المعهد الوطني للجيوفيزياء… مؤسسة لرصد الزلازل والتسونامي

التحضير لإطلاق محطات جديدة منها ما يمتد على طول السواحل يعتبر المعهد الوطني للجيوفيزياء التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني من المؤسسات التي تعمل 24 ساعة على 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع، بما في ذلك عطل نهاية الأسبوع والأعياد، وذلك في إطار التناوب بين فرق من التقنيين والمختصين للرصد والإنذار المبكر للزلزال عبر تراب المملكة. ويضم المعهد الوطني للجيوفيزياء ثلاث مصالح، الأولى هي مصلحة المراقبة والإنذار الزلزالي، والثانية مصلحة الوقاية الزلزالية والتعاون ، والثالثة هي مصلحة المعدات والتكوين والتحسيس. قال عز العرب المروح، مسؤول عن مصلحة الوقاية الزلزالية والتعاون إن المعهد الوطني للجيوفيزياء يضم 30 موظفا يتوفر نصف عددهم على شهادات الدكتوراه والماستر، وذلك في تخصصات متعددة من بينها علم الزلازل.وأوضح عز العرب المروح أن المعهد بدأ العمل بالديمومة 24 ساعة على 24 ساعة منذ سنة 1993، وذلك بعد الزلزال الذي ضرب منطقتي الريصاني وأرفود سنة 1992، فكلفت الوزارة الأولى المركز الوطني للبحث العلمي والتقني بإقامة ديمومة دائمة بما في ذلك الأعياد وعطل نهاية الأسبوع لتتبع النشاط الزلزالي.وخارج أوقات العمل العادية، فإنه خلال أوقات الديمومة يتكلف تقنيان واثنان من أطر المعهد الوطني للجيوفيزياء بتتبع كل المستجدات في مجال رصد الزلازل وتحليل النتائج وتقديم المعطيات للسلطات.وقال عز العرب المروح إن من مهام المصلحة التي يشرف عليها القيام بعدد من الدراسات بهدف المشاركة في الحد من المخاطر الزلزالية، وعبر اختصاصات متعددة.وتتم الدراسات، حسب عز العرب المروح، إما في إطار البحث العلمي أو بطلب من طرف السلطات لمعرفة الحالة الزلزالية لمنطقة معينة من المغرب، وذلك قبل إنجاز مشاريع معينة مثلا منشآت عمرانية حتى يتم تحديد مدى زلزالية المنطقة ومكوناتها الجيوفيزيائية.وتحول اسم المختبر الجيوفيزيائي، الذي انطلق العمل به سنة 1985 الذي انطلقت به الأنشطة داخل المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، وذلك في يونيو سنة 2005، إلى المعهد الوطني للجيوفيزياء كما تم تعزيزه بنظام إداري جديد.وتتولى المصالح العلمية والتقنية التابعة للمعهد الوطني للجيوفيزياء، التي تعمل عن طريق المداومة، مهام رصد النشاط الزلزالي عبر التراب الوطني والمناطق المجاورة وتركيب وصيانة وتشغيل معدات وأجهزة الشبكة الزلزالية الوطنية، وكذلك إنجاز الدراسات العلمية للمساهمة في الوقاية والحد من مخاطر الزلزال على الصعيدين الوطني والإقليمي.وتنضاف إلى المهام الرئيسية للمصالح نفسها تطوير الجيوفيزياء التطبيقية واستعمالاتها ومساعدة أصحاب القرار في بلورة رؤية علمية في مجال الوقاية من آثار الزلازل وتمثيل البلاد بالمحافل الدولية في هذا المجال، كما بدأ المعهد بالاهتمام بالتوعية والتكوين قصد التقليل من مخاطر الزلازل.ويعتبر حضور المعهد الوطني للجيوفيزياء قويا على الصعيد الدولي، إذ يمثل المغرب في عدد من التظاهرات منها اتفاق المجلس الأوربي المفتوح حول المخاطر الكبرى، وذلك منذ 1995، كما يحتضن بدوره المركز الأورو متوسطي للتقييم والوقاية من المخاطر الزلزالية.وفي السياق ذاته، تم تعيين المعهد الوطني للجيوفيزياء رسميا من طرف وزارة الشؤون الخارجية والتعاون صلة وصل وطنية تقنية وعلمية لدى منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. وبناء على ذلك فإن المعهد الوطني للجيوفيزياء يعتبر مشرفا على استغلال محطة رصد الزلازل الدولية الواقعة قرب مدينة ميدلت، والتي تعتبر جزءا من شبكة النظام العالمي لرصد الزلازل.وتستعين المصالح التقنية والعلمية في رصد الزلازل والإنذارات في الوقت الحقيقي بموجات الراديو وخطوط الهاتف المخصصة، وذلك عن طريق شبكة يتم تصميمها وتركيبها وصيانتها وتشغيلها من طرف المعهد الوطني للجيوفيزياء ذات الإشارة التماثلية القصيرة والمعمول بها منذ سنة 1987.ويعمل المعهد الوطني للجيوفيزياء، أيضا على تحديث وتوسيع الشبكة الزلزالية الحالية منذ 2009 بشبكة رصد زلازل رقمية من الجيل الجديد قصد توفير الرصد والإنذار.وفي هذا الصدد، أكد عز العرب المروح في تصريحه لـ"الصباح" أن المعهد الوطني للجيوفيزياء يعمل حاليا على تجديد المحطات التابعة للمعهد والبالغ عددها حوالي 50 محطة تعمل بتنسيق مع إدارة المركز بالرباط.وتتوفر المحطات على أحدث التجهيزات لرصد الزلازل والهزات الأرضية وحتى التي لا يمكن أن يشعر بها سكان مناطق معينة، والتي يتم تسجيلها وإرسالها عبر الأقمار الاصطناعية.ومن بين مشاريع المحطات في طور الإنجاز، يجري التحضير حاليا لإنشاء محطات بالأقاليم الجنوبية، وكذلك مجموعة من المحطات التي ستمتد على طول الشواطئ المغربية الأطلسية والمتوسطية.وفي ما يخص الهدف من إنشاء المحطات على امتداد السواحل المغربية، أوضح عز العرب المروح أنه يرمي إلى رصد حركة الزلازل في المحيطات، والتي يمكن أن تنجم عن أقواها حدوث موجات تسونامي.وعن الزلازل البحرية التي عرفتها بلادنا، قال عز العرب المروح إن أكبر تسونامي ضرب البرتغال والمغرب خلال حدوث زلزال لشبونة سنة 1755.وفي إطار المشاريع الأخرى، التي ينكب المعهد الوطني للجيوفيزياء على تنفيذها في الفترة المقبلة إنشاء شبكة من الأجهزة لقياس المد البحري والتي ستمكن من معرفة مستوى البحر مباشرة كل دقيقة أو دقيقتين.وتتم الاستعانة بأحدث الأجهزة والتقنيات للاشتغال عبر كل المحطات الزلزالية، ومن بينها أجهزة لاقطة تتميز بحساسية ودقة فائقة في رصد كل حركة حتى وإن كانت جزءا من الملمتر، وتبعث بها عبر الساتل إلى المعهد الوطني للجيوفيزياء حين يتعلق الأمر بحدوث هزة أرضية في مكان معين، لتخضع المعطيات إلى تحليل سريع قبل إخبار السلطات المعنية. ومن بين الأجهزة التي تستعين بها المصالح التقنية التابعة للمعهد الوطني للجيوفيزياء في اشتغالها برامج حاسوب متطورة لتحصيل ومعالجة المعطيات الزلزالية ومن بينها "أنتلوب" و"سيسكومب" و"سيزان".وتندرج ضمن قائمة مهام المعهد الوطني للجيوفيزياء وضع أجهزة قياس المد والجزر لرصد مستوى سطح البحر في الوقت الحقيقي قصد المساهمة في الجهود الدولية المتقدمة لرصد وإنذار تسونامي، إلى جانب وضع وتشغيل مصفوفة للمراقبة من محطات الرصد الزلزالي الأولى من نوعها على الأراضي الوطنية.ولا يقتصر عمل المصالح التقنية والعلمية التابعة للمعهد الوطني للجيوفيزياء على رصد النشاط الزلزالي عبر التراب الوطني فقط، بل من خلال تتبع الزلازل الكبرى المسجلة في جميع أنحاء العالم. وبالموازاة مع المهام المنوطة بالمعهد الوطني للجيوفيزياء، يهتم كذلك بجوانب التكوين والتحسيس والإرشاد في مجال الخطر الزلزالي، وذلك بالإشراف على الأطروحات والرسائل الجامعية وتنظيم دورات تدريبية قصيرة المدى لمشاريع التخرج ودورات تدريبية متوسطة المدى من أجل تهييء الأطروحات وغيرها والتكوين والتعليم المستمر عند الطلب في مجال الخطر الزلزالي.وفي إطار الاهتمام بمجال البحث، حدد المعهد الوطني للجيوفيزياء عدة محاور للبحث من بينها "الزلزالية التاريخية والدراسات الماكروسيزمية" و"الزلزالية الآلية" و"الجيولوجيا السطحية" و"سيسموتكتونية" و"الجيوفيزياء التطبيقية للتحديد الدقيق للمناطق الزلزالية" و"الأخطار وتحديد المناطق الزلازلية".ويعتبر المعهد الوطني للجيوفيزياء طرفا مهما في المساهمة في إنجاز برامج علمية للجنة الأوربية، خاصة في ما يتعلق بدراسة المخاطر الزلزالية والتسونامي، وذلك بالتنسيق مع المراكز الزلزالية على الصعيد الدولي.وفي إطار انفتاح المعهد الوطني للجيوفيزياء على المحيط الخارجي فإنه يتم تنظيم زيارات للمؤسسات التعليمية والجامعات، إلى جانب تنظيم أيام مفتوحة يقدم خلالها مختصون عددا من الشروحات والمعطيات حول طبيعة عملهم. ويتولى المعهد الوطني للجيوفيزياء مهمة إعداد تقارير عن الحالة الزلزالية للمنطقة التي يحدث بها نشاط زلزالي بارز، كما تمد السلطات المعنية بالمعلومات العلمية لإدارة المخاطر في إطار عملية التنسيق معها. منذ 14 يوليوز 1993 وإلى غاية 31 دجنبر 2008 تمكن المعهد الوطني للجيوفيزياء من رصد نشاط الزلازل لمدة 15 سنة، والتي بلغ عددها 5 آلاف و500 نشاط زلزالي.وصنفت الأنشطة الزلزالية إلى أربعة أنواع، وأولها ما تم رصده على المستوى الوطني وثانيها في شواطئ المحيط الأطلسي وثالثها في شواطئ البحر الأبيض المتوسط ورابعها في عدد من المناطق المجاورة مثل الجزائر والجزيرة الإيبيرية وجزر الكناري.وخلال الفترة ذاتها التي ترصد حركة الزلازل لما يزيد عن خمس عشرة سنة سجل المعهد الوطني للجيوفيزياء عددا مهما من الهزات الأرضية، التي بلغ عددها 3 آلاف و787 من بينها ألف و644 تم تسجيلها بالحسيمة والمناطق المجاورة لها.وكان أقوى زلزال خلال الفترة ذاتها بلغ قوته 6.3 على سلم ريشتر وحدث يوم 24 فبراير سنة 2004 على الساعة الثانية و27 دقيقة.وفي ما يخص الشواطئ المغربية رصد المعهد الوطني للجيوفيزياء ألفا و101 هزة، كانت أكثرها قوة الهزة المسجلة يوم ثاني دجنبر 2004 على الساعة الخامسة و50 دقيقة، وحددت في 4.9 على سلم ريشتر.أما في الشواطئ الواقعة على المحيط الأطلسي فبلغ عدد الهزات الأرضية 441 وكانت أكثرها قوة تلك المسجلة يوم ثاني عشر فبراير 2007 على الساعة العاشرة و35 دقيقة بقوة بلغت 5.4 على سلم ريشتر. أمينة كندي

المعهد الوطني للجيوفيزياء… مؤسسة لرصد الزلازل والتسونامي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"سامسونغ" تطلق "غالاكسي إس 4" في الأسواق المغربية

الميلاني يوافق على العودة إلى الدفاع

مقالات ذات صلة