بلدان شمال إفريقيا بحاجة إلى ربيع اقتصادي

متدخلون في المؤتمر العالمي للاستثمار بمراكش أكدوا أن معيقات الاندماج بين هذه البلدان ذات طابع سياسي اعتبر جان بيير شوفور، كبير اقتصاديي البنك الدولي، خلال جلسة نقاش حول شمال إفريقيا باعتبارها أرضية جديدة للاستثمارات المباشرة الأجنبية، بحاجة إلى ربيع اقتصادي على غرار الربيع العربي الذي خلخل الوضع السياسي ببلدان المنطقة. وأوضح أن الاندماج الاقتصادي لبلدان المنطقة سيعزز جاذبيتها للاستثمار، مضيفا أن بعض البلدان ما تزال منغمسة في النقاشات السياسية مثل مصر وتونس وليبيا، في حين أن القضايا الاقتصادية غائبة عن اهتمامات النقاش العام، ما يجعل هذه البلدان تخسر فرصا هامة للاستثمارات الأجنبية المباشرة. كما أن الحراك السياسي تنتج عنه بعض المطالب الشعبوية من قبيل توفير مناصب عمل في أسلاك الوظيفة العمومية، في حين أن هذه البلدان بحاجة إلى إصلاحات هيكلية من أجل تدعيم توازناتها الماكرواقتصادية وتعزيز جاذبيتها للاستثمارات. وأشار إلى طريقة الإنفاق العام بهذه البلدان التي تتحكم فيها محددات سياسية ما يحد من فاعلية النفقات العمومية التي يتعين أن توجه إلى المشاريع المهيكلة وإنجاز البنيات التحتية. وخلص إلى أن الربيع الاقتصادي يعتبر لازمة من أجل إنجاح الاندماج الاقتصادي.وكان محمد المنجرة، المدير العام العام لـ»ميدتيل»، أثار، خلال جلسة نقاش حول رجال الأعمال – التحديات وفرص الاستثمار، إذ أكد أن الإصلاحات الاقتصادية يجب أن تنبع من القاعدة، على غرار المطالب السياسية التي حركت الشارع العربي وكانت محرك الثورات السياسية العربية التي انطلقت شرارتها الأولى من منطقة المغرب العربي، مضيفا أن الإصلاحات الاقتصادية يجب أن تنبع من الشارع من أجل اعتماد إصلاحات هيكلية في بلدان شمال إفريقياأأاأجل اعتماد سياسات إصلاحية تقطع مع الماضي، خاصة أن هناك منافسات قوية من أجل جلب الاستثمارات الخارجية، ما يتطلب تأهيل المنطقة من الناحية الاقتصادية لتصبح منصة لاستقبال الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وأشار، في تصريح لـ»الصباح»، إلى أن المغرب اعتمد مجموعة من الإصلاحات مكنته من تدعيم قدراته الاستقطابية، إذ يعد من بين البلدان الإفريقية الأولى على مستوى جلب الاستثمارات الخارجية، وما تزال هناك بعض الأوراش التي يتعين إتمامها أو تدشينها، خاصة في ما يتعلق ببعض الجوانب المرتبطة بمناخ الأعمال.من جهته أكد اسماعيل الدويري، المدير العام لمجموعة «التجاري وفا بنك»، خلال جلسة مناقشة موضوع التحديات وفرص الاستثمار في شمال إفريقيا، أن المقاولات المغربية منخرطة بشكل ملحوظ في تدعيم الاندماج الاقتصادي بين بلدان القارة الإفريقية بشكل عام، إذ هناك ثلاث من أكبر المؤسسات البنكية بالمغرب تستثمر في بلدان جنوب الصحراء وبلدان شمال إفريقيا على وجه الخصوص، إذ اقتنت مجموعة التجاري وفابنك بنكا تونسيا، في إطار الخوصصة، وكان على وشك الإفلاس، لكن المجموعة المغربية وظفت تجربتها وإمكانياتها وتمكنت من إنقاذ المؤسسة المالية التونسية. وأوضح أن الاندماج الاقتصادي بين بلدان شمال إفريقيا، خاصة بلدان المغرب تعوقها عوامل سياسية أكثر منها اقتصادية، إذ أن الجزائر منغلقة على ذاتها ولا يمكن للمقاولات الأجنبية أو العربية الولوج إلى السوق الجزائري، كما أن الاندماج الاقتصادي لبلدان المغرب العربي يصطدم بقضية الصحراء التي تتسبب في خلق تشنجات في العلاقات بين المغرب والجزائر، ما يجعل من الصعب الحديث عن تكتل اقتصادي في الأمد القريب.وأشار متدخلون، خلال النقاش، إلى أن العوامل السياسية تتحكم في العلاقات بين بلدان المنطقة وتعيق اندماجها الاقتصادي، إذ رغم وجود اتفاقيات للتبادل التجاري بين هذه البلدان، فإن حجم المبادلات التجارية بينها يظل ضعيفا، ما يجعل معدل الاندماج بين هذه البلدان هامشيا، إذ لا تمثل التجارة البينية بالنسبة إلى بلدان المغرب العربي 5 في المائة من إجمالي مبادلاتها الخارجية، كما لا تتعدى نسبة 8 في المائة في ما يتعلق بالبلدان الموقعة على اتفاقية أكادير للتبادل الحر، ويتعلق الأمر بالمغرب وتونس ومصر والأردن.عبد الواحد كنفاوي (موفد الصباح إلى مراكش)

بلدان شمال إفريقيا بحاجة إلى ربيع اقتصادي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بالأرقـام

23 مارس حركة شبابية عمادها الطلبة والتلاميذ

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات