إكرام… مأساة خادمة عادت من السعودية على كرسي متحرك

المقرئ القزابري قرأ على مسامعها آيات من الذكر الحكيم في الطائرة أثناء رحلة العودة لأنه أشفق من حالها إكرام فتاة مغربية مراكشية غرر بها من قبل أحد معارف والدها، والذي اقترح عليه تهجيرها إلى العربية السعودية للاشتغال مربية هناك. لم تتوقع إكرام أن يتحول حلمها وسعيها للخروج من مشاكل أسرتها المادية إلى كابوس، وأن تتحول حياتها إلى جحيم. تفاصيل قصة إكرام تصور إحدى أبشع جرائم الاستغلال لفتاة عادت إلى بلدها فوق كرسي متحرك بعدما غادرته بصحة وعافية. تحكي إكرام التي زارتها «الصباح» بمنزل عائلتها التي تقطن أحد الأحياء الهامشية كيف سقطت في مخالب أسرة بالمدينة المنورة بالعربية السعودية، والتي قضت عندها سنة كاملة من الاستغلال والعذاب، انتهت بفاجعة سقوطها من الطابق العلوي لمنزل مشغلها حيث أصيبت على مستوى العين والرجل واليد إصابات بالغة، وتركت من قبل مشغلها عرضة للضياع والإهمال بأحد المستشفيات بالمدينة المنورة في مواجهة مصير مجهول، رغم أنها أصيبت أثناء تأدية عملها في منزل مشغلها .تقول إكرام إن والدها تعرف على أحد الأشخاص المدعو «الحاج مصطفى» والذي طرح عليه فكرة تهجيرها إلى المملكة العربية السعودية للاشتغال عند إحدى العائلات الثرية بالمدينة المنورة مربية، وأمام الحاجة وقصر ذات اليد قبلت إكرام، وغادرت نحو المجهول.تبدأ رحلة العذاب مع السفر والصعود إلى الطائرة لتحط الرحال بمطار جدة بالعربية السعودية، وهناك وجدت مشغلها ينتظرها، وفي الوقت الذي اعتقدت فيه إكرام أن الحصول على عقد عمل بإحدى دول الخليج سيرفع رأسها بين أقرانها بالمغرب، لكنها بمجرد معاينة الواقع الذي ينتظرها واكتشفت أنها خدعت وبسرعة، بعدما ذاقت طعم المآسي، بمشاهدة أفظع وأدهى من الواقع المر الذي كانت تعيشه في وطنها.بريق الوعود وفرصة الشغل «المحترمة» بأجر لم يسبق أن حلمت به بأرض انمحت بين عشية وضحاها وتحولت إلى عذاب يومي، إذ تحكي إكرام أنها كانت تبدأ عملها من السادسة صباحا إلى غاية الثالثة صباحا من اليوم الموالي دون توقف، وكلما اشتكت كانت تواجه بالتأنيب .تتذكر إكرام ليلة الحادث حينما كانت تحاول نشر الغسيل في سطح منزل مشغلها بالمدينة المنورة لتسقط من الطابق العلوي، بعدما أحست بدوران شديد نتيجة التعب بسبب حرمانها من النوم لينتهي بها الأمر فوق كرسي متحرك بأحد المستشفيات بالمدينة المنورة، وهناك قضت عدة ليال دون رفيق أو صديق بعدما وضعها مشغلها بالمستشفى، وغادر دون رجعة حيث تركت عرضة للتهميش والمعاناة واستمرت على هذا الحال إلى أن تم إرجاعها على متن طائرة لشركة سعودية، وفي وضعية صحية صعبة. وتحكي إكرام حجم الألم الذي عانته من شدة الإصابة الخطيرة التي تعرضت لها، مضيفة أن ربان الطائرة رفض إكمال الرحلة وقرر الهبوط في أقرب مطار لخطورة إصابة إكرام، مؤكدة أن المقرئ القزابري رتل آيات بينات بالقرب منها على الطائرة نفسها لتهدئة روعها إذ كانت تصرخ بشدة نتيجة الألم. ترفض إكرام تصديق ما حل بها وهي الفتاة التي كانت تحلم بالعودة إلى المغرب بمبالغ مالية تسمح لها بمساعدة أسرتها، لكنها اكتشفت أنها كانت ضحية استغلال في ظروف حاطة من الكرامة الإنسانية عند عائلة بالمدينة المنورة، لتعود بعاهة مستديمة حيث لا تفارقها الحفاظات وتضع الحديد في رجلها اليسرى ويدها، بعدما خضعت عند عودتها إلى المغرب لعمليات جراحية، في الوقت الذي تنكر لها مشغلها الذي رماها في المستشفى وغادر قبل أن يتحايل على المستشفى لإعادتها إلى المغرب في ظروف لاإنسانية . نبيل الخافقي (مراكش)

إكرام… مأساة خادمة عادت من السعودية على كرسي متحرك

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أبو حمزة المغربي في شباك الفرقة الوطنية

دراسة في القانون: المحاكمة العادلة على ضوء المواثيق والمعاهدات الدولية والعمل القضائي الدولي (الحلقة الخامسة)

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات