سفاح الطرق يقتل سكان مدينة كل عشر سنوات

القوانين والحملات التحسيسية فشلت في الحد من حوادث السير القاتلة يوميا فاطمة، أرملة وأم لثلاثة أبناء، أحمد مياوم يعيل والديه وأشقائه العاطلين، إيدير مهندس دولة تخرج قبل 24 ساعة، جليلة، شابة في العشرين تستعد لعقد قرانها في الصيف المقبل، أنور، طفل في الرابعة متلهف للذهاب إلى المدرسة لأول مرة، مريم، أم لطفلين معاقين، يوسف، طبيب جراح سيجري عمليات جراحية اليوم لأربعة مرضى، سعيد، أب لأربعة أبناء أكبرهم في الثالثة عشر، وزوجته يامنة ربة بيت. حليمة، خادمة بيوت، تعيل ابنتها الوحيدة، والحسين بحار قضى في البحر ثلاثة أشهر وعاد لزيارة أطفاله وزوجته بآسفي، وأخيرا محمد، سائق شاحنة قطع مئات الكيلومترات ليكون في الميناء في الوقت المناسب.هذه لائحة جمعت في يوم واحد اثني عشر شخصا توفوا جميعا في حوادث سير متفرقة، وخلفوا وراءهم زوجات وأزواجا ويتامى وأمهات وآباء مكلومين، والقاتل شخص واحد يرفض أن يغير عقليته رغم أن كل الظروف التي قيل طويلا إنها تؤدي إلى حوادث السير ببلادنا تغيرت، حتى الأكثر كلفة فيها، لكن حرب العقليات الرافضة للتغيير مازالت تخرب البيوت وتتدخل في مستقبل آلاف الأسر سنويا. 4055 هو رقم المقتولين على يد سفاح الطرق سنويا، وبعملية حسابية، فالسفاح يحصد أزيد من 40 ألفا في كل عشر سنوات، والرقم مرشح للارتفاع، مادامت العقلية مرشحة للانحدار. 40 ألفا هو عدد سكان مدينة بحجم إفران، وبعملية حسابية أخرى، فإن السفاح يقتل سكان مدينة كاملة كل عشر سنوات. الكلفة البشرية مفجعة، والكلفة الاجتماعية أكثر ترهيبا، والقاتل يختال بيننا، ويعيش فينا ونرفض أن نعتقله ونضعه وراء أسوار الماضي ونتقدم في المستقبل. للقاتل عقلية مريضة بالسرعة وتجاوز الإشارات الحمراء والسير في الممنوع وتحطيم حدود الخط المتصل، والمناورة في المنعرجات، وغيرها من الأمراض التي لم تنفع أردع قوانين مدونة السير في الحد من انتشارها، واستمرت العدوى، ولم يستطع إصلاح وتجهيز الطرق القضاء عليها، بل أكثر من ذلك تحولت الطرق الفسيحة إلى ميدان للسباق، وحتى الحملات التحسيسية والتوعوية التي تصرف الوزارة الوصية عليها ملايين الدراهم، فشلت الفشل الذريع، ولم تكن قصص الضحايا وأهاليهم أنجع وسيلة لإضاءة عتمة هذه العقلية، لأنها ببساطة أصبحت مترسخة فينا، ولا تكفيها سنة ولا عشر سنوات ولا حتى مائة سنة لتجتث من جذورها، والحل الوحيد المتبقي هو أن تتحول كل طرقنا إلى «مطبات» (ليضوضان) أو «بوليسي ميت» كما يطلق عليها المغاربة. على عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل أن يفكر جديا في تحويل كل الطرق إلى مطبات لأنها الوحيدة التي نجحت في كبح شهوة سفاح الطرق في إسالة مزيد من الدماء، خاصة أنه يفكر في أضرار سيارته الخاصة أكثر من الأضرار التي يخلفها في المجتمع وهو يحصد الأرواح وملايين الدراهم ويجعل الدولة برمتها تطارده بكل الحلول دون نتيجة. ضحى زين الدين

سفاح الطرق يقتل سكان مدينة كل عشر سنوات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أمن البيضاء يوقف عصابة المقنعين الخمسة

البرلمان يفتح ملف التعيينات في الرياضة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات