ملعب الفداء… معقل اللصوص والمنحرفين

مرافق الملعب تدهورت سنتين بعد إعادة تهيئته وتزويده بعشب اصطناعي وتبادل الاتهامات حول المسؤولية اعتقد سكان حي درب السلطان الفداء أن ملعب الفداء التابع لعمالة درب السلطان بولاية الدار البيضاء، سيكون أفضل وأجمل من ذي قبل، بعد تكسيته بالعشب الاصطناعي وصيانة مرافقه كاملة، في مشروع كلف أكثر من 6 ملايين درهم، وانتظره سكان المنطقة بشوق كبير بعد الحالة المزرية التي بات عليها، في إطار سياسية ملاعب القرب التي تبناها وزير الشباب والرياضة السابق منصف بلخياط، وتكلفت مؤسسة محمد الخامس بتمويله، ودشنه جلالة الملك محمد السادس قبل سنتين تقريبا. لكن الوضع سرعان ما عاد إلى طبيعته، واسترجع الملعب الذي يعتبر الأقدم بالدار البيضاء، تلك الصورة المزرية، فلم يشفع له تاريخه ولا الأسماء الكبيرة التي مرت على أرضيته، نجوم مازالت أسماؤها تملأ الأفواه ليومنا هذا، أمثال صلاح الدين بصير وعمر النجاري وعبد المجيد الظلمي.اليوم أضحى ملعب الفداء قبلة للصوص والمتعاطين للمخدرات عوض أن يستقبل المواهب وشباب المنطقة لصقل مواهبهم، بل تحول من جديد، إلى ساحة لاستقبال جميع أنواع الجرارات وآلات البناء، إذ علم ”الصباح الرياضي” من مصدر مطلع، أن أشغالا أخرى انطلقت فيه لبناء قاعة مغطاة وملاعب لرياضات أخرى مثل كرة السلة وكرة اليد. حلة جديدة في إطار سياسة ملاعب القرب، عملت وزارة الشباب والرياضة على صيانة وإنجاز ملاعب بتجهيزات رياضية مختلفة في الأحياء الشعبية، و تكفلت مؤسسة محمد الخامس بتمويل المشروع الذي شمل كذلك عدة ملاعب بالدار البيضاء ومنها ملعب الفداء. يستضيف هذا الأخير عددا من مباريات بطولة العصب والهواة، كما تقام على أرضيته مباريات لفرق الأحياء طيلة أيام الأسبوع. كان ملعب الفداء يتوفر على أرضية رملية وأربعة ملاعب للكرة المصغرة، وكان يغص بأبناء المنطقة في أغلب أيام الأسبوع. بعد إغلاقه قبل سنتين لصيانته، وبعد معاناة طويلة لأبناء الحي، الذين لا يتوفرون على مكان آخر لإظهار مواهبهم، فتح الملعب أبوابه من جديد وبات جاهزا لاستقبال نجوم المستقبل، وحتى الفرق مثل الرجاء الرياضي، كان يخصص لها الملعب في أيامه الأولى بعد صيانته، لحصص تدريبية للفئات الصغرى للفريق. غير أن الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن. اليوم يجد أبناء حي درب السلطان الفداء مشاكل عديدة للاستفادة من الملعب، بسبب إغلاق ملاعب كرة القدم المصغرة من جديد، بدعوى الأشغال التي لم تنته بعد، منذ تدشين جلالة الملك للملعب قبل سنتين. وبقي الملعب الرئيسي يستضيف بين الفينة والأخرى مباريات فرق الأحياء، بالإضافة إلى مباريات رسمية من بطولة العصب وبعض مباريات الهواة وبات بالتالي يحمل العبء كله. دوام الحال من المحال يعيش اليوم ملعب «لاجونيس» كما يحلو لأبناء المنطقة تسميته، مأساة لا تطاق، ليعود إلى حالته القديمة، اللهم إن استثنينا عشبه الاصطناعي، إذ خربت أغلب مرافقه بعد مرور وقت وجيز على تدشينه، ليصبح مرتعا للصوص والمتاجرين في المخدرات. وأضحى الفضاء المرشح ليستضيف المواهب الشابة، عسى أن نجد من بينها بديلا لبصير والظلمي وغيرهم، مكانا مألوفا للمتعاطين للمخدرات.عند دخولك من الباب الرئيسي، يخال لك أن الملعب التاريخي لحي درب السلطان الفداء، عاد إلى سابق عهده ليفرخ النجوم التي وطأت أقدامها الملعب في سنوات خلت، لكنك سرعان ما تغير رأيك وأنت تتقدم بخطوة تلوى الأخرى داخله، سور أفقي مهدوم، وجدران ذات رائحة كريهة، غيرت لونها لتظهر لك شاحبة هي الأخرى، فما بالك بمستودعات الملابس التي لن تستطيع البقاء بداخلها نظرا لرائحة المكان التي لا تطاق، والتي لا تتوفر على أبسط الأشياء من ماء ومرحاض و حمام . بعدما صرفت الملايين من الدراهم لصيانة مرافق الملعب، سرعان ما تبخرت أمام هذه الصور المؤسفة. وعلى غير العادة، ستلاحظ أن من يتواجد في الملعب ليس اللاعبون ولا المدربون وحراس المرمى، لكنهم «فريق» من المتسكعين و»طاقم» من اللصوص و «منتخب» من السكارى المهووسون بالمخدرات، لدرجة أن بعضهم أبدعوا في الملعب كما يحلو لهم، «فصنعوا» أبوابا للملعب عبارة عن «حفر» لدخوله ليلا، لأنهم يجدون بابه مغلقا، فينظمون مبارياتهم الخاصة في القمار وشرب الخمر وقطع الطريق على المارة في أوقات الليل المتأخرة . وتعمد السلطات المحلية في مرات عديدة لترقب هذه «الحفر» وإغلاقها. فيبقى لشباب المنطقة تلك البقعة الخضراء لمداعبة الكرة، ذلك المستطيل الأخضر الوحيد الذي يحمل اسم «ملعب كرة القدم» في المساحة بأكملها، عسى أن تلفت إليهم عين تصفق لمهاراتهم وتشجعهم. تتعدد الأسباب والوضع واحد تعددت الاتهامات بشأن حالة الملعب من جميع الأطراف المعنية، فهناك من السكان من يلقي باللوم على بعض المنحرفين من شباب الحي الذين يتخذون من محيط الملعب مكانا للقيام بأفعالهم الشنيعة، من سرقة وشرب للخمر، و منهم من يفضل اقتحامه ليلا للعب القمار والهروب من دوريات الشرطة، و شريحة أخرى من السكان تحدثت عن ضرورة تكثيف الأمن في محيط الملعب للحد من هذه الأعمال التخريبية التي تطال الملعب من الداخل والخارج .غير أن المسؤول عن الملعب المباشر تبقى هي مقاطعة الفداء، ففي حديث «للصباح الرياضي» استغرب المستشار في مجلس المقاطعة، ادريس المنتصر الإدريسي، الحالة التي أصبح عليها الملعب ، معبرا عن أسفه الشديد «لما يقع لهذه المعلمة «. وقال إن «مجلس المقاطعة يولي أهمية كبيرة للمنشات الرياضية، غير أن حال الملعب يبين أننا ما زلنا نحتاج إلى جهد أكبر رغم قلة الموارد المالية، وخصوصا تلاحم أعضاء المجلس لإنقاذ الملعب» . على ذكر الموارد المالية، وحسب مصدر مطلع تم تخصيص ما مجموعه 20 ألف درهم لصيانة المنشات الرياضية بالمنطقة برسم السنة المالية 2011، كما تم تدارسها في مجلس المقاطعة اجتماع سابق له. واعتبر المبلغ كافيا لصيانة مرافق الفضاءات الرياضية ومن بينها ملعب الفداء، و تمت المصادقة عليه في اجتماع آخر للمجلس نفسه. وحسب المصدر ذاته، يعاني الملعب من مشاكل عدة، تتجلى مثلا في منح أوقات خاصة لفريق أرسنال الانجليزي الذي يتوفر على فرع في المغرب، للتدريب فوق أرضية الملعب العشبية، والغريب في الأمر يضيف مصدرنا أن « هذه التداريب لا يستفيد منها أبناء المنطقة الذين لا يمكنهم دفع ثمن الاشتراك في المدرسة الانجليزية الباهض، إذ يستغله شباب من مناطق أخرى يأتون على حساب الفريق الانجليزي. بين ضعف الموارد المالية للمقاطعة التي مافتئت تطالب بالمزيد، وبين خيبة أمل شباب الحي الذين يتحصرون يوما بعد يوم على الحالة المزرية التي وصل إليها ملعبهم «لاجونيس» ، يبقى مصير هذا الأخير بين أخذ و رد، تارة يغرق وسط أوحاله وتارة يتجدد في مناسبات قليلة، ليكون ملاذا للمواهب الكروية في الحي، ولو لشهور معدودات . في انتظار مناسبة أخرى، سيبقى شباب الحي يعانون من سوء مرافق الملعب وسيكتفون بذاك المستطيل الأخضر، و يبقى بالمقابل « فرق « المتسكعين يمارسون رياضاتهم المفضلة من القمار وشرب الخمر والسرقة ليلا و صباحا، في باقي مرافق ملعبهم، ملعب «لاجونيس». إنجاز: العقيد درغام

ملعب الفداء… معقل اللصوص والمنحرفين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرجاء يوافق على شروط عودة روسي

لجنة المنشطات تدق ناقوس الخطر من جديد

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات