الأب نوريسات: لا تجزعوا فنهاية العالم لا يعلمها إلا الرب

القس العام لأبرشية الرباط قال لـ الصباح إن نهاية العالم ستسبقها كوارث رهيبة طمأن الأب دانييل نوريسات، القس العام لأبرشية الرباط، كل من اعتقد بأن العالم كان سينتهي، يوم أمس (الجمعة 21 دجنبر)، وقال لـ"الصباح" بمقر كنيسة "نوتردام دو لورد" بالبيضاء، إن ذلك غير صحيح، وإن الرب وحده يعلم متى ستكون نهاية العالم. قائلا إن المسيحيين يؤمنون بأن كل يوم هو النهاية طالما أنهم لا يعلمون إن كانوا سيبقون على قيد الحياة في اليوم التالي. وخاطب معشر المؤمنين المسيحيين وباقي أبناء البشر بقول المسيح عليه الصلاة والسلام "لا تخافوا ولا تجزعوا"... التفاصيل في الحوار التالي: كثيرون كانوا يتوقعون أن ينتهي العالم يوم (أمس) الجمعة 21 دجنبر الجاري، كيف تلقيتم كأب لمسيحيي المغرب هذا الأمر؟(مازحا) حقا؟ تتكلم عن نهاية العالم بوثوق... إذن فقد انتهى الأمر. غدا (الجمعة) سينتهي العالم! ... دعني أخبرك شيئا، أنا لا أؤمن بمثل هذه الإشاعات، وكمسيحيين نؤمن دوما أننا في نهاية العالم، لأننا لا نعلم إن كنا سنظل أحياء غدا، أو ما سيحدث بعد قليل؟؟ علم ذلك عند الرب. فنهاية العالم ليست تاريخا محددا، وأنا أميز بين المستقبل والغيب، فالنسبة إلى الأول يمكن أن نتوقع عدة أشياء مثل حالة الطقس خلال الأيام المقبلة، وهل سيكون الجو صحوا أم مضطربا... فإذا كانت إرادة الرب أن ينهي حياتنا الآن وهنا، كيف يمكن لي أن أعرف ذلك؟ وأنا أحث الرعايا على أن يعيشوا حياتهم كما لو أن ذلك سيكون آخر أيامهم، وأن يفكروا فيما إذا كانوا على الطريق الصواب وهل فعلوا ما يكفي من الخير؟ هل يعني هذا أنكم تؤمنون بالقضاء والقدر كما المسلمين؟لا، أنا لا أؤمن بالقضاء والقدر، بل أؤمن بأن الرب يأمرنا بأن نكون جاهزين وأن نتصرف كل يوم على أن ذلك سيكون آخر أيامنا، وفي ديننا، كما هو الشأن عند غالبية مؤمني الديانات الأخرى، هناك دعوة للمؤمنين بأن يكونوا حريصين على استتباب السلم والأمن، وأن يعملوا على توفير كل ما من شأنه أن يخلق السلم ويستتب الأمن، وأن يسعوا إلى فعل الخيرات وأن يكونوا منصفين وأن لا يظلموا غيرهم. إذن في الديانة المسيحية كذلك لا تعلمون متى ستكون نهاية العالم؟المسيح نفسه يقول "ليس في مستطاعكم أن تعرفوا ساعة ويوم ينتهي العالم، وحده الأب (الرب) يعرف ذلك"، وأعتقد أن في هذا الأمر حكمة عظيمة، وهي أن ذلك يمنحنا حرية بناء حياتنا اليومية، وهذا يُبعدنا عن منطق القضاء والقدر، وأن الرب يمنحنا الوقت لفعل ما يكلفنا به ولنتجاوز العوائق التي تواجهنا في الحياة الدنيا... إذن ربما يكون غدا آخر أيامنا فوق هذه الأرض، لكننا لن نجزع على ذلك، لأن الرب وعد بأن يُخلصنا. هناك طريقتان للحديث عن نهاية العالم، إما أن تكون فترة قطيعة فقط تتواصل بعدها الحياة، أو تكون النهاية نهاية ما كلفنا الرب للقيام به، وبالنسبة إلينا فهذه هي النهاية الحقيقية... تقصدون بلوغ درجة الكمال؟ما أقصد هو أن ننجح في مهامنا وأن نكون حريصين على طاعة الرب وفعل الخير، فالرب وحده الكامل والقادر على خلق الكمال، ونؤمن أنه سيعمل على تخليصنا ونقلنا إلى حياة قوامها الكمال، لهذا فهو يوصينا بالحرص على تعاليمه ووصاياه. هل ورد في كتابكم المقدس أي إشارات حول دنو نهاية العالم؟ المسيح يخبرنا أن نهاية العالم سيسبقها حدوث كوارث رهيبة، وهو يقول لنا إنه عندما يأتي اليوم الذي سيحدث فيه ذلك "ارفعوا رؤوسكم. ارفعوا رؤوسكم. تقدموا. لا تخشوا شيئا"، وهذا في اعتقادي أمر مهم جدا، لأننا لا نخشى لقاء ربنا وفيه دعوة لاستكمال الحرب على الشر حتى يعم الخير كافة أرجاء الأرض. المسيحيون يقولون إن الرب هو الأب، أي والدهم، وإذا كنت أبا فستعرف طبيعة العلاقة الحميمية بين الابن والأب، والأب كما تعلم يعتني بأبنائه ويرعاهم ويسهر على حمايتهم. والرب بما أنه أبونا فهو يحرص على أن ننجح في ما كلفنا به، وهو والد كل البشر، ســـــــــواء كانوا مؤمنين أو غير ذلك، فهو يرعاهم ويساعدهم في أن ينجحوا، وأن يستمروا في بناء حياتهم بإصرار وعزيمة... ولماذا في رأيكم يتم الترويج لإشاعات تتنبأ بنهاية العالم؟هناك بعض الناس يحبون خلق جو مشبع بالخوف والرعب، والدليل على ذلك أن أفلام الرعب تحظى بمتابعة كبيرة من قبل جماهير عريضة ومن فئات عمرية مختلفة، و"صناعة الخوف" تظل نشاطا ناجحا ومربحا. ودعني أطلعك على الحل لتجاوز هذا الشعور بالخوف الناجم عن ترويج مثل هذه الأخبار، مثل ما فعلت بعض الكنائس في بوليفيا، بمناسبة انتشار هذه الشائعة، إذ وزعت مناشير تقول للمؤمنين "بما أنها نهاية العالم أسرعوا إلى الكنيسة واكتبوا وصاياكم"، وهذا لا يعني أن العالم سينتهي في هذا التاريخ، بل فقط لحث المؤمنين على فعل مزيد من الخير وإطاعة الرب... وبماذا تطمئن من تأثروا بهذه الشائعات؟ أنا أقول ما كان يقوله المسيح عليه السلام للمؤمنين في المواقف الحرجة: "لا تخافوا، ولا تجزعوا"، والأمر نفسه قاله البابا يوحنا بولس الثاني بعد انتخابه، إذ خاطب معشر المؤمنين المسيحيين قائلا: "لا تخافوا، ولا تجزعوا"... محمد أرحمني

الأب نوريسات: لا تجزعوا فنهاية العالم لا يعلمها إلا الرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

منحة الفوز للاعبي الرجاء

الرميد: سنلغي المحاكم التجارية والأمازيغية لغة رسمية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات