نظام “رميد”…الله غالب

الحكومة تطفئ الشمعة الأولى لنظام للمساعدة الطبية ولد بعاهات مزمنة يجري عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، والحسين الوردي، وزير الصحة، اليوم (الأربعاء)، بقصر المؤتمرات بالصخيرات، عمليات تجميلية قاسية على نظام المساعدة الطبية الخاص بالفئات المعوزة (رميد) في سنته الأولى، بعد عدد من التشوهات والأعراض الفتاكة التي ظهرت عليه خلال شهور الوضع الأولى وكادت تودي بحياته في أكثر من محطة.اليوم، يطفئ أعضاء الحكومة الشمعة الأولى لأول برنامج اجتماعي وصحي اعتبره زملاء عبد الإله بنكيران فرسهم الرابحة لرد الجميل لملايين المغاربة الذين وضعوا ثقتهم في مرشحي حزب العدالة والتنمية، عبر تنزيل نظام للتأمين الصحي يسمح لربع المغاربة، تقريبا، بالعلاج والحصول على الأدوية بشكل مجاني (نعم بشكل مجاني) وهو حلم لم يتحقق طيلة سنوات الاستقلال.البرنامج، الذي ينطبق عليه المثل الشعبي من «الخيمة خرج مايل»، كان لابد أن يتعثر في وسط الطريق، لأسباب لم تكن غائبة عن الحكومة التي سارعت إلى إطلاقه بعد شهر فقط من تنصيبها، ويتبخر، بالتالي، حلم أزيد من ثمانية ملايين ونصف مليون مغربي، من الفئات المعوزة والفقيرة، في ولوج سلس ومجاني، دون تعقيدات إدارية، إلى مراكز العلاج والاستشفاء، قبل أن يجدوا أنفسهم يحملون بطائق، أو تواصيل بطائق، لا تساوي أكثر من أوراق «كلينيكس» مستعملة مكانها الطبيعي حاويات الأزبال.الشكايات والتظلمات والحكايات الحزينة التي يتداولها السكان عن نظام «رميد» (الصحف والمواقع الإلكترونية تواصل نشر عدد منها) تؤكد أن أسماكا متعفنة تستقر في قاع «شواري» نظام المساعدة الطبية على الحكومة أن تسرع برميها خارجا إذا أرادت تقييما حقيقيا لهذا البرنامج في السنة الأولى لانطلاقه خارج لغة الأرقام والإحصائيات الباردة وخطابات المجاملة والانجازات التي تعج بها مثل هذه الندوات.واحدة من هذه الأسماك المتعفنة، تسمى الفساد الإداري وتفشي الرشوة والمحسوبية بعدد من المستشفيات العمومية والمراكز الصحية والمستعجلات ومراكز توزيع الأدوية، حيث يمارس ممرضون وأطباء عادة «حلب» المرضى وعائلاتهم، قبل السماح لهم بالولوج إلى العلاج، ويتذمرون جدا من كلمة «فابور»، ولو كان على سبيل الحق المضمون بقوة أسمى قانون في البلد. إن نظاما للمساعدة الطبية مبني على فكرة المسارات العلاجية الخاصة للمستفيدين منه، كان من المفروض أن ينتبه إلى ضرورة تنقية هذه المسارات من الممارسات السابقة، عبر تفعيل جدي لخطاب تخليق الحياة الصحية والضرب بقوة على يد المرتشين وتحريك الإجراءات القانونية ضدهم، ما لم يتم في حدود السنة الأولى من انطلاقه على الأقل.العائق الثاني أمام "رميد"، يتعلق بالنقص الحاد في الموارد البشرية بقطاع الصحة، وهو واقع يعترف به الوزير نفسه الذي مازال يلح، في كل مناسبة، على طلب توفير 15 ألف ممرض و8 آلاف طبيب لتلبية الحاجيات المتزايدة لطالبي العلاج في المستشفيات العمومية. ويضاف إلى هذا النقص عمليات "الحريك" المستمرة بأشكال مختلفة من القطاع العام إلى المصحات الخاصة، رغم المعركة الشرسة التي خاضها الوزير دون جدوى. أما المواطنون الذي يحالفهم الحظ، ويجدون في طريقهم طبيبا متفرغا وممرضا غير مرتش، فلا شك أنهم سيضطرون إلى الاستماع إلى لائحة طويلة من "التظلمات" من الطبيب والممرض نفسيهما حول غياب المعدات الطبية وأجهزة الراديو وأجهزة الأشعة ونفاد مخزون الدواء وتعطل سيارة الإسعاف...إلى آخر اللائحة التي تنتهي عادة بجملة..."الله غالب..هادا جهدنا عليكم". يوسف الساكت

نظام “رميد”…الله غالب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

احتقان بالجرف الأصفر

زراعة الكيف لم تعد تخصصا مغربيا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات