لماذا أجهل تفاصيل أحداث “23 مارس”؟

لماذا أجهل تفاصيل ما حدث يوم "23 مارس"؟ وكيف يمكن ذلك رغم أهمية الأحداث التي شهدتها مدن مغربية عديدة بعد إشعال أول فتيل الاحتجاج؟... أسئلة وأخرى قفزت إلى ذهني خلال اجتماع هيأة التحرير لمناقشة محاور الملف الأسبوعي. صمت كثيرا، وتماديت في صمتي بعد أن وجدت زملائي يتحدثون عن حدث أعرفه بالاسم فقط، دون تفاصيله وخباياه، وعجزت عن الخروج من دائرة الصمت بعد أن تفنن البعض في سرد أدق التفاصيل، لأنهم، ربما، عاشوا الحدث... ذكروا شخصيات كثيرة، باعتبار أنها لعبت أدوارا كبيرة، تعرفت على العديد منها، لكن ليس لأنها شاركت وناضلت من أجل إيصال صوتها في تلك الأحداث، بل لأنها استمرت في النضال في مجالات أخرى، وهي اليوم تجسد أدوارا أخرى. تعرفت عليها لأنها مازالت إلى اليوم موجودة بالساحة المغربية، وليس لأنها نزلت إلى الشوارع للاحتجاج في ذلك الوقت. خلال الصمت الذي كنت أتخبط فيه، وأحاول الخروج منه، لمت نفسي، وتوقعت أن أكون "قصرتُ" في معرفة تفاصيل تلك الأحداث، سيما أن ما شهده المغرب، حسب ما ذكره زملائي، لم يكن فقط عبارة عن مظاهرات ترأسها تلاميذ بعد قرار رفضوه واعتبروه "ظالما"، أو صرخة "أطفال" ذاقوا ذرعا بعد قرار "غير منصف"، بل كانت أحداث "صاخبة" فقد فيها العديد من المغاربة حياتهم، إلا أنني تراجعت عن ذلك، وأصررت على أن أوجه أصابع الاتهام إلى جهات معينة. بعد مناقشة طويلة برزت فيها بعض خبايا تلك الأحداث، خرجنا من قاعة الاجتماع، إلا أن الأسئلة عادت من جديد، وصارت تقفز وتتطاير وتصرخ في ذهني أكثر من ذي قبل، فكان لابد من كأس شاي لإبعادها، لكن سؤالين عنيدين رفضا الابتعاد عن ذهني، وأصرا على أن أبحث عن الأجوبة، "من المسؤول عن "دفن" تلك الأحداث، وتجنب التدخل فيها، وكشف المستور وحقيقة ما حدث في ذلك الوقت؟"، "من له مصلحة في أن تظل الحقيقة حبيسة بعض الشخصيات التي بيدها كشف الحقيقة أو فتح المجال للنسيان ليتغمدها؟". من المؤكد أن الأجوبة ستتطلب البحث والتدقيق واكتشاف خبايا أخرى، وأعتقد أن حتى زملائي سيعجزون عن الإجابة عليها بسهولة مطلقة، أو بالطريقة التي كانوا يتحدثون فيها عن أحداث "23 مارس"، رغم أنهم استعرضوا ل معلوماتهم بثقة كبيرة، وتفننوا في سردها. الأجوبة على كل تلك الأسئلة ستتطلب التغلغل في عالم ترفض جهات معينة فتح بابه، وأن ما يُعرف اليوم، هو ما ظهر من النافذة. صرت مقتنعة أن ما شهده المغرب في ذلك التاريخ، كان الأحرى أن يلقن للتلاميذ في المدارس، ليكتشفوا كيف أن قرارا حول حياة العديد من أمثالهم، إلى جحيم. كان بالأحرى أن يتعرفوا على تاريخ ترفض جهات معينة سرد تفاصيله، خوفا من تكراره، فنجحت في الأمر، بالطريقة ذاتها التي جعلت العديد من أعضاء هيأة التحرير أن في "23 مارس" خرج بعض التلاميذ للاحتجاج، وأن ما عاشه المغرب في ذلك الوقت، نعيشه اليوم، وصار طبيعيا جدا. إيمان رضيف

لماذا أجهل تفاصيل أحداث “23 مارس”؟

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لقاء ومعرض للوفاء بالهرهورة والبيضاء

"المسرح الأحمر"... الوجه الثقافي لـ "23 مارس"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات