وفيات غامضة بمصحة خيرية لأمراض القلب بالبيضاء

اختلالات وسوء تسيير ورئيس الجمعية يؤكد أنه يتعرض لحملة انتقامية طالب تقرير حقوقي وزير العدل والحريات بفتح تحقيق قضائي عاجل في ظروف وفاة عدد من الأطفال داخل مصحة خيرية بالبيضاء في ظروف وصفها ب«الغامضة» و«الملتبسة». وقال التقرير إن عددا من الضحايا توفوا في فترة وجيزة أثناء خضوعهم لعمليات القلب المفتوح من قبل طبيب إيطالي شغلته جمعية الأعمال الخيرية لعلاج أمراض القلب بالدار البيضاء، بعد تقديم مجموعة من الأطباء المغاربة استقالاتهم نتيجة الاختلالات التي أصبحت تعتري المصحة، وإرغام الفقراء الذين يفدون على الجمعية على أمل إجراء عمليات مجانية لأبنائهم على الأداء مع احتجاز أبنائهم إلى غاية تحقيق ذلك. وهو ما اعتبره التقرير الحقوقي شكلا من أشكال «الابتزاز»، واستغلالا لعمل خيري لأغراض مادية، علما أن الجمعية منحت صفة المنفعة العامة منذ 1999 وتشتغل بغاية خيرية خالصة كما هو مبين في قانونها الأساسي.وقال تقرير المركز المغربي لحقوق الإنسان الذي تتوفر «الصباح» على نسخة منه، إن عشرات الأسر توافدت على الجمعية لطلب مؤازرتها لفتح تحقيق في ملابسات وفاة أطفالهم، إذ سجلت المصحة رقما قياسيا في عدد وفيات الأطفال أثناء إجراء عمليات القلب المفتوح على غير عادتها، إذ كانت نادرا ما تسجل وفاة في مثل هذا النوع من العمليات واشتهر أطباؤها المغاربة بكفاءتهم. وذكر التقرير الحقوقي أن المدة الفاصلة بين الوفيات قصيرة جدا، ما يؤكد أن الخلل في الطبيب الذي يجري العمليات، وكذا الاختلالات التي تعرفها الجمعية المسيرة للمصحة التي تجري العمليات مقابل مبالغ مالية كبيرة، بعد أن تقنع الأسر بأنها خفضت نصف التكلفة. وتوصل المركز نفسه بعدد من الشكايات يؤكد من خلالها آباء الضحايا أنهم وقعوا ضحية تجاوزات و«تكتمات وممارسات لا تمت بصلة إلى العمل الإنساني الطبي الخيري، كما هو مسطر في القانون الأساسي لجمعية الأعمال الخيرية لعلاج أمراض القلب، خاصة أنهم لم يتوصلوا بأي تقرير طبي يبين ملابسات وظروف وفاة فلذات أكبادهم». متسائلا إن كانت وزارة الصحة ومندوبيتها الجهوية بالدار البيضاء والمجلس الجهوي لهيأة الأطباء للمنطقة الوسطى، على علم بمزاولة طبيب أجنبي للطب بهذه المصحة تحت غطاء جمعية خيرية، كما تساءلت إن كانت الجهات الوصية رخصت لهذا الطبيب بممارسة الطب ببلادنا؟وأكد أرباب الأسر المشتكية، حسب ما ذكره التقرير، أنهم سلموا مبالغ مالية كبيرة، وأنهم بعد البحث وجدوا أن تكلفة مثل هذه العمليات في مصحات ومستشفيات عمومية أقل بكثير، إلا أنهم وقعوا ضحية الغطاء الذي تحمله الجمعية، كما أكد بعضهم أن أبناءهم احتجزوا داخل المصحة إلى أجل أداء المبالغ المحددة من طرف الجمعية، رغم أن أحدهم أمدهم بوثائق تثبت تحمل التعاضدية العامة للتكلفة، قبل أن تتطور الأوضاع الصحية للضحايا ويسلموا الروح إلى باريها. كشف تقرير المركز أن الجمعية تتمتع بصفة المنفعة العامة منذ سنة 1999، إذ قامت بتنظيم «يوم تضامني «تيلتون» عبر القناة الثانية من أجل جمع تبرعات المحسنين سنة 2001، بلغت 2 ملايير و500 مليون سنتيما، إضافة إلى المبالغ المحصل عليها سنويا من المال العمومي عبر العديد من المؤسسات العمومية وشبه العمومية، والمنتخبة، وكذا المؤسسات الخاصة، فضلا عن عدد من المحسنين الذين يدفعون مبالغ مالية مهمة مع تأكيدهم أحيانا على عدم كشف أسمائهم تواضعا منهم وتقربا بذلك إلى الله تعالى. كما كشف أن أغلبية الأعضاء المؤسسين للجمعية ينتمون إلى وسط عائلي واحد. من جهة أخرى تساءل التقرير عن استمرار اشتغال طبيبات تابعات إلى القطاع العمومي في المصحة ذاتها مقابل أجور، وعدم تحرك وزارة الصحة لفتح تحقيق في الموضوع.من جهته قال الدكتور سعيد جنان، رئيس الجمعية الخيرية، في اتصال هاتفي أجرته معه «الصباح»، إن الأخيرة تتعرض إلى حملة من طرف أطباء «قتلوا مئات الأطفال في مصحتي، وبعد أن وقفت على ذلك طردتهم لاستقدام آخرين ومنهم طبيب إيطالي». وزاد جنان أن الوفيات لم تتجاوز 12 حالة من بين 60 خضعت إلى عمليات قلب، وأن حالة المتوفين تصنف في الحالات الخطيرة، نافيا أن تكون ضمن فريق المصحة طبيبات من القطاع العام. وعن مساهمات الأسر في تكاليف العمليات الجراحية قال الدكتور جنان إن أغلبية الأسر تستفيد من عمليات مجانية، فيما تؤدي بعضها مبالغ لا تتجاوز في الأقصى 60 ألف درهم، في حين أن التقرير الحقوقي أورد حالات أدت حوالي 120 ألف درهم. ضحى زين الدين

وفيات غامضة بمصحة خيرية لأمراض القلب بالبيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شهادات طبية تدخل أساتذة موسوعة "غينيس"

الحجز على 220 شقة بتامسنا

مقالات ذات صلة