معطوبو “البوناني” وصلوا المستعجلات قبل نهاية السنة

لم يخطئ بعض المحتفلين برأس السنة الميلادية موعدهم السنوي مع مستعجلات الدار البيضاء التي قضت، أول أمس (الاثنين) ليلة بيضاء في استقبال معطوبي "البوناني" وضحايا حوادث السير التي تكثر في مثل هذه المناسبات، إذ يعتبر الضغط على دواسة السرعة إلى أن "يغبر المسمار" شكلا من أشكال توديع سنة واستقبال أخرى..لكن على سرير متسخ بقاعة العمليات الجراحية المستعجلة.الساعة تشير إلى الحادية عشرة ليلا، نصف ساعة تفصلنا عن الحقيقة الأخيرة من السنة الماضية، زعيق سيارة الإسعاف يكسر صمت حي المستشفيات في الطريق إلى مستعجلات مستشفى ابن رشد. يهرول مساعد السائق إلى خلف السيارة قبل أن تستقر بمكانها أمام مدخل المستعجلات، يفتح الباب الخلفي ويسحب سريرا متحركا، ويطلب مساعدة مواطن لإنزال شاب في مقتبل العمر مضرج في دماء حولت لون سرواله الأزرق إلى لون أحمر قان.في الخلف يقف رجل مدثر في معطفه الأسود بملامح شبه نائمة، أغلب الظن أنه والد الضحية الذي هرول مسرعا خلف السرير المتحرك في الطريق إلى غرفة العمليات." إنه ابني، لا أعرف ماذا وقع، كنت نائما بعد يوم عمل شاق، قبل أن اسمع طرقا حادا في الباب، فتحت، فوجدته مرميا في هذه الحالة، لا أعرف إلى حد الآن ماذا حصل بالضبط".الشاب المسجى على السرير يتمتم بكلمات غير مفهومة، يهذي بأسماء وأماكن لا يعرفها إلا هو، قبل أن تلتقط والدته بعض الإشارات وتفهم أن ابنها تعرض إلى اعتداء من طرف صديق له بعد شجار في جلسة "دوخة". يفتح باب بلون أخضر شاحب، يخرج الطبيب المكلف، ويطلب من ممرض سحب الشاب إلى الداخل، ويطئمن والداه بحركة من رأسه.غير بعيد، تراقب فتاة لم تتجاوز 14 سنة، الحركة في الممر وهي تضع يدها على رأسها وتضغط عليه بضماد بلون أحمر "ما عرفت الضربة منين جاتني، حجرة كبيرة ضربتني على راسي في المدينة القديمة، وجيت هنا باش نداوا، قالو ليا نتسنا باش نعرف أش غادي يديرو ليا".الحركة متواصلة بأروقة المستعجلات وخطوط من المواطنين والأطر الطبية يسرعون في كل الاتجاهات، بينما مازال رجل الأمن الخاص يضع ذراعه على الجهة الأخرى من باب، حرصا على النظام الذي يفرض ألا يرافق المريض سوى شخص واحد.في قاعة جراحة الدماغ، يتمدد شاب برأس نصف مشقوق وضع عليه الكثير من الضمادات، وشفتين منتفختين استطعنا أن نفهم منه بصعوبة أنه ضحية حادث سير بعد أن صدمته سيارة مجنونة ولاذت بالفرار وسط المدينة. بجانبه يستلقي شاب آخر اعتدى عليه أحدهم بسكين على رأسه وتحلق حوله أفراد عائلته في خوف، بعد أن طال بهم انتظار الطبيب المعالج، بينما مازال المريض، ضحية حادثة سير بسطات، يغلق الممر المؤدي إلى قاعات الفحص بالأشعة، وقال مرافقه إنهم ينتظرون دورهم منذ الخامسة بعد الزوال، بينما قال إطار طبي إن حالته تقتضي عرضها على مركز اجتماعي وليس قسما للمستعجلات. يوسف الساكت

معطوبو “البوناني” وصلوا المستعجلات قبل نهاية السنة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شيراك استقبل 2013بأكادير

اعتقال برلماني متلبسا بـ 20 مليونا رشوة

مقالات ذات صلة