3 أسئلة

بنحمو: العمليات العسكرية ليست الحل الوحيد ما هو تقييمكم للتطورات الجارية في مالي؟ العملية العسكرية كانت فجائية، في حقيقة الأمر، إذ لم تكن متوقعة على الأقل خلال الحيز الزمني الذي تمت فيه، على اعتبار أن المؤشرات كانت تهيئ الأرضية للمقاربة السياسية أو الأمنية، في أفق بلورة خطة عمل كان مقررا أن يشرع فيها خلال شهر شتنبر المقبل، غير أن تفاعل الأحداث في مالي وتسارعها إثر المحاولات التي قامت بها الجماعات المسلحة بالزحف نحو وسط البلاد وربما تهديد العاصمة سرعت وتيرة العملية العسكرية تحت الغطاء الأممي وبدعم من مجموعة من الدول الغربية، مما أحدث تغييرا في المنهجية المتخذة للتدخل. ما هي انعكاسات الوضع في مالي على المنطقة؟ نحن أمام حرب غير تقليدية تتواجه فيها جيوش نظامية مع عصابات مسلحة، فهذه الحرب لا تخضع لمنطق الحروب الكلاسيكية، لا من حيث الأهداف ولا من حيث طبيعة المعركة، أو تقييم العملية. نعلم أن الجماعات المسلحة تمتلك قدرة كبرى على التحرك في الفضاء الذي تنشط فيه، ولها القدرة على التكيف والتأقلم مع الأوضاع والمتغيرات، بحيث يمكن لها بسهولة أن تنسلخ من وضع لتدخل في وضع مغاير، ويمكن لعدد من المقاتلين أن يتحولوا إلى سكان مدنيين خلال النهار ومقاتلين بالليل.هناك طبيعة خاصة لمواجهة هذه الجماعات المتسلحة التي تلجأ ميدانيا إلى الانكفاء بحكم أن لا قدرة لها على مواجهة جيوش نظامية بشكل مستمر وبالندية، لذلك تلجأ إلى أسلوب الانكفاء، وتحاول أن تستدرج الجيوش النظامية إلى حرب استنزافية وخلق مستنقع يمكنها من القيام بعمليات انطلاقا من أسلوب الكر والفر، وكما نعلم عادة ما تنتشر الجماعات المسلحة داخل التراب المالي أو خارجه في دول الجوار.بالنسبة إلى تداعيات الوضع في مالي على المنطقة، لا يمكن إلا أن نؤكد أنها خطيرة ، وينبغي الاستعداد لها، خاصة أن ما وقع في عين أمناس يؤشر إلى أن طبيعة القاعدة في المغرب الإسلامي دخلت مرحلة جديدة، والعمليات العسكرية لا ينبغي أن تكون هي الحل الوحيد لمعضلة مالي ومن خلالها معضلة منطقة الساحل والصحراء التي تعتبر معضلة معقدة ومركبة، فنحن أمام فضاء تميزه الهشاشة الأمنية، والتعقيد وكثرة المتدخلين، هناك جماعات انفصالية وأخرى مسلحة وجماعات إجرامية، فلا بد من حلول شمولية تتطلب استراتيجيات مختلفة بمستويات متعددة تتراوح بين المدى القريب والمتوسط والبعيد، والمعركة الحقيقية بالنسبة إلى الوضع بمنطقة الساحل والصحراء هي معركة استخباراتية، إذ أن كسب المعركة يفرض ابتداء ونهاية كسب المعركة الاستخباراتية. هل تتوقعون أن تطول زمن المواجهات؟ يصعب، إزاء العمليات العسكرية من هذا النوع تقييم الفترة الزمنية التي يمكن أن تستغرقها. الأمر يتعلق بالسير نحو المجهول. وهذه العملية العسكرية ستحقق، لا محالة، جزءا من الأهداف التي سطرتها، لكنها لن تقضي بشكل نهائي على هذه الجماعات المسلحة، على المدى القريب. ما ينبغي أن نخشاه الآن هو أن تنجر الجيوش إلى مستنقع وحرب استنزافية لا تخدم مصالح المنطقة. من المؤكد أن هذه العملية العسكرية لها خصوصيات، فنحن أمام حرب بدون صور ولا بيانات ولا معطيات، عكس ما عشناه في العقدين الأخيرين من حروب ميدانية حقيقية، بالصوت والصورة، وإن كانت أهدافها في هذه المرحلة واضحة، أي وقف زحف الجماعات المسلحة نحو العاصمة وإعادة السيطرة للجيش المالي، وضمان السيادة الترابية لمالي. محمد بنحمو ,مدير المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية أجرى الحوار: جمال بورفيسي

3 أسئلة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لكريني: تحركات المغرب لم تصل إلى الانخراط في حرب مباشرة

جمـاعات قـد تقـاتـل المغـرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات