عصيد يدعو الأدارسة إلى مناظرة وطنية حول تاريخ المغرب

دعا الباحث الأمازيغي أحمد عصيد الشرفاء الأدارسة والعمرانيين إلى مناظرة وطنية حول هوية الدولة المغربية وبداياتها في المرحلة الإسلامية، تنظم أمام الرأي العام الوطني ووسائل الإعلام، من أجل تفادي الاتهامات والضغائن، وتحويل اهتمام الناس عن حقائق التاريخ ونصوصه.وقال عصيد، في رد على تصريحات للرئيس العام للرابطة الوطنية للشرفاء الأدارسة العمرانيين نشر بـ"الصباح"، إن الأمر لا يتعلق بـ"حملة" على الإطلاق، ولا بوجود "أجانب" من ورائها، وإنما هو نقاش وطني بين مغاربة، مصدره الرئيسي المناخ العام الذي يعرفه المغرب، والذي فتح النقاش على مصراعيه حول كل قضايا المغرب، بما فيها موضوع تاريخ الدولة المغربية وهويتها. وأن مرامي هذا النقاش وأهدافه ليست المس بكرامة أحد من المواطنين، وإنما هي إعادة قراءة تاريخ المغرب من طرف أخصائيي هذا المجال قراءة علمية نقدية وعقلانية منصفة، تضع حدا للميز الثقافي والهوياتي، وتنسجم مع دستور البلاد الذي يقر بكل المكونات.فيما يلي أهم فقرات التوضيح:- أننا بخطابنا النقدي لا نتوجه إلى المواطنين الأدارسة، بل إلى السلطة، وهدفنا ليس الإساءة إلى الأدارسة وإنما جعل خطاب السلطة وروايتها للتاريخ، داخل المنظومة التربوية على الخصوص، يحترمان جميع المغاربة، وإذا وجد الأدارسة في نقدنا للسلطة مسا بمصالحهم، فلأنهم يعتبرون أنفسهم حلفاء للسلطة كما هي في وضعيتها الراهنة، في تكريسها للميز والتفاوت، بينما نسعى إلى جعلها في مستوى تطلعات المغاربة كافة.- أن السادة الأدارسة ما زالوا على ما يبدو منغلقين داخل رؤية ضيقة للوطنية المغربية، إذ يختزلونها في التعاقد التقليدي الموجود بينهم وبين السلطة، بينما تضم الوطنية المغربية كل المغاربة قاطبة بمختلف مللهم ونحلهم، ممن ينتسبون إلى هذه الأرض بحدودها الجيوـ سياسية المتعارف عليها باسم "المغرب"، ما يجعلهم على قدم المساواة التامة في ما بينهم جميعا.- أننا لسنا ملزمين بالنظر إلى التاريخ وأحداثه بالمنظور نفسه، ولا قراءته من الزاوية نفسها والمفاهيم نفسها، كما أننا لا نقدس الشخصيات التاريخية، ولا نخرجها عن سياقها الفعلي الذي هو سياق دنيوي أرضي، ومن تم فنحن نعتبر إدريس الأول والثاني شخصيتين من التاريخ المغربي، خاضتا حروبا طاحنة من أجل السلطة والحكم، تماما مثل غيرها من الشخصيات المغربية الأخرى التي لم تكن تقل أهمية، واستعملتا الدين والنسب والعصبية كما استعملها غيرهما، ونعتبر أن ما علق بشخصيتي هذين الرجلين من أبعاد مقدسة وروحانية ومن تأويلات سياسية، وما تناسل عنهما من أضرحة ومزارات هي أمور لها بدورها سياق تاريخي يمكن التفصيل فيه بموضوعية اعتمادا على النصوص والقراءات المتوفرة.- أنه لا يمكن تعديل الدستور والاعتراف بالأمازيغية هوية ولغة وثقافة، والاستمرار في الوقت نفسه في تكريس النظرة التنقيصية التي سادت من قبل، تجاه هذا المكون الجوهري، والتي وجدت مبرراتها بشكل كبير في الرواية الرسمية للتاريخ، ولقيت دعما ومباركة كاملين للأسف من إخواننا الأدارسة، الذين سجلنا على بعضهم بكل أسف تحالفهم مع العقيد معمر القذافي ضد الأمازيغ من أبناء وطنهم.- اعتبر السادة الأدارسة أننا نسعى إلى "إحداث الفتن والبلبلة وزرع الطائفية"، والسؤال المطروح هو التالي: من يسعى حقا إلى ذلك، هل الذي ما فتئ ينادي بدولة القانون والمساواة بين كل المغاربة في إطار المواطنة الحقة، كما هي متعارف عليها في جميع الدول الديمقراطية، وتجاوز روابط الدم والسلالة والعرق والنسب والشجرة، أم الذي ما زال يسعى إلى تحصين مصالحه الخاصة باعتماد تجمعات "الشرفاء وبني عمومتهم"، واعتماد بطائق خاصة تميزهم عن غيرهم من المواطنين؟

عصيد يدعو الأدارسة إلى مناظرة وطنية حول تاريخ المغرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التفاصيل الأولية لانهيار البناية 1467 بالهراويين

لشكر يتهم بنكيران بتسخير الريسوني لإسكاته

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات