عيد الأضحى … بوطيبة:الأمل معقود على التضامن

بوطيبة أستاذ الاقتصاد دعا إلى منح قروض بفوائد رمزية بتشجيع من الدولة شدد علي بوطيبة أستاذ الاقتصاد، على أن عيد الأضحى مناسبة للتضامن مع الفلاح، بحكم أنه الحلقة الأضعف بالمغرب، وفرصة للدولة لتقديم الدعم للأسر المعوزة والتشجيع على قروض بفوائد مقبولة لتجاوز آثار الجائحة. > ما الذي يميز عيد الأضحى خلال هذه السنة؟ > العيد جاء في ظرف استثنائي أولا بسبب جائحة كورونا، وثانيا بحكم الجفاف الذي شهده المغرب، وتزايد أثمان العلف منذ خمس سنوات، وما كان له انعكاس سلبي على "الكساب"، الذي اضطر إلى اقتناء كميات كبيرة من الأعلاف لتفادي نفوق ماشيته، وعلى القطاعات التي لها علاقات مباشرة مع المواطنين، من قبيل الفنادق والمقاهي والمياومين، والتي تراهن على العيد لاستعادة عافيتها. كما أثرت هذه الظرفية الاستثنائية على قطاع النقل، إذ رغم انتقالنا إلى المرحلة الثالثة من تخفيف الحجر الصحي، مازالت تصادف هذا القطاع مشاكل جمة، ما تسبب في تذبذب عملية بيع الأضاحي، فرغم وفرة الأضاحي، فـ"الكسابة" مترددون في نقل مواشيهم، لغياب أسواق وخوفا من عدم الإقبال عليها وتكبد خسائر مالية، فوقع بالتالي ارتباك، لأسباب موضوعية وشخصية، مرتبطة بالحالة النفسية للمواطنين، لهذا نهيب بالمغاربة الانتقال إلى البادية لاقتناء الأضاحي. > هناك تخوف من عجز الأسر ماديا عن اقتناء الأضاحي؟ > عرى "كورونا"، عن واقع مر، فعندما قررت الدولة تقديم الدعم المالي، استفاد منه العاملون في القطاعات غير المهيكلة والمستفيدون من "بطاقة "راميد"، في حين حرمت من الدعم نسبة كبيرة من الأجراء، لعدم تسجيلهم في صندوق الضمان الاجتماعي، واقتصرت الاستفادة على ثلاثة ملايين ونصف مليون شخص، وهذا يعني هناك تقصير للحكومة في تفعيل القانون وإجبار المقاولات على تسجيل مستخدميها في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، والمثير أن أعضاء في الحكومة تورطوا بدورهم في هذا الخرق، ولم يصرحوا بمستخدميهم في هذه المؤسسة العمومية، وهذا من بين المشاكل الكبرى التي يشهدها المغرب، إذ صرنا نعاين تعارضا بين الخطط الإستراتيجية للملك وتنزيلها إلى أرض الواقع، وهو ما يعطل عجلة التنمية، والنتيجة عدم خلق ثروة، وبالتالي تقاسم الفقر. > في نظرك ما الحل لتجاوز هذا الخلل ؟ > عند حدوث الأزمة، نحن أمام خيارين، إما التضامن بين جميع مكونات الشعب المغربي والانخراط بحماس لتجاوزها، أو تكريس الأنانية، وبالتالي مصيرنا سيكون مشابها لدول تعاني الفوضى والتسيب بسبب جائحة كورونا. لهذا وجب الانخراط والتعبئة وراء الملك، من أجل تصحيح الاختلالات التي يعيشها المغرب، سيما أننا توهمنا أنه بعد دستور 2011، ستفرز صناديق الاقتراع، نخبة، همها الأساسي الجانب الاجتماعي للمغاربة، لكننا صدمنا للأسف أن الذين وصلوا إلى سدة الحكم بطريقة ديمقراطية، تبنوا سياسات أجهزت على المكتسبات الاجتماعية للمغاربة، لكن كما يقال رب ضارة نافعة، فجائحة "كورونا" فضحت الجميع وعرت عن اختلالاتنا وأخطائنا. > هل تتفق مع دعوات لإلغاء العيد ؟ > يجب على الجميع التضامن مع الفلاح، فهو الحلقة الأضعف بالمغرب، فرغم الأزمات التي يعانيها، يلتزم الصمت، إذ لم نعاين يوما فلاحا حمل لافتة ونزل إلى الشارع للاحتجاج، بل نجده دائما يردد عبارة "الحمد لله"، حتى في أحلك ظروفه، لهذا فأي سياسة مستقبلية للمغرب، يجب أن تولي أهمية كبيرة للقرية، لأن أي إهمال سنصبح أمام موجة جديدة لمدن الصفيح، وبالتالي على المغاربة التضحية من أجل اقتناء أضاحي العيد. > هناك حديث عن تسهيلات للحصول على قروض لشراء العيد، ما رأيك؟ >أعتبرها مبادرة محمودة، لكن على مؤسسات القروض أن تتمتع بالوطنية بسبب الظرفية الصحية الحرجة، عبر تقديم قروض بفوائد رمزية أو مقبولة، منها تسهيلات في الأداء، ومن أجل تشجيعهم على هذه المبادرة على الدولة تقديم تحفيزات لهم، مثلا إعفاء القروض الممنوحة من الضرائب وتقديم الدعم المالي، لأن كل هذه المساعدات ستعود بالنفع على المواطنين وشركات القروض. في سطور: < من مواليد 1971 < متزوج وأب لثلاث بنات < أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط < حاصل على الدكتوراه في الاقتصاد في 2005 بجامعة الحسن الثاني بالبيضاء من مؤلفاته: < الحاويات ومصطلحات قانون التجارة الدولية < نظم المعلومات والمقاولات المتوسطة بالمغرب أجرى الحوار: مصطفى لطفي

عيد الأضحى … بوطيبة:الأمل معقود على التضامن

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

التأديب "يلاحق" قضاة بالنادي

إدانة تلميذين غشا في امتحانات "الباك"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات