“التلميذ” السيدي يستعيد ذاكرة الأسماء والأماكن بمراكش

قال محمد رشيد السيدي، عضو النقابة الوطنية للتلاميذ بمراكش، إن العمل داخل المنظمة اعتمد خلايا تنظيمية لا يتجاوز عدد أفرادها ثلاثة أعضاء يتواصلون عبر أسماء حركية، وشكلت السنة الدراسية البيضاء (1970 ـ 1971) فرصة لالتقاء التلاميذ بطلبة جامعيين منظمين داخل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كسحنون وبلمقدم وموحا وهبي الذي كان مسؤولا عن القطاع التلاميذي، رغم أنه التحق بالوظيفة العمومية وقتئذ وكان يمارس سرية صارمة جدا. في هذه الفترة بدأت نقاشات لتأسيس حركة تلاميذية لمواجهة المناهج التقليدية وكنا ـ يضيف السيدي ـ نتلقى كتبا ومراجع من لدن طلبة جامعيين، أهم منشورات دار التقدم ودار الطليعة كان لها ارتباط بالحركة الماركسية. ومازال السيدي يتذكر أول لقاء في إطار النقابة الوطنية للتلاميذ في أبريل سنة 1971 بعد أن اكتسح الرفاق العمل بالأنشطة التعاونية بالمؤسسات التعليمية ومن بينهم حسن إدكروم والمتصدق البوخاري، كان بغابة الشباب بمنطقة باب الجديد حضره بعض الأسماء كعبد الفتاح الصوفي وأحداف وشنطيط والسامي وكان المسؤول عن الخلية عبد الله بلمقدم، وحلقة أخرى كان يشرف عليها محمد إيمان، وكانت المجموعة تتوصل بنشرة إخبارية تسمى المناضل، ولا يتوصل بجريدة 23 مارس إلا العنصر الذي تم الحسم في عضويته رفاقيا، إذ ترفع تقارير إلى الجهات المسؤولة محليا ومركزيا.السنة المقبلة عملت المجموعة على التفكير في الارتباط بالجماهير وتنظيم حلقات بساحة جامع الفنا وباب دكالة بعدها تنطلق مسيرات بشعارات ضد الرجعية وضد الأحزاب، وكانت أول حركة جماهيرية يتذكرها السيدي انطلقت من ثانوية محمد الخامس خلفت قمعا شديدا، إضافة إلى مظاهرة يوم عيد الأضحى بعد الحظر الذي فرضته السلطات على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي كان تحت مسؤولية الجبهة ( 23 مارس و إلى الأمام ) بالإضافة إلى مسيرة بمنطقة باب دكالة بمشاركة بعض الفلاحين والعمال.بعد هذه الفترة شهدت الحركة ركودا أو تراجعا تكتيكيا،انصب خلاله الاهتمام على العمل الجمعوي (المسرح النادي السينمائي وكل الجمعيات الثقافية ومن أهمها جمعية الضياء)، كما التحق بعض الرفاق بشبيبة الحمراء.بعد ذلك قررت الحركة من خلال قطاع التلاميذ الخروج إلى الشارع وتوزيع مناشير بالدروب والأزقة بالليل من خلال تقنية مضبوطة لمدة لا تتجاوز خمس عشرة دقيقة،خلال هذا المرحلة، يتذكر السيدي، أنه يمكن أن يلتقي مناضلان لا تربطهما علاقة تنظيمية ويتنكر كل واحد للآخر نظرا إلى طبيعة العمل السري كان خلالها حسن إدكروم منسقا بين عدة خلايا، أول منشور حول اعتقالات الطلبة وكان الهدف الأساسي منه تأجيج الصراع والإشعار بوجود تنظيم سياسي. وأوضح «السيدي» أن المقرات التنظيمية لا يرتادها إلا الأعضاء المسؤولون بالحركة ومن ضمنها المقر الذي اعتقل به حسن إدكروم في نونبر 1974 بعد اعتقال القيادة بالبيضاء، والذي كان يوجد بالدرب الذي يسكنه السيدي (درب سيدي بوعمر بزاوية لحضر) وكان يكتريه الموفق الذي كان مشرفا على القطاع التلاميذي بالحركة، وكان يشتغل كاتبا للضبط بمنطقة شيشاوة.وأوضح السيدي أن حركة 23 مارس بمراكش عرفت إشعاعا تنظيميا كبيرا خصوصا وسط التلاميذ مشيرا إلى أن كل فصل دراسي كان يضم خلية بأهم المؤسسات التعليمية التي كانت تحمل هي الأخرى أسماء حركية (ابن عباد، محمد الخامس، أبو العباس السبتي ودار البارود ابن يوسف ودار المنبهي). محمد السريدي (مراكش)

“التلميذ” السيدي يستعيد ذاكرة الأسماء والأماكن بمراكش

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

23 مارس حركة شبابية عمادها الطلبة والتلاميذ

23 مارس... البناء التنظيمي وأساليب الاشتغال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات