مباشرة معكم… انتظارات الوزير أقوى من انتظارات المواطنين

وزير العدل يهدد بالاستقالة مرة أخرى ويطالب بالملفات التي فيها انتقائية عمر برنامج مباشرة معكم الذي تبثه القناة الثانية مساء الأربعاء الماضي، أزيد من ساعة ونصف، واختار في حلقته الأخيرة تناول "انتظارات المواطنين من مسلسل إصلاح القضاء" في حضرة وزير العدل والحريات وقاضيين ونقيب المحامين بالبيضاء ورئيس كتابة الضبط بالمحكمة الاجتماعية بالبيضاء، ورئيس جمعية حماية المستهلكين بفاس.وخلال كل تلك الفترة، لم يستطع المشاهد أن يفهم اللغة التي يدار بها الحوار ، فلا الضيوف التزموا بالمحاور المعلنة، ولا المحاور استخرج منهم ما يرغب المشاهد في سماعه من تحليل واقعي لمكامن الخلل بجهاز العدالة، وأضحى الكل "يلغي بلغاه" في برنامج كان يعول عليه لتقريب المواطن مما يشهده الجهاز من تحولات، يؤكد الوزير أنها مهمة !الرميد الذي حضر البرنامج في كامل الثقة والارتياح، بعد أن أقصى معارضه عبد الصادق السعيدي، الكاتب العام للنقابة الديمقراطية للعدل، من حضور الحلقة ذاتها، رغم دخوله إلى مقر القناة من الباب الخلفي بسبب الوقفة التي نظمتها النقابة، تزامنا مع بث البرنامج، لم يتخل كالعادة عن لازمة الاستقالة التي ظل يلوح بها في مناسبة، ولم تفهم الغاية من وراء تكرارها، عندما تحدث أنس أيت بنقدور عن تحسين الوضعية المادية للقضاة، فربط عدم الاستجابة لذلك المطلب في غضون السنتين من تعيينه باستقالته التي كررها أكثر من مرة، ولا يعرف لماذا أعادها في البرنامج، وكأنه يرسل إشارات إلى جهات معينة، ويهدد بالاستقالة، لأنه وزير يفترض فيه الترفع عن مثل هذه التهديدات وإن كان هناك داع إلى الاستقالة فعليه تقديمها عوض التهديد بها.لم يلمس المشاهد في الحلقة أي جديد، إذ لم تخرج عن اجترار تصريحات سابقة للرميد حول موضوع الحوار الوطني، ولا جديد عن واقع الحال وما تم إنجازه، خلال سنة من عمر تعيينه على رأس وزارة العدل والحريات، وكأن الإصلاح متوقف كله على ما سيأتي به نتائج الحوار الوطني؟ لم تشهد الحلقة أي نقاش حقيقي حول واقع العدالة، وإنما كانت مجرد تصريحات مقتضبة للضيوف وتعويم للمناقشة، فجامع مقدم البرنامج، كان يقدم أسئلة إلى المحاورين ويطلب منهم الإجابة عليها في دقائق معدودة، وكل واحد منهم يحاول إبراز بعض النقاط الخاصة بالجسم الذي ينتمي إليه بدل الحديث عن واقع العدالة بصفة عامة. لم يلمس المشاهد أن الأمر يتعلق بورش الإصلاح الذي يوليه الكل وعلى رأسهم الملك محمد السادس أهمية كبرى، وإنما يتعلق فقط ببرنامج لرصد بعض الاختلالات، وحتى حينما حاول أنس أيت بنقدور الحديث عن الفساد في القطاع، والانتقائية في المحاسبة، انتفض مصطفى الرميد في وجهه، كما ينتفض الأستاذ في وجه التلميذ، وطالبه بحالات معينة تظهر تلك الانتقائية، وكأنه يريد الإيقاع بالقاضي في فخ، ليعيد لازمة من لازماته أنه يبحث في كل الشكايات وحتى المجهولة والتي قد تخص وزير العدل والحريات نفسه.مباشرة بعد انتهاء البرنامج وقف المشاهد مشدوها مما راج في الحلقة، محاولا استرجاع شريطها عله يعثر على شيء يخصه فلم يجد، والشيء نفسه بالنسبة إلى المحاورين باستثناء الرميد فهم لم يطرحوا ما أعدوه من أفكار ولم يخرجوا بنتائج تروي عطش المشاهد.كريمة مصلي

مباشرة معكم… انتظارات الوزير أقوى من انتظارات المواطنين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

طقوس غريبة على الطريقة العيساوية

بنكيران يؤجل الرد على شباط إلى مارس المقبل

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات