تدني مستوى أداء البرلمان مرتبط بطبيعة نخبه

بيد الله قال إن على الأحزاب تحمل مسؤولية انتقاء مرشحيها لعضوية البرلمان منذ انتخابه رئيسا لمجلس المستشارين في أكتوبر 2009، ظل محمد الشيخ بيد الله متشبثا بقناعته أن أزمة البرلمان هي أزمة نخب قبل كل شيء. وطالب بيد الله في أكثر من مناسبة الأحزاب السياسية إلى حسن انتقاء من ترشحهم لعضوية البرلمان، بهدف رفع مستوى الممارسة البرلمانية، وهو ما أكد عليه في أول كلمة له بعد انتخابه رئيسا لمجلس المستشارين.وكان بيد الله أبرز في الكلمة ذاتها ، أنه سيمنح الأولوية لبلورة سبل ضخ دماء جديدة في المجلس من خلال التفكير في مراجعة آليات الرقابة، خاصة في ما يتعلق بالأسئلة الشفوية، من خلال تغليب الأسئلة المحورية والتنسيق مع مجلس النواب حتى لا تتكرر الأسئلة التي تطرح في الجلسات العامة في المجلسين وتحقيق التناغم في قضايا أخرى. وعلى مستوى العمل الدبلوماسي أقر بيد الله ضرورة تفعيل التكامل مع مجلس النواب والتنسيق باستمرار مع وزارة الخارجية.ودعا بيد الله، في اللقاءات والندوات والحوارات الصحافية التي عقدها طلية السنوات الماضية، الأحزاب إلى تحمل مسؤوليتها في ما يخص ظاهرة الغياب البرلماني، التي تعتبر إحدى معضلات الممارسة البرلمانية. وقال إن مفتاح معالجة هذه الظاهرة يوجد بيد التنظيمات السياسية التي يجب أن تكون حريصة على حث من ينتسبون إليها من البرلمانيين على الحضور إلى البرلمان، معلنا في الوقت نفسه عن تبني المجلس لتدابير تروم معالجة إشكالية الغياب البرلماني، منها تسهيل انتقال البرلمانيين القاطنين بالمناطق والمدن البعيدة وضمان شروط الإيواء.وكان بيد الله أكد في أكثر من مناسبة أن أسباب عدم فعالية الغرفة الثانية إضافة إلى طبيعة النخب التي تضمها، تتجلى في عدم تكامل الأنظمة الداخلية لمجلسي البرلمان وعدم وجود قنوات للتنسيق بين رئاسة ومكونات المجلسين وتفضيل الحكومة إيداع مشاريع القوانين أول مرة في مجلس النواب مما يؤدي إلى نوع من التراتبية الرمزية تهمش الغرفة الثانية وتجعل النواب محور اهتمام الحكومة، وابتعاد نخبة مجلس المستشارين عن قضايا الفضاء العمومي.في السياق نفسه، جدد محمد الشيخ بيد الله، أخيرا بالرباط، في لقاء نظمته مجموعة الديمقراطية والحداثة، التأكيد على أن الإشكال الحقيقي الذي يعانيه البرلماني يتمثل بصفة أساسية في غياب نخبة برلمانية جديرة بهذا الوصف، منتقدا الأحزاب التي لم تنجح في صناعة نخب في مستوى العمل البرلماني، كما أشار بيد الله إلى مشكلة العزوف عن العملية الانتخابية وما تطرحه من إشكالات مرتبطة بضعف التمثيلية داخل المؤسسة التشريعية، وتحدث عن الصورة النمطية السلبية العالقة بذهن العديد من الملاحظين والمواطنين عن البرلمان، وهو ما لا ينسجم مع الواقع ولا يستقيم مع الجهود والمبادرات الإيجابية التي يقوم بها البرلمان رغم الإشكاليات والنقائص التي يعانيها. غياب الديمقراطية التشاركية أكد كمال لحبيب، رئيس مجموعة الديمقراطية والحداثة، الوظائف الكبرى للمؤسسة التشريعية باعتبارها سلطة تراقب العمل الحكومي وتقوم بمهام التشريع، لكنه أبرز، استنادا إلى الدراسة التي أنجزتها المجموعة العديد من الأعطاب التي تعانيها المؤسسة، والتي تحول دون القيام بوظائفها بالشكل الأكمل. ومن هذه الأعطاب ضعف التمثيلية التي تطرح إشكالية العزوف عن العملية الانتخابية، وبالتالي تعيق الاستجابة إلى انتظارات الرأي العام والمواطنين الذين يعلقون آمالا عريضة على البرلمان لتبني قضاياهم وطرح انشغالاتهم. وتحدث رئيس مجموعة الديمقراطية والحداثة ، كذلك، عن غياب الديمقراطية التشاركية، في ظل عدم قيام البرلمان بأي جهد فعلي من أجل إشراك فعاليات المجتمع المدني في المبادرات التشريعية وفي مختلف الأنشطة التي يقوم بها البرلمان. جمال بورفيسي

تدني مستوى أداء البرلمان مرتبط بطبيعة نخبه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جمعيات ونقابات تعلن تضامنها مع "الصباح"

غلاب: حصيلة أداء مجلس النواب مشرفة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات