تأطير المراقبة المستمرة… المذكرة الشاردة

المذكرة 179 جاءت لتسد فراغا تشريعيا وتنظيميا لكنها استحوذت على الفترات الزمنية المخصصة لبيداغوجيا الإدماج نزلت نهاية الأسبوع الماضي، على الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، والنيابات الاقليمية التابعة إليها، سلسلة من المذكرات الوزارية في شأن تأطير المراقبة المستمرة، مؤرخة في سابع محرم 1432، الموافق لثالث عشر دجنبر 2010، مذيلة بتوقيع يوسف بلقاسمي، الكاتب العام لكتابة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي، صادرة عن مديرية التقويم وتنظيم الحياة المدرسية والتكوينات المشتركة بين الأكاديميات التابعة للمركز الوطني للتقويم والامتحانات، وهي المذكرات التي تحمل الأرقام من 179 إلى 193.وإذا كانت المذكرات الوزارية أعلاه، الصادرة في شأن تأطير المراقبة المستمرة، جاءت لسد فراغ تشريعي وتنظيمي في المجال طال انتظاره، فإنها في الوقت ذاته أثارت جملة من التساؤلات والملاحظات التي من شأن تركها أن تزيد ميدان الممارسة التربوية لبسا وغموضا يمكن أن يؤدي إلى نسف مشاريع بيداغوجية قيد الارساء في إطار تفعيل البرنامج الاستعجالي. وفي مقدمة هذه المذكرات تلك الحاملة لرقم 179 في موضوع تأطير وتتبع إجراء فروض المراقبة المستمرة بسلك التعليم الابتدائي".تتوجه المذكرة 179 الى مديري الاكاديميات والنواب، والمفتش والمديرين والاساتذة بالتعليم الابتدائي والخصوصي، وتستند الى قرار وزير التربية الوطنية رقم 2383.06 الصادر بتاريخ 16 أكتوبر 2006 في شأن تنظيم امتحانات نيل شهادة الدروس الابتدائية، ومقرر كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي (15 غشت 2010) بشأن تنظيم السنة الدراسية 2011-2010، والمذكرة الوزارية 175 (ونونبر 2010) في شأن تأطير وتتبع المراقبة المستمرة بالتعليم الابتدائي، والمذكرتين الوزاريتين 153 و 16 في شأن تنظيم امتحانا نيل شهادة الدروس الابتدائية.وتستحضر المذكرة ذاتها في ديباجتها "الدور المتميز للمراقبة المستمرة في تتبع مدى تحقيق الاهداف التعليمية وتنمية الكفايات المستهدفة لدى المتعلمين ورصد تعثراتهم من اجل معالجتها"، و"وظيفتها في تحقيق تكافؤ الفرص"، داعية إلى تأسيس تعاقد إيجابي بين مختلف الفاعلين التربويين والشركاء" من خلال الاجراءات التي تنص عليها، و"التي ينبغي اعتمادها في تأطير وتتبع المراقبة المستمرة بسلك التعليم الابتدائي".وقد حددت المذكرة 179 مواصفات اختبارات المراقبة المستمرة، ومجالات ومكونات الوحدات الدراسية المعنية بها، وهي التربية الاسلامية واللغة العربية والنشاط العلمي والتربية الفنية والتفتح التكنولوجي والاجتماعيات والتربية البدنية والرياضيات واللغة الفرنسية، مع ضبط المكونات والمواد التي تجري فيها الاختيارات كتابيا، والتي تكون فيها هذه الاختيارات شفهية، أو عبر الادلاء الحركي كما هو الشأن في التربية البدنية.ونصت المذكرة نفسها، من حيث الاجراءات التنظيمية، على "اجراء المراقبة المستمرة خلال السنة الدراسية بجميع المستويات بواسطة اختبارات على شكل فروض كتابية محروسة أو أنشطة شفهية أو حركية جماعية أو ثنائية أو فردية حسب جدولة زمنية، محددة في الأسابيع (7 و8) و(15 و16) و(23 و24) بالنسبة الى بعض المستويات وبعض الوحدات، والأسابيع (7 و8) و(15 و16) و(24 و25) بالنسبة إلى مستويات ومواد أخرى.غير أن أخطر ما يلفت الانتباه، في هذه المذكرة أنها تخصص فترات زمنية لإجراء اختبارات المراقبة المستمرة، هي نفسها الفترات المخصصة لاستثمار الوضعيات الادماجية، وهي الأسابيع (7 و8 و15 و6 و23 و24) التي تبرمجها بيداغوجيا الادماج التي جرى تعميمها هذه السنة في سلك التعليم الابتدائي لتعلم الادماج وتقويم القدرة على الادماج. من هنا يتساءل العاملون بهذا السلك، وهو سؤال مشروع: هل سيعملون ببيداغوجيا الادماج، ومن تم يلتزمون بتخصيص الاسبوع 7 للوضعيات الادماجية رقم 1 والاسبوع 8 للوضعيات الادماجية رقم 2، أم سيجرون خلال هذه الأسابيع اختبارات ووضعيات المراقبة المستمرة؟واللافت أيضا أن مقرر كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي الذي استندت اليه المذكرة 179 مرجعا، والمتعلق بتنظيم السنة الدراسية 2011-2010، يشدد على تخصيص الأسبوعين (7 و8) الاخيرين من كل مرحلة من المراحل الأربع في السنة الدراسية لتعلم الادماج وتقويم القدرة على الادماج، فأي الاجراءين يتبع الممارسون؟ وهنا يتحتم أن يتوفر الجواب الحاسم والمستعجل، وإلا فإن مصير بيداغوجيا الادماج في مهب ريح إجراءات فروض المراقبة المستمرة، إن لم يكن كلاهما على كف عفريت. عبد الكريم مفضال

تأطير المراقبة المستمرة… المذكرة الشاردة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إجراءات المراقبة المستمرة تثير حفيظة الأساتذة

مطالبة مواطن عمره 62 سنة بإعادة إجراء امتحان السياقة بالجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات