عليوة… هرب من قدره السياسي فوقع في قضائه

قدر خالد عليوة، الرئيس المدير العام للقرض العقاري والسياحي، أن ينتهي به الحال أمام القضاء. ليجتمع عليه القضاء والقدر، ويودعاه السجن بتهم الفساد والاختلاس وتبديد أموال عمومية. عليوة، المناضل اليساري الذي تربى في كنف الاتحاد الاشتراكي، وتدرج في كنف أسرة رباطية سوسية الأصول، كان على موعد مع نهايته المأساوية يوم خسر عمودية الدار البيضاء في انتخابات 2003. يومها كتب الاتحادي على صفحات «الاتحاد الاسبوعي»، عبارته الشهيرة: «ساجد لغير الله، عالي الهمة في تزوير الذمم»، كان العنوان مثل صاعقة نزلت على الجميع، لأن الرسالة جاءت واضحة حول المسؤول عما اعتبره الاتحاديون تزويرا استهدف مرشحهم، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، خالد عليوة .بعد أن تبخر حلم عليوة في رئاسة العاصمة الاقتصادية، وخرج من الحكومة التي شغل فيها وزيرا، خلال تجربة التناوب بقيادة عبد الرحمان اليوسفي، سوف يقترحه فتح الله ولعلو، وزير المالية والاقتصاد حينها، مديرا لأحد أشهر المؤسسات البنكية المفلسة. القرض العقاري والسياحي، كان البنك يومها على حافة الإفلاس، وكشفت تقارير اللجنة البرلمانية لتقصي الحقائق، التي ترأسها، الاتحادي الآخر، إدريس لشكر، وجود اختلالات في التدبير وسوء تسيير واختلاس للمال العام، بسبب صفقات قروض لم يقدم أصحابها من ذوي النفوذ، أي ضمانة لدى البنك لاستردادها. يومها قررت الدولة أن تضخ أموالا طائلة لإنقاذ المؤسسة البنكية، ومعها تكلف عليوة بإنقاذ ما تبقى من المؤسسة، واسترجاعها إلى حظيرة المؤسسات المالية.لقد كتب رفيقه في الحزب، محمد الأشعري، عن حكاية تحول مسار عليوة من حياة السياسة والحزب إلى عوالم المال، وصولا إلى غياهب السجن، قائلا: «خالد عليوة في قلب تجربة التناوب، لكنه غادر في أول تعديل حكومي عرفته. وكان في قلب تجربة حكومة ادريس جطو، لكنه غادر في أول تعديل حكومي عرفته. خاض تجربة الانتخابات الجماعية سنة 2003 في الدار البيضاء بمشروع معلن هو استعادة هذا المعقل التاريخي، وبمشروع مضمر سقط بسقوط المشروع الانتخابي، فلو استطاع الحزب آنذاك أن يربح هذه الاستعادة لكان خالد عليوة اليوم على بعد سنوات ضوئية من مستنقع القرض السياحي والعقاري». لو لم يخسر خالد عليوة انتخابات الدار البيضاء، لكان في منأى عن السجن، الذي يقبع فيه اليوم بأنفة المناضل، يقلب الذكريات، يسلي نفسه بها، ويجزي الوقت في انتظار أسوأ الأيام.. يقول الأشعري، «ها هو خالد عليوة يصل بعد زهاء خمس سنوات إلى لحظة الحساب، حساب الإنقاذ الذي قام به متجليا في الديون المستخلصة والمكانة المرموقة التي أصبحت للمؤسسة، وحساب المجلس الأعلى للحسابات الذي جعل شخص خالد عليوة بؤرة اختلالات متعددة في المؤسسة التي يفترض أنه أنقذها».سعى عليوة، قبل قرار اعتقاله، إلى الدفاع عن نفسه، وإن بقي بعيدا عن توريط الآخرين، من كبار المسؤولين، في ملفه، وحتى حينما صدر قرار اعتقاله لم يفتح فمه، وبقي صامتا، غامضا. قبل أيام، صدر قرار قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، تمديد فترة الاعتقال الاحتياطي لمدة شهرين لخالد عليوة، المدير العام السابق للقرض العقاري والسياحي، ليكمل ثمانية أشهر في بسجن عكاشة، قضاها على ذمة التحقيق في قضية «تبديد أموال عمومية واستغلال النفوذ والمشاركة»، في الوقت الذي واصل القضاء الاستماع إلى المستفيدين من إعفاءات عن ديون تراكمت لفائدة البنك، قدرها تقرير المجلس الأعلى للحسابات في 7.4 ملايير درهم.محمد رحمني

عليوة… هرب من قدره السياسي فوقع في قضائه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محمد الغالي: السياسيون أكثر عرضة للزلات

"الدولة الغنائمية" تنتج سياسيين بشهية مفتوحة على الفساد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات