سجلماسي: لسنا بمنأى عن تأثيرات الأوضاع الإقليمية

المشاركون في منتدى باريس ناقشوا الدور الاقتصادي القطري وأهمية الاندماج الإقليمي أكد فتح الله سجلماسي، الكاتب العام للاتحاد من أجل المتوسط، أنه لا يجب الاعتقاد بأن ما يحدث في المنطقة، سواء جنوبا في إفريقيا، أو شمالا في أوربا التي تعاني أزمة اقتصادية حادة، لن تكون له تبعات على المنطقة بأكملها، ومنها دول الشمال الإفريقي.وشدد سجلماسي، في مداخلته في منتدى باريس – دورة الدار البيضاء، على التأثير المباشر لما يحدث في المنطقة على الشأن الداخلي، مضيفا أن التحديات الجهوية تمتد لتصبح لها آثار وطنية داخلية.وقدم السفير المغربي السابق في باريس، مثالا لذلك ما يحدث في مالي، إذ اعتبر أن تأثيراته لن تطال منطقة الساحل فقط، إذ من الممكن أن تنتشر شمالا، كما تحدث أيضا عن الصراع في سوريا الذي تحول إلى أزمة في المنطقة بأكملها بعدما توافد مئات الآلاف من اللاجئين السوريين عبر الحدود الأردنية واللبنانية والتركية.وشدد سجلماسي على أهمية الاندماج الإقليمي باعتباره الحل لمواجهة التحديات التي تفرضها الأوضاع في المنطقة، وذلك عن طريق إحياء المغرب العربي وتحقيق الاندماج الاقتصادي بين دوله، مضيفا أنه يسعى عن طريق الاتحاد من أجل المتوسط، الهيأة التي يرأسها منذ حوالي سنة، على تحقيق التعاون الإقليمي عن طريق مشاريع ملموسة.من جانبه، اعتبر أنس هوير العلمي، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير أن دول المنطقة تفوت كل يوم فرصة الاندماج الإقليمي وما يمكن أن يتحقق عن طريقه من منافع لكل الدول.وأضاف العلمي في مداخلته أن العالم الآن يخيم عليه جو من عدم اليقين والقلق تجاه الواقع وأيضا المستقبل، وهو الأمر الذي يعود بشكل كبير إلى الأزمات والتوترات التي يعرفها العالم اليوم، مشيرا أيضا إلى ضرورة توخي الحذر بالنسبة إلى إمكانية وقوع التغيير وانقلاب الأوضاع في أي وقت، مستشهدا بواقعة حرق محمد البوعزيزي نفسه وما أطلقته من شرارة الثورة التي امتدت إلى دول المنطقة.من جانبها، تطرقت كلير سبينسر، مديرة الدراسات حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمعهد «شاذم هاوس» البريطاني، إلى الدور القطري المتنامي حول العالم، وذلك بسبب الاستثمارات القطرية في عدد من الدول.واعتبرت سبينسر أن الدول الخليجية، ومنها قطر بشكل خاص، تتوفر على ثروات اقتصادية ضخمة، لكن مساحتها الجغرافية الصغيرة والعدد القليل من السكان يجعلها تبحث عن منافذ أخرى لاستثمارها، لتكون الضامن لها بعد سنوات، عند انتهاء المخزون النفطي، المورد الاقتصادي الأساسي للدول الخليجية.وأضافت سبينسر أنه، رغم الطبيعة الاقتصادية للاستثمارات الخليجية في مختلف دول العالم، إلا أنها تثير مخاوف سياسية لدى أطراف كثيرة، خصوصا في ما يتعلق بدعم الحركات المتطرفة، خصوصا السلفية من طرف الأموال السعودية، والدعم القطري لبعض الأنظمة الإسلامية، كما هو الحال في تونس.واعتبرت سبينسر أن الحل لمواجهة هذه المخاطر هو الانخراط في البناء المجتمعي وفق النموذج الخاص للدولة، ليكون بمنأى عن أي تأثير محتمل تفرضه رؤوس الأموال الخارجية، مشددة على أهمية تقليص الهوة بين الفقراء والأغنياء، عن طريق فرض المزيد من الضرائب والرسوم على الاقتصاد النقدي، وإيلاء الاهتمام بالاستثمار في جيل الشباب والأطفال الذين يشكلون الشريحة الأوسع من سكان المنطقة.يشار إلى أن الدورة الحالية من منتدى «باريس –دورة الدار البيضاء»، الذي ينظم بمبادرة من صحيفة «ليكونوميست» وبشراكة مع صندوق الإيداع والتدبير والمكتب الشريف للفوسفاط ومجموعة «إيكوميديا» وشركاء آخرين، اختير لها موضوع «الفرص المتاحة في ظل الأزمة»، على ضوء التغيرات التي تعرفها الدول الأوربية ومنطقة المتوسط. وعرفت هذه الدورة، التي افتتحت أول أمس (الأربعاء) بحضور وزير الاقتصاد والمالية نزار بركة، مشاركة عدد من أهم الاقتصاديين والسياسيين والأكاديميين المغاربة والفرنسيين والأوربيين. صفاء النوينو

سجلماسي: لسنا بمنأى عن تأثيرات الأوضاع الإقليمية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

رباح يستعرض اختلالات النقل عبر الحافلات

توقيعات 33 برلمانيا تنتقد مؤتمر الاتحاد الدستوري

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات