الريفي: الشهرة لن تغير طباعي

متوج "إكس فاكتر" قال لـ الصباح إنه يطمح إلى إعادة الانتعاشة إلى الأغنية المغربية خصصت الجماهير المغربية احتفالا متميزا لمحمد الريفي، متوج برنامج "إكس فاكتر"، بمجرد ما وطأت قدماه أرضية مطار محمد الخامس بالبيضاء، صباح الاثنين الماضي، واستمرت الاحتفالات طيلة اليوم، إذ رابض العشرات من معجبي المطرب الشاب أمام بيت أسرته بحي سيدي معروف، بشكل جعل الوصول إليه أمرا في غاية الصعوبة. وفي غمرة انتشائه بالتتويج العربي الذي حصله، خص محمد الريفي "الصباح" بهذا الحوار الذي تحدث فيه عن بداياته وعن الصعوبات التي واجهته في سبيل تحصيل لقب أضاف إليه الشيء الكثير، فضلا عن العلاقة الخاصة التي نشأت بينه وبين الفنان الإماراتي حسين الجسمي الذي تبناه فنيا وسانده طيلة مراحل التباري. ما هو إحساسك بعد نيلك لقب النسخة العربية لبرنامج "إكس فاكتر" خاصة في ظل الظروف الصعبة التي جرى فيها التباري؟فعلا كانت ظروف التباري صعبة، وهو ما جعل تتويجي باللقب بطعم خاص، ولا أخفي فرحي واعتزازي بهذا التتويج، خاصة أنني لم أتحد صعاب التباري من أجل اسمي الشخصي فقط، بل كنت أدرك أنني أمثل بلدا قلوب شعبها كانت معي، مثلما هو الأمر بالنسبة لكل المحبين من مختلف بلدان العالم العربي. كان التنافس شرسا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فالضغوطات النفسية والاجتماعية كانت تحيط بي من كل جهة، الشيء الذي كاد أن يفت عزيمتي، لولا مساندة الجماهير المغربية والعربية والدعم الخاص للفنان الرائع حسين الجسمي لما تمكنت من المحافظة على الحماس والعزيمة نفسيهما اللذين بدأت بهما البرنامج. هل يمكن أن تصف لنا أجواء اليومين الأخيرين للتباري وكيف عايشت تفاصيلها؟ كانت أجواء صعبة، خاصة أن كل المرشحين تعرضوا إلى ضغط نفسي رهيب، فكل واحد منا كان يحمل في داخله أحلاما وطموحات يود تحقيقها من خلال التتويج، لذا كانت الخسارة سيكون لها وقع أشد على نفوسنا. وبالنسبة إلي عايشت أجواءها بنوع من التوجس خاصة ليلة الخميس التي كان من المفروض أن يتم الإعلان فيها عن إقصاء أحد المرشحين الثلاثة، إلا أن ذلك لم يتم، وهو ما جعل الشك يساورني واعتقدت أن شيئا ما هناك "يطبخ"، فازدادت حدة الضغط النفسي واعتقدت أن الأمور انتهت، إلى أن اتصل بي الفنان حسين الجسمي صبيحة اليوم الموالي (الجمعة) وطلب مني أن لا أجزع وأحافظ على رباطة جأشي، فكل شيء سيكون نزيها والتلاعب لن يكون، وأنه إذا كان التصويت لصالحي فسأكون الفائز لا محالة. (مقاطعا) مع ذلك ارتبكت نوعا ما خلال النهائي لدرجة أنك ذرفت الدموع؟تلك الدموع كانت مزيجا من الفرحة والحزن. فرحة ببقائي إلى النهائي وحزن لأنني تذكرت شريط حياتي كلها دفعة واحدة، خاصة الظروف الصعبة التي مررت منها قبل نيلي اللقب، فضلا عن ظروف أخرى عشتها هناك أفضل تجاوزها والنظر إلى المستقبل الذي قد يكون أحلى. ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أذكر بالدور الذي لعبه الفنان حسين الجسمي في مساندتي معنويا وتقنيا للوصول إلى النهائي فنصائحه وتوجيهاته كان لها دور حاسم في تألقي خلال أطوار برنامج "إكس فاكتور" وهذا الرجل أثبت أنه محب كبير للمغرب والمغاربة، ويستحق احتفالا خاصا عندما يزورنا هنا. كيف جاءت فكرة مشاركتك في برنامج "إكس فاكتر"؟ كان الأمر محض صدفة، إذ اقترح علي أحد الأصدقاء من المؤمنين بموهبتي المشاركة في الكاستينغ الذي أجري هنا بالدار البيضاء، فسخرت منه في البداية ولم آخذ الأمر على محمل الجد. وفي اليوم الموالي وجدت هذا الصديق وكأنه "يرغمني" على الذهاب إلى الفندق الذي أجري فيه الكاستينغ، وذهبت إلى هناك وأنا أمزح مع أصدقائي وغنيت أمام اللجنة. لكن عندما نودي علي للسفر إلى لبنان أدركت أن الأمر فرصة لا تعوض، وأنه لا مجال للهزل علي أن أبذل قصارى جهدي لتمثيل بلدي أحسن تمثيل، وإثبات موهبتي وحلمي في أن أصبح مطربا محترفا، لذا قضيت أشهرا صعبة بلبنان لم أكن أنام فيها إلا ساعات قليلة وفقدت الكثير من وزني بسبب القلق والخوف من الفشل وكذا لثقل المسؤولية التي أدركت أنني صرت أحملها على عاتقي. ما هي مشاريعك المستقبلية في المجال الفني؟سأقدم واحدة من الأغاني التي قدمتها خلال برايمات "إكس فاكتر" ومن المنتظر أن تصور على شكل فيديو كليب يتضمن مشاهد استقبال الجماهير المغربية بالمطار أو بالحي الذي أقطن به، ولا أعرف إلى حدود الآن في أي مكان سيصور. ومباشرة بعد شهر رمضان المقبل سأصدر أول "سينغل" لي، وكل خطوة فنية لي لن تتم إلا بعد التنسيق والاستشارة مع حسين الجسمي، كما أود أن أعيد الكثير من الأغاني المغربية القديمة بتوزيع جديد حتى تنال نصيبها من الانتشار وقد ناقشت هذه الفكرة مع الجسمي وأتمنى أن أعيد الانتعاشة إلى الأغنية المغربية. ما سر إصرارك دائما على الحديث بالدارجة المغربية ألم تشكل أمامك عائقا للتواصل مع المشارقة؟عندما يزورنا المشارقة يتحدثون بلهجاتهم الأصلية ولا يهمهم إن كنا نفهمهم أم لا، وهذا من حقهم، فلماذا لا نتمسك نحن أيضا بلهجتنا الخاصة، فمع مرور الوقت سيتعودون عليها وسيفهمونها، فضلا عن أنني لا أجيد لهجة أخرى غير لهجة بلدي الأصلي، ولا أطمح إلى تصنع لهجة أخرى. لا أشبه جورج وسوف كثيرون شبهوا أداءك بأداء جورج وسوف ما تعليقك على هذا؟أنا أعشق فعلا جورج وسوف، لكن ليس بالضرورة أن أوصف بأني أقلده، فلا ذنب لي إذا كان صوتي يشبهه، وقد حاولت أن أقدم أغنية له خلال "إكس فاكتر" بطريقتي الخاصة حتى أثبت للجميع أن لي شخصية فنية مستقلة، إلا أن الفنان حسين الجسمي لم يشجعني على تنفيذ هذه المغامرة، وبالمقابل كان يدقق معي في الاختيارات الغنائية، إذ كنت أستشيره في كل صغيرة وكبيرة، وهو من شجعني كذلك على تقديم أغنية "جونيمار" للفنانة نجاة اعتابـــو، رغـــــــــــــم صعوبة إيقاعها على الفرقة الموسيقية المشرقية، إلا أن الفكرة جاءت جميلة وتقبلها الجمهور وكذلك لجنة التحكيم. طريقتي في الغناء كانت سلاحا ذا حدينطريقتك في الغناء المعتمدة على الارتجال والتصرف في بعض الجمل الموسيقية التي تغنيها، ألم تكن من الممكن أن تكون ضدك؟تعاملت مع هذا المعطى بمنطق "يا ربحة يا ذبحة"، فطريقتي في الغناء تلك فطرية ولو أنني صقلتها بشيء من الدراسة في المعهد الموسيقي إذ كنت مسجلا في قسم الموشحات واستفدت كثيرا من المرحلة التي قضيتها في المعهد، إذ كنت أعشق منذ الطفولة التصرف في الألحان وإضفاء صبغة شخصية عليها، إلا أنني لم أفكر في المضي قدما في مجال الغناء، رغم أنني أعشقه كثيرا، وقد بدأت علاقتي به في مراحل مبكرة من عمري إذ نشأت بالمدينة القديمة للدار البيضاء وأعتز بانتمائي لهذا الفضاء الشعبي، وعشقت تجويد القرآن ومختلف المدارس الطربية بدءا بعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وعبد الوهاب ونعيمة سميح، كما أنني أعشق كثيرا من الأصوات الجديدة الفنانة مثل صوت أسماء لمنور التي أرى فيها نموذجا مشرفا للأصوات المغربية بالمشرق العربي. سأظل كما أنا هل يمكن أن نتحدث عن "محمد الريفي" ما قبل "إكس فاكتور" وما بعده؟ (ضاحكا) سأظل كما أنا، وكما كان يعرفني جميع أصدقائي وأقاربي، صاحب "الضحك والتقشاب" ولن أتغير في طباعي وسلوكي، رغم أن مروري من برنامج "إكس فاكتور" خلق لي شعبية كبيرة وقاعدة جماهيرية واسعة، ستجعل من الصعب علي، مستقبلا، أن أتحرك بكل حرية رغم أن هذا سيزعجني قليلا لأني نشأت في وسط شعبي وألفت ارتياد الأماكن الشعبية، وسيكون من الصعب، تقبل فكرة أن أتحرك ومعي حراس شخصيون، ألفت مرافقة أصدقائي، إلى شاطئ البحر ولعب كرة القدم هناك وتناول الوجبات الشعبية مثل "الرفيسة" و"الشامية" وغيرها، ولن أتخلى عن هذه العادات بسهولة، كما أني لا أجيد التحذلق والتحدث والتحرك بشكل رسمي فعفويتي وبساطتي على خشبة الغناء كانت جزءا من نجاحي، ولن أنسلخ عنها لأنها لم تكن تكلفا أو تصنعا فهي جزء من طبيعتي. أجرى الحوار: عزيز المجدوب

الريفي: الشهرة لن تغير طباعي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أسماء وازنة في لائحة مغادري الرجاء

صراع بنكيران وشباط يمتطي "طوبيسات" فاس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات