سكان الوليدية يعانون التهميش والإقصاء

دواوير حيوط الكاهية والشبوقات ومولاي اشكاكان بدون ماء وصف أحد شباب الوليدية بأن الأخيرة «فتاة جميلة ولكنها مشلولة»، في إشارة ذات دلالة بليغة إلى التهميش والإقصاء الذي تعيشه، أثناء تنظيم ندوة حول إكراهات التنمية المستدامة وآفاق المستقبل. وحاكم شباب التنسيقية المحدثة أخيرا للتنسيق بين جمعيات المجتمع المدني والمنظمات، المنتخبين المحليين والإقليميين خاصة برلمانيي الإقليم الخمسة الذين لم يحضروا الندوة رغم توجيه الدعوة إليهم.انتقد الحاضرون خلال الندوة التي نظمت بدار الشباب بالوليدية، أخيرا، المجلس الجماعي للوليدية، عمالة إقليم سيدي بنور. وقال أحد المتدخلين، «إن تأخير إخراج تصميم التهيئة ساهم في إيقاف الحركة بالوليدية، ودفع بالمجلس الجماعي إلى إيقاف كل الرخص وجعل المهنيين في عطالة مستمرة». وأكد عضو من التنسيقية المحلية، أن الأخيرة عقدت جلسة عمل مع عامل إقليم سيدي بنور ووعدها بحل المشكل في الأيام القليلة المقبلة، بل إن المشكل طرح في إحدى جلسات الأسئلة الشفوية بالبرلمان.وانتقد العديد من البنائين والنجارين والحدادين قرار المجلس الجماعي القاضي بعدم تسليم الرخص ووجهوا اللوم للرئيس الذي، حسب تعبيرهم، قتل المدينة وجعلها تعيش على الهامش، رغم أن الملك محمد السادس أشرف على العديد من المشاريع التنموية من أهمها مشروع الواد الحار والربط بالماء والكهرباء وإعادة هيكلة بحيرة الوليدية، إلا أن كل هذه المشاريع لم تتقدم ولم تر النور بعد. دواوير بدون ماء ولا كهرباءاستغرب بعض الحاضرين من خارج الوليدية وجود دواوير وأحياء في الألفية الثالثة في عزلة تامة. وشخصت امرأة حضرت الندوة الوضع العام بالوليدية ووصفته بالكارثي، مشيرة إلى أن الأطفال انقطعوا عن الدراسة بسبب غياب الماء والكهرباء، مؤكدة أن غالبيتهم يضطرون إلى الخروج للبحث عن قطرة ماء بعد مغادرتهم للفصل الدراسي. ومعلوم أن الملك في زيارته الأخيرة لإقليم سيدي بنور، أشرف على مشروع إعادة هيكلة دواوير حيوط الكاهية والشبوقات ومولاي اشكاكان. وكان من المنتظر تعميم عملية الربط بالكهرباء والماء، إلا أن السكان ووجهوا بعدة عراقيل، من بينهما الامتناع عن إعطاء رخص الربط. وأكد العديد من المواطنين، أن فاتورة عملية الربط بهذه الدواوير التي ارتقت إلى أحياء، تعد من أغلى الفواتير بالمغرب، إذ تقدر ب5400 درهم علما أن العديد من المنازل لا تبعد عن الشبكة إلا بمتر أو مترين. وتحدث شباب المنطقة عن معاناة أوليائهم أثناء أداء فواتير استهلاك الماء والكهرباء، إذ يضطر العديد منهم إلى البقاء بالوليدية يوما أو يومين قبل وصول دوره. لا صحة لا تعليم لا ثقافةيوجد بالوليدية مركز صحي يعمل به طبيبان وبعض الممرضين. يجد المواطنون صعوبة كبيرة حين التردد عليه، سيما أن غالبيتهم يأتون إليه من العالم القروي. تحدثت المرأة ذاتها بمرارة عن الوضع الصحي بالوليدية الذي يساهم العاملون به في تفاقم عدد الوفيات في إشارة إلى الغياب شبه التام للطبيبين والمولدة التي تتعامل بقسوة مع الحوامل. وقالت «إنها اضطرت إلى توليد بنتها بالبيت مخافة تعرضها للتعنيف من طرف المولدة»، مضيفة أن « عدة وفيات سجلت بالمركز الصحي ذاته».أما واقع التعليم، حسب المرأة ذاتها، فإنه مؤلم جدا، إذ يضطر العديد من التلاميذ إلى الانقطاع مبكرا لعدم وجود مسالك وطرق من جهة ولافتقاد المؤسسات التعليمية للماء والكهرباء من جهة ثانية ولغياب المراقبة والتتبع من جهة ثالثة.من جانبهم، اشتكى شباب المنطقة من غياب فضاءات الترفيه والتثقيف، فرغم أن الوليدية، تتوفر على ملعب لكرة القدم أحدث منذ تسعينات القرن الماضي، فإن الفريق الوحيد اندثر وظل الملعب مرتعا ومكانا للبوم والغربان. وتبقى دار الشباب، رغم افتقادها أبسط التجهيزات، تساهم في تقليل حجم معاناة الشباب وهي في حاجة إلى طاقم إداري وتربوي للرفع من دورها التثقيفي والتنشيطي.السياحة الجنسية وصمة عارالوليدية فتاة جميلة ولكنها مشلولة، تعبير دقيق ووصف رقيق، يغني عن كل تعليق. الوليدية السفلى بأصحابها المنعم عليهم والوليدية العليا بسكانها المغضوب عليهم، شتان ما بين التسميتين. العابر للوليدية عبر شارعها الرئيسي الذي عرف هيكلة حديثة بتزيينه بمصابيح ومدارات وعشب أخضر على جنباته، لا يرى إلا الضفة الغربية المحاذية للبحر وللبحيرة التي وصفها أحد المتدخلين ب»ضاية» ضحلة تغرق يوما عن يوم في الأوحال وقد يستفيق أهل الوليدية يوما من الأيام فلا يجدونها.الضفة الغربية للوليدية قبلة لهواة الصيد بكل أنواعه وأصنافه. قبلة لهواة الليالي الحمراء والبيضاء. السياحة الجنسية وصمة عار على جبين الوليدية تلك الفاتنة، تلك الجميلة المشلولة.الجميع يتحدث عن السياحة، ولكن عن أي سياحة يتحدثون، كما قال حمادي أحد شباب المنطقة. هناك السياحة الثقافية وهناك سياحة المال والأعمال وهناك، إن جاء الوصف والتعبير، سياحة «النساء والرجال»، في إشارة إلى السياحة الجنسية، التي اشتهرت بها الوليدية وأصبحت ملتصقة بها في رحلة الصيف والشتاء. أحمد ذو الرشاد (الوليدية)

سكان الوليدية يعانون التهميش والإقصاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

احتقان بمستشفى بركان بعد تعرض ممرض لاعتداء

أوشلا: جمعية سلا تعاقد مع لاعبين وازنين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات