مباراة الرجاء والجيش حولت البيضاء إلى ساحة قتال

مشجعون اقتحموا الملعب وحرب أهلية في المكانة ومعارك في الشوارع الساعة الرابعة و50 دقيقة. حركة عادية أمام الأبواب الرئيسية لملعب محمد الخامس بالدار البيضاء. رجال الأمن أكثر من المشجعين إلى حدود هذه اللحظة. صوت منبه قوي يشبه صوت سيارة الإسعاف، يكسر هدوء المكان، لفسح المجال أمام حافلتي الفريقين لتلجا البوابة الرئيسية.داخل الملعب، مقاعد فارغة إلا من بعض المشجعين المنتشرين في نصف المدرجات المخصص لجمهور الرجاء، أما النصف المخصص لجمهور الجيش الملكي فتظهر مقاعده مقفرة بكراسيها الحمراء التي أصبحت أقرب إلى اللون الداكن بفعل الغبار وعوامل الطبيعة.محمد النصيري، المدير العام للرجاء، يتأسف لغياب الجمهور دون أن يجد تفسيرا لذلك، بما أن الفريق لعب أيام الأحد والسبت وفي العصر والليل دون أن يحقق الأرقام التي ألفها في الحضور الجماهيري.ولكن الأخبار القادمة من أماكن أخرى في الدار البيضاء، تشير إلى المئات من أنصار الجيش الملكي في طريقهم إلى الملعب، قادمين من محطات القطار الثلاث الميناء والمسافرين والوازيس. قتال قبل البداية "أشياء خطيرة هنا، حوالي ألفي مشجع للجيش الملكي في مواجهة ثلاثة آلاف مشجع للرجاء"، يقول ضيف قادم من أوربا لحضور المباراة أثناء مروره من وسط المدينة.يشرح الضيف أنه رأى فقط المشجعين وجها لوجه يقصفون بعضهم البعض بالحجارة والسيوف ويكسرون زجاج السيارات والحافلات، ولم ير أي تدخل لرجال الأمن لتفريق المشتبكين وحماية المارة وممتلكات الناس.في الملعب، حرارة الأجواء تزيد شيئا فشيئا، كلما اقترب موعد المباراة وتواترت الأخبار القادمة من الخارج. الكراسي الخضراء في مدرجات "المكانة" تتغطى تدريجيا، والأهازيج والأناشيد ترتفع، ولا تقطعها سوى الموسيقى المنبعثة من مكبرات الصوت. الجمهور يكذب التوقعات دقائق قبل المباراة، مدرجات جمهور الرجاء تمتلئ عن آخرها، وبينها وبين مدرجات جمهور الجيش الملكي حزام أمني لتفادي أي تصادم بين مشجعي الفريقين، اللذين تصادما بما يكفي على مواقع التواصل الاجتماعي وتبادلوا الوعيد والتهديدات منذ بداية الأسبوع.جمهور الجيش الملكي القليل، حتى هذه اللحظة، يصفق كثيرا للحارس علي الكروني، الذي صعد للقيام بتمارين تسخينية، قبل أن يلتحق به باقي زملائه، رفقة المعد البدني، ودقائق بعد ذلك اهتز جمهور الرجاء بعد أن صعد لاعبوه أرضية الميدان، يتقدمهم حارسا المرمى خالد العسكري وياسين الحظ. من خلال التمارين التسخينية تتضح التشكيلة الرسمية لكلا الفريقين. لا مفاجآت، فالجيش الملكي سيدخل بعلي الكروني ويونس حمال ومصطفى مراني ويونس بلخضر وياسين الكردي وعبد الرحيم الشاكر وأمين البقالي ويوسف أنور ويوسف القديوي وصلاح الدين عقال ومصطفى العلاوي، والرجاء بخالد العسكري وأمين الرباطي وعبد الفتاح بوخريص ورشيد السليماني وعادل كروشي ومحمد أولحاج وكوكو هيلاري وياسين الصالحي وعبد الإله الحافظي ومحسن متولي ومحسن ياجور. مشاغبون يقتحمون أرضية الميدان انطلقت المباراة عادية بمناوشات بين الفريقين، مع امتياز طفيف للجيش الملكي، الذي أتيحت له بعض الفرص، كان أخطرها عن طريق يوسف القديوي، الذي توغل وتجاوز مدافعي الرجاء وسدد في الزاوية البعيدة عن حارس المرمى، محرزا هدفا بعث الدفء في جانب من المدرجات والشك في النصف الآخر.ذهب الفريقان إلى مستودعات الملابس بعد نهاية الجولة الأولى، تاركين فسحة للتحاليل والنقاش والجدل والموسيقى المنبعثة في مكبرات الصوت، لكن أيضا لمشجعين من جمهور الجيش الملكي لاقتحام أرضية الميدان، قبل أن يتدخل رجال الأمن مسرعين لإيقافهما وتعنيفهما أيضا. حرب الإخوة في "المكانة" لم يتغير إيقاع المباراة كثيرا في الجولة الثانية. لم يعط الرجاء أي انطباع بأنه متأخر بهدف، ولا الجيش بأنه متقدم بهدف، إلا بعد أن أجرى المدرب امحمد فاخر تغييرات على تشكيلته، بإقحام شمس الدين الشطيبي وحمزة بورزوق وإسماعيل كوشام، فيما أشرك عبد الرزاق خيري أيوب بورحيم وهشام الفاتحي مكان يوسف أنور ويوسف القديوي. الجمهور الرجاوي يهتف أكثر بفريقه ويدفعه دفعا نحو الهدف، الذي تأتى في اللحظات الأخيرة عن طريق حمزة بورزوق.بمجرد أن أعلن الحكم هشام التيازي نهاية المباراة، حتى انطلقت حرب أهلية في مدرجات "المكانة"، بين فصائل جمهور الرجاء. سيوف وشهب اصطناعية وحجارة تتهاطل فوق الرؤوس، ولا أحد يعرف السبب الذي يزرع كل هذا الحقد بين محبي فريق واحد، ولا السبب الذي يجعل مباراة لكرة القدم تحول شوارع مدينة إلى ساحات قتال. عبد الإله المتقي

مباراة الرجاء والجيش حولت البيضاء إلى ساحة قتال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التفاصيل الأولية لانهيار البناية 1467 بالهراويين

لشكر يتهم بنكيران بتسخير الريسوني لإسكاته

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات