فضيحة…إيقاف قاض بالجديدة متلبسا برشوة بالبيضاء

نائب الوكيل العام للملك المعتقل أجهش بالبكاء أثناء التحقيقات واحتمال سقوط أربعة قضاة وردت أسماؤهم استنطق مفتشو المفتشية العامة لوزارة العدل والحريات نائبا للوكيل العام للملك باستئنافية الجديدة، تم إيقافه بالبيضاء، مساء أول أمس (السبت)، متلبسا بحيازة مليوني سنتيم على سبيل الرشوة تسلمها داخل سيارة متقاض. وأوقفت عناصر من فرقة التدخل والأبحاث تابعة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية نائب الوكيل العام، بعد كمين نصب له أمام شقته بأولاد زيان بالبيضاء بتنسيق مع المفتشية العامة لوزارة العدل والحريات ، التي أخذت علما بالموضوع منذ الساعات الأولى من صباح أول أمس (السبت)، قبل نقله في حدود التاسعة والنصف مساء إلى مقر الفرقة الوطنية بشارع إبراهيم الروداني، حيث وضع في غرفة خاصة تحت حراسة مشددة، إلى حين الشروع في إجراءات البحث معه وإحالته على المجلس الأعلى للقضاء حسب المساطر القانونية المعمول بها في مثل هذه الحالات.وقال مصدر إن الأرقام التسلسلية للأوراق المالية التي ضبطت في حوزة نائب الوكيل العام، لحظة إيقافه مباشرة بعد مغادرة سيارة المتقاضي في طريقه إلى سيارته لإيداعها بها، هي نفسها التي يتوفر مفتشو الوزارة وعناصر الفرقة الوطنية على نسخ منها، مؤكدا أن المفتشية العامة والفرقة الوطنية تحركتا بتنسيق مع حسن مطر، وكيل الملك بالمحكمة الزجرية بالبيضاء، بعد التأكد من جدية الموضوع، والاستماع إلى تسجيلات هاتفية يتفاوض فيها المتهم مع المتقاضي على مبلغ الرشوة ومكان التسليم وأسماء بعض شركائه في العملية.واستغرق مخطط الإيقاع بنائب الوكيل العام زهاء 14 ساعة، وبدأ، حين ربط المتقاضي محمد أيت بن علي، مهاجر مغربي يحمل الجنسية البلجيكية، الاتصال، مساء الجمعة الماضي، بالنائب البرلماني عبد العزيز أفتاتي، وأطلعه على تظلمه من قاض سابق بابتدائية ورزازات، انتقل نائبا للوكيل العام بالجديدة، وابتزازه المستمر له وإلحاحه في طلب رشوة قدرها أربعة ملايين سنتيم للتوسط له في إصدار حكم لصالحه، في نزاع حول أراض فلاحية بضواحي تازناخت بإقليم ورزازات، أو ما يعرف بأراضي «بافو».قال محمد أيت بن علي، في اتصال بـ"الصباح" إن النائب البرلماني، الذي اهتم كثيرا بالموضوع وأنصت إلى جميع تفاصيله، ضرب له موعدا في الساعة السابعة صباحا من اليوم الموالي بالبيضاء، ثم اصطحبه بسيارته إلى سطات، حيث استدعى برلماني العدالة والتنمية محاميا وبرلمانيين وتوجهوا جميعا إلى مقهى وسط المدينة، حيث طلب من المشتكي ربط الاتصال بنائب الوكيل العام واستدراجه في الحديث حول قيمة الرشوة ومقابلها وضمانات ذلك، ما حصل فعلا إذ استمع المحامي والبرلمانيون الحاضرون، ضمنهم عبد العزيز أفتاتي، إلى طلبات القاضي، موثقة بتسجيلات صوتية. وأكد أيت بن علي أن برلماني العدالة والتنمية طلب منه العودة إلى الدار البيضاء في انتظار مكالمة هاتفية منه، وأغلب الظن، يقول المتقاضي، إن عبد العزيز أفتاتي وضع وزير العدل والحريات وزميله في الحزب في صورة الوقائع كما جرت أمامه، ويستدل على ذلك باستدعائه إلى مكتب وكيل الملك بابتدائية عين السبع، حيث استمع إليه في محضر وحرر شكاية رسمية ضد القاضي، قبل أن يتجه إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية لوضعه في صورة مخطط الكمين والدور الذي ينبغي أن يقوم به لإنجاح العملية. وقال أيت بن علي إنه عاد إلى مقر عمله بعين السبع، حيث يملك مقهيين، لجلب المبلغ المالي الذي حمله معه إلى مقر الفرقة، إذ تكلفت عناصر منها بعده وتسجيل الأرقام التسلسلية للأوراق المالية ووضعت في ظرفين أصفرين، فيما ظل المشتكي يترقب تحديد موعد اللقاء مع نائب الوكيل العام ومكانه، ما تم في حدود التاسعة وعشر دقائق، بناء على مكالمة هاتفية تمت تحت تدابير التنصت، بعدها، توجه المشتكي على متن سيارته إلى منطقة أولاد زيان، ومعه مبلغ مليوني سنتيم الذي استقرت عليه عملية التفاوض التي انطلت على القاضي الموقوف بدل أربعة ملايين سنتيم كما كان سابقا.في الساعة التاسعة والربع، يظهر نائب الوكيل العام قرب السيارة مرتديا بذلة وحذاء رياضيين، قبل أن يصعد إلى السيارة، أمام أعين أكثر من 15 عنصرا من الفرقة الوطنية ومفتشي الوزارة الذين كانوا يراقبون المشهد على بعد أمتار على متن ثلاث سيارات. بعد لحظات، يترجل القاضي من السيارة متجها إلى سيارته التي كانت مركونة غير بعيد عن شقته لإيداع المبلغ المالي، قبل أن تداهمه عناصر الفرقة وبين يديه الأوراق المالية نفسها، ليتم اقتياده، في حالة اعتقال، إلى مقر الفرقة لاستكمال إجراءات البحث.وقال أيت علي إنه التحق مباشرة بمقر الفرقة الوطنية، إذ استغرق الاستماع إليه زهاء ست ساعات سرد فيها تفاصيل علاقته بالنائب الذي كان قاضيا بابتدائية ورزازات، والأماكن التي كان يلتقي به فيها ونوعية طلباته والخدمات التي يقدمها مقابل ذلك، مؤكدا أنه كشف أمام المحققين أسماء أربعة قضاة، على الأقل، يتعامل معهم والمفروض أنه كان يتوسط إليهم بأخذ مبالغ مالية على سبيل رشوة لاستصدار أحكام في ملفات معروضة أمامهم. وأكد أيت بن علي أنه غادر مقر الفرقة في حدود الثامنة والنصف من صباح أمس (الأحد)، بعد توقيعه على محاضر الاستماع، ولم يطلب منه إجراء مواجهة مع القاضي المتهم الذي بدأ مسطرة البحث معه في حدود الثالثة والنصف صباحا، ومازالت متواصلة إلى حدود (أمس). وكشفت التحقيقات أن القاضي الموقوف انهار بعد ساعات من البحث معه وأجهش بالبكاء، مؤكدا أن المبلغ المالي الذي وجد في حوزته يعود إلى زوجته المحامية على سبيل أتعاب تسلمها نيابة عنها.ومن المنتظر أن يعين المجلس الأعلى للقضاء مقررا يحقق مع القاضي الموقوف تفصيليا قبل إحالته على المجلس ذاته لاتخاذ اللازم، فيما تساءلت مصادر حقوقية عن عدم محاكمة القضاة في حالة تلبس وفق المساطر العادية، للحد من مثل هذه الأفعال.يوسف الساكت

فضيحة…إيقاف قاض بالجديدة متلبسا برشوة بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أزمة جديدة بين الاستقلال والعدالة والتنمية

تطورات مثيرة في ملف الوساطة للتوظيف بالدرك

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

أزمة جديدة بين الاستقلال والعدالة والتنمية