كيف فشلنا ونجحت أوربا؟

التزام حرفي بالبروتوكول ومراقبة صارمة للاعبين وسرعة الكشف عن نتائج التحاليل وعزل المصابين يتساءل البعض عن سبب انتهاء الدوريات الأوربية في الوقت المحدد لها، بعد استئناف النشاط الكروي أخيرا، بل استهلت بعضها الموسم الجديد، في وقت مازالت البطولة الوطنية غارقة في المؤجلات، في منتصف شتنبر الجاري. وفي قراءة بسيطة للفوارق الشاسعة، يتضح جليا أن البروتوكول الصحي الذي اعتمد في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا مثلا، مر من كل مراحله القانونية، وتم الاتفاق عليه مع الحكومة ووزارات الصحة والرياضة والداخلية والاتحادات المحلية لكرة القدم، قبل أن توافق عليه الأندية وتلتزم بتنفيذه بغية استئناف المباريات. نعرض في هذا الاستقصاء بعض معطيات البروتوكول الصحي المعتمد في أوربا، والالتزام الصارم للاعبين والمدربين وكل المسيرين به، بغية إتمام المنافسات في وقتها المحدد، وتفادي إرباك البرمجة المقترحة للمباريات. التزام اللاعبين يلزم البروتوكول الصحي المعتمد في الدوريات الأوربية، كل لاعبي الفرق ومدربيها ومسيريها بالتقيد ببعض التدابير، بغية تفادي الإصابة بفيروس كورونا، وتأجيل المباريات، وبالتالي إرباك البرمجة المعدة سلفا. ومن بين أهم هذه التدابير، الالتزام بضرورة عدم مغادرة المنازل إلا للتداريب أو لقضاء أغراض بالغة الأهمية، مع التقيد بوضع الكمامة، واحترام التباعد. وتنطبق هذه التعليمات على أفراد العائلة أيضا، إذا كانوا يقطنون مع اللاعب في المنزل نفسه، كما حرم على الجميع الذهاب للأماكن التي تعرف اكتظاظا، مثل المقاهي والمطاعم والأماكن العمومية، التي تشهد توافدا كبيرا للزائرين. ويفسر هذا المعطى، ظهور أغلب لاعبي الأندية الأوربية، منعزلين في الصور التي يتقاسمونها مع متابعيهم على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ منهم من اختار العزلة في يخته في البحر، ومنهم من فضل البقاء في «الفيلا» وآخرون اختاروا منازل بعيدة عن المدن، لتفادي لقاء باقي الأشخاص. وإلى جانب كل هذه المعطيات، يلتزم اللاعبون بفحص يومي روتيني بسيط، يقومون به في مقر التداريب، بغية تشخيص حالتهم وما إذا كانت قد بدأت تظهر عليهم أعراض ما. شروط صارمة بمقرات التداريب لم يخص البروتوكول الصحي فقط اللاعبين والمدربين، بل هم أيضا تنظيم الأندية لمراكز التداريب ومقراتها، إذ أجبرت على اتخاذ بعض التدابير الهامة، أهمها إغلاق مستودعات الملابس وإجبار اللاعبين على تغيير ملابسهم في أماكن أخرى تخضع لشروط السلامة، من تهوية ومعقمات وتباعد. ومنعت الأندية أيضا، استغلال بعض مرافق مقرات التداريب، من مطاعم وحمامات وصالونات، إذ كان على لاعبي هذه الأندية، ولوج مقرات التداريب من الباب الرئيسي وإجراء بعض الفحوصات الروتينية، التي لا تتطلب سوى بضع دقائق، قبل أن ينضموا مباشرة إلى ملعب التداريب، ويغادروه مباشرة بعد نهاية الحصة، دون مصافحة أو ولوج أماكن أخرى. وإلى جانب كل هذه الإجراءات، أجبر البروتوكول الصحي كل اللاعبين على الحضور على متن سياراتهم الخاصة للتداريب، مع منعهم من مرافقة بعضهم بعضا كما كان يحدث في السابق، على أن تخضع السيارة للتعقيم قبل ولوجها المقر. تحاليل مخبرية سريعة من أجل تسريع وتيرة العلاج وتفادي نقل العدوى بين اللاعبين، التزمت وزارة الصحة في بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا، بتوفير تحاليل سريعة وفعالة للاعبين، تمكن اللاعب من التعرف على نتائجها في اليوم نفسه، بغية الإسراع في عزله عن باقي زملائه. ويقوم اللاعبون بشكل يومي بالتحاليل، حسب القرعة، في الحصص التدريبية والمباريات، على أن يتوصلوا بالنتائج في حينها، وأن يتم تطبيق البروتوكول العلاجي بحذافيره. وساهمت هذه العملية، في تحديد مصير المباريات في اليوم نفسه من إعلان إصابة أحد أفراد الفريق، وتفادي كثرة تأجيل المباريات. ومنحت الاتحادات المحلية الحق لأي فريق تأجيل مباراتين على الأكثر، إذا ثبتت إصابة أكثر من 15 لاعبا بالفيروس، إذ ستكون الفرق مجبرة على المشاركة بلاعبين شباب من الأمل، إذ كان عدد الإصابات يقل عن هذا الرقم. تدابير خاصة للمصابين ساهمت التدابير العلاجية التي خضع لها اللاعبون الذين أصيبوا بالفيروس، في أوربا، خلال فترة استئناف الدوريات، في تقليص مدة شفائهم إلى أقل من أسبوع، وهو ما ساعد الأندية على استرجاع لاعبيها بسرعة كبيرة. وبعد الإسراع في الحصول على نتائج التحاليل، يتم عزل اللاعب المصاب في منزله، مع منحه الأدوية اللازمة ومتابعة حالته بشكل يومي، فيما يتم إخضاع كل اللاعبين الآخرين للتحاليل في اليوم نفسه، ويتوصلون بالنتائج في التاريخ ذاته أيضا. بالمقابل، يتم توزيع حمية غذائية خاصة على هؤلاء اللاعبين لتسريع شفائهم، وتفادي نقلهم للعدوى لأفراد عائلاتهم أو لزملائهم بالفريق، كما يتم منحهم برنامجا تدريبيا خاصا، إذا كانوا يعانون أعراضا طفيفة، أو لا تظهر عليهم. خط تواصل دائم مع كل الجهات المعنية مع بدء تنفيذ كل هذه الإجراءات، والتي توصلت بها كل الأندية ووافقت عليها، خصص خط تواصل دائم بين الأطراف المعنية، أي الأندية والاتحادات المحلية ووزارة الرياضة ورئاسة الحكومة. ولضمان التواصل الدائم مع كل هذه الأطراف، تم تكليف أطر عليا منحت لها مهمة ضمان سلاسة العملية طيلة المنافسات، ناهيك عن لجان خاصة تراقب مدى التزام اللاعبين والأندية بالتوصيات والتدابير، إذ تحضر لكل مباراة وتسجل ملاحظاتها، يتم بعثها للنادي مباشرة بعد نهاية كل مباراة، لتصحيح بعض الأخطاء المكتشفة. ولعبت الإجراءات المذكورة دورا كبيرا في الالتزام بالبرمجة، التي اقترحت قبل أيام من استئناف المباريات، إلى جانب أخرى خاصة. إعداد: العقيد درغام

كيف فشلنا ونجحت أوربا؟

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

متابعة مستشار جماعي بالشماعية

مهاجر يستغل قاصرات في السرقة

مقالات ذات صلة