الحسيني: الزيارة الملكية لإفريقيا حققت أهدافها

أكد تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، الأهمية التي تكتسيها الزيارة الملكية الأخيرة لثلاثة بلدان افريقية. وقال الحسيني، في حديث مع «الصباح»، إن الزيارة الملكية كانت ضرورية وناجحة بكل المقاييس، بحكم أنه بعد تجدد الزعامات السياسية في الدول الثلاث التي شملتها الزيارة وهي الكابون والسينغال وكوت ديفوار ، كان من الضروري أن يعمل المغرب على حشد الدعم لمواقفه في ما يتعلق بالوحدة الترابية بالأساس، وكذا بالنسبة إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه على مستوى الاستقرار والأمن في المنطقة، أو على مستوى التعاون الاقتصادي وتجديد علاقات الحوار والتعاون جنوب جنوب.وأوضح الحسيني أن المغرب يشكل نافذة مفتوحة لبلدان جنوب الصحراء للإطلال على العالم الخارجي، مبرزا أن المغرب يسعى إلى توسيع نطاق تعاونه الاقتصادي والسياسي مع عدد من البلدان الإفريقية، علما أنه تربطه مجموعة من اتفاقيات التبادل الحر وعلاقات شراكة مع عدد من البلدان. وأبرز أن هذه الاتفاقيات تشكل في حد ذاتها معبرا أساسيا نحو البلدان الإفريقية من أجل التطوير الاقتصادي وتصدير المنتوجات، مشيرا إلى أن المغرب يشكل مستثمرا أساسيا في الكثير من البلدان الإفريقية، ليس فقط من خلال وجود مؤسسات القطاع العام مثل المكتب الوطني للكهرباء ومكتب الماء الصالح للشرب، بل من خلال حضور مؤسسات القطاع الخاص من قبيل المؤسسات البنكية أو شركة الاتصالات أو شركات المناجم والتعدين، وبالتالي أصبح فاعلا أساسيا على المستوى الاقتصادي. في السياق ذاته، شدد الحسيني على أهمية الروابط الروحية والدينية التي تجمع المغرب بالبلدان الإفريقية، خاصة السينغال، مشيرا إلى أنه لا ينبغي أن ننسى أن نصف سكان السينغال يرتبطون روحيا بالطريقة التيجانية، ويتوجه العديد منهم إلى المغرب لزيارة ضريح الشيخ سيدي أحمد التيجاني بفاس، وهذه العلاقة ذات الصبغة الدينية راسخة في القدم وتعود إلى فترة المرينيين والسعديين والعلويين. واعتبر أن المغرب يُشكل همزة الوصل بين إفريقيا جنوب الصحراء والعالم العربي على مستوى العلاقات الروحية، فالمغرب تمكن بفضل تبنيه للمنهج الوسطي في الإسلام أن يُقنع شركاءه الإفريقيين بسلامة هذا التوجه، الذي وجد تقبلا واسعا ما يُفسر العدد الكبير من المساجد التي بناها المغرب بعدد من الدول الإفريقية . وفي هذا الإطار، لابد أن نستحضر أن الجزائر سبق أن دخلت على الخط في محاولة لمنازعة المغرب لنفوذه الروحي في إفريقيا، من خلال عقدها مؤتمرا دوليا جمعت فيه أتباع الطريقة التيجانية من كل أنحاء العالم، لكن الزيارة الأخيرة لجلالة الملك محمد السادس واستقباله شيوخ الطريقة الصوفية في السينغال كرسا العلاقات الروحية القوية بين البلدين ومكانة المغرب باعتباره فاعلا أساسيا بالمنطقة. جمال بورفيسي

الحسيني: الزيارة الملكية لإفريقيا حققت أهدافها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرهان الإفريقي في العقيدة الدبلوماسية للرباط

أزيد من500 اتفاقية تعاون بين المغرب ودول إفريقيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات