بورتري : لودفيك محمد… سلفي في جبة مثلي

لم يعد اسم لودفيك محمد زاهد يمر مرور الكرام في وسائل الإعلام الفرنسية، خاصة بعد المصادقة على مشروع قانون زواج المثليين في فرنسا. ف"الرجل" يعتبر من أوائل المثليين الذين قرروا أن يتوجوا علاقتهم بشريكهم برباط الزواج المقدس.لم يكن لودفيك، وهو اسم محمد زاهد في أوراقه الثبوتية الفرنسية، يعتقد وهو في عز انضمامه إلى السلفيين الجزائريين، أن ميوله الجنسية تتجه نحو أبناء جنسه، هو الذي حفظ أكثر من نصف سور القرآن ، وتعلم العربية خصيصا من أجل التعمق أكثر في الدين الإسلامي وفهمه.في سن 17، اكتشف محمد الحب. ولم يكن الحبيب سوى صديقه جبريل الذي كان يشعر كلما اقترب منه بالرغبة في لمسه وتقبيله. قال له جبريل إنها أمور يمكن أن تقع، وإنه سينسى ذلك الشعور بمجرد زواجه. الكلام نفسه قالته والدته التي لم تكن ترغب في تصديق أن ابنها مثلي. كانت تقول إنه سيعود إلى "عقله" حين يلتقي فتاة أحلامه. مرت السنوات، ولم يتغير شيء، يقول لودفيك في كتابه "القرآن والجسد" الصادر عن دار نشر "ماكس ميلو"، وهو ما شكل صدمة بالنسبة إلى عائلته، خاصة شقيقه الذي كان يضربه ويعنفه وهشم له أحد فكيه قائلا ذات مرة "سأعلمك كيف تكون رجلا". وجد محمد زاهد نفسه سلفيا ومثليا في الوقت نفسه، بما يحمله ذلك من تناقضات جعلته يدور في حلقة مفرغة لم يتمكن من الخروج منها إلا بعد مرور 20 سنة.اضطر صاحبنا إلى القطع مع السلفية ومع الدين الإسلامي ككل. اعتنق البوذية لفترة، ثم عاد من جديد ليعانق الإسلام بعد دراسة العديد من الكتب والنصوص التي أوصلته إلى حقيقة أن الإسلام ليس ضد الجنسمثلية، كما يؤكد في العديد من تصريحاته الإعلامية. يقول إنه لم يسبق للرسول أن قتل مثليين مثلما جاء في الحديث المعروف، بل آواهم في منزله حين كانوا يتعرضون للأذى. يقول أيضا إن الجنسمثلية لم تجرم لا في نص قرآني ولا في حديث، وإن الرسول لو كان على قيد الحياة، لأشرف بنفسه على تزويج المثليين. ويعتبر محمد أن الإسلام ليس قانونا، بل فلسفة حياة أولا وقبل كل شيء، كما يقول إن العلاقات ما بين الأفراد، والتي تتم بموافقة الجانبين وفي إطار الحب واحترام الآخر، لا يمكنها أن تتعارض أبدا مع فلسفة الإسلام. بل يذهب بعيدا حين يقول إن الجنسمثلية كما هي معروفة اليوم لم تذكر في سورة لوط، ولم تكن هي المقصودة، بل المقصود الأفعال الجنسية العنيفة واللا إنسانية التي كان يقوم بها قوم لوط. "الفلسفة" التي قرأ بها ابن الجزائر العاصمة (مواليد سنة 1977) الإسلام في علاقته بالجنسمثلية، نتج عنها الكثير من الكتابات والدراسات التي أصدرها محمد لطفي (الاسم الحقيقي له قبل حصوله على الجنسية الفرنسية)، كما نتج عنها حماس "نضالي" للدفاع عن حقوق المثليين من أبناء جنسه، خاصة بعد اكتشافه أنه مصاب بفيروس فقدان المناعة المكتسب (السيدا)، فأسس العديد من الجمعيات من بينها "جمعية الدفاع عن حقوق الشباب المصاب بفيروس المناعة المكتسبة" وجمعية "جنسمثليون مسلمون بفرنسا" و"مسلمو فرنسا التقدميون"... وكان آخر ما جادت به عبقرية محمد في هذا الإطار، تأسيس مسجد بأحد المراكز الإسلامية بالعاصمة باريس، مفتوح للمثليين ذكورا وإناثا ممن يشعرون أنهم غير مرتاحين في أماكن العبادة التقليدية. محمد اليوم، متزوج من قيام، بعد أن سبق له تحرير عقد الزواج المدني في جنوب إفريقيا، حيث موطن "الزوج" (ة)، ويواجه الكثير من التهديدات بعد اتهامه بالصهيونية والإساءة الإسلام.ن . ف

بورتري : لودفيك محمد… سلفي في جبة مثلي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المثلية الجنسية عبر التاريخ

عظماء مثليون حكموا العالم وشغلوا الدنيا والناس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات