أمام عينيه فتسقط هذه الثلاثية التي يمثلها الأستاذ فتخلق عند التلميذ بالضرورة ثلاثية مضادة ومقابلة، وهي التمرد والتكاسل والانحراف، كما أنه يفقد الثقة في أقرب الناس إليه، وكثيرا ما تتولد لديه إما نزعة انتقامية أو حالة عزلة وخوف من الآخر، تتحول مع مرور الزمن إلى خوف من المجتمع ككل. أما على مستوى التحصيل فإن موقف التلميذ الرافض للأستاذ المعتدي سينتقل بالضرورة وبطريقة لاشعورية إلى موقفه من المادة التي يدرسها الأستاذ المعتدي/المغتصب، لأنها تشكل له مثيرا يذكره بالاعتداء طيلة حياته، وقد تجعله يكره التعليم ككل، بل يصبح من العسير عليه أن يثبت شخصيته في المجتمع، وقد تتربى فيه عقد كثيرة ومن أهمها وأكثرها شيوعا الخوف والتردد والارتباك والخجل والحقد والكراهية، وأفظع من ذلك عدم الثقة بالنفس. هل يعني تزايد هذه الحالات تقصيرا من لدن الإدارات والوزارة الوصية؟في الحقيقة للإدارات والوزارات الوصية نسبة من المسؤولية القانونية، لأن الأحكام المطبقة في حال ثبوت الاعتداء ليست صارمة، بل متساهلة إلى أقصى حد، إذ من المفروض أن يتم توقيف المعتدي بشكل نهائي وأن يحرم من كل امتيازاته الإدارية السابقة، لأنه خان الأمانة وخالف الواجب وساهم في تدمير الأمة، وليس من المعقول أن يتم نقله إلى مؤسسة أخرى، أو أن يوجه له إنذار أو أن يحال على التقاعد النسبي أو ما شابه ذلك. كما أن هذه الإدارات والوزارة عليها أن تضع نصب عينيها هذه الظاهرة وتتصدى لها استباقيا بالندوات واللقاءات، وعمليا بالمذكرات، وميدانيا بتوفير متخصصين في المجال النفسي لمتابعة وتوجيه الأساتذة وتفعيل خلايا الاستماع للتلاميذ والأساتذة على حد سواء وقانونيا بالعقوبات الحبسية التي تناسب فظاعة الفعل. كما يلزم تخصيص حصص للأساتذة المبتدئين في مدارس التكوين تشرح هذه الظاهرة وتعالجها حتى يتبين لهم ما هم مقبلون عليه، ويتفادون الوقوع في مثل هذه الحالات. الطيب بنعبيد, أستاذ باحث في علم النفس التربوي أجرى الحوار: محمد أرحمني

3 أسئلة: الضحية تتولد لديه نزعة انتقامية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أساتذة ينهشون لحم تلميذاتهم بحجرات الدرس

أساتذة يستبيحون أجساد تلاميذهم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات