أوزين: ضيعنا الوقت في الكلام الفارغ

الوزير قال إن جامعات تنهج سياسة الهروب إلى الأمام وإن الرياضة الوطنية كانت تنقصها الجرأة وصف محمد أوزين، وزير الشباب الريا ضة، وضع جامعة كرة القدم بالمعقد، بالنظر إلى صعوبة عقد جمعها العام، مجددا التأكيد أن الرئيس علي الفاسي الفهري طلب منه الإذن بالرحيل، ولكنه ضغط عليه لكي يبقى، لأن الأهم هي المنظومة وليس الشخص، على حد تعبيره. ودافع أوزين في حوار مع "الصباح الرياضي" عن تطبيق القانون الجديد للتربية البدنية والرياضة وإن تأخرت بعض نصوص التنظيمية، مشيرا إلى أن الجامعات التي تتذرع بذلك، إنما تنهج سياسة الهروب إلى الأمام. وقال الوزير إن مشاكل الرياضة لا يمكن اختزالها في الترسانة القانونية، مشددا على أنه لن يمنح أي سنتيم إلى الجامعات فاقدة الشرعية، ليس لأنه يبحث عن شد الحبل معها، ولكن من أجل ما أسماه "المسؤولية أمام أموال الشعب". وتحدث أوزين عن مواضيع أخرى في هذا الحوار، على غرار كأس العالم للأندية وحجب منح الجامعات وإقالة مدير الرياضات وزياراته إلى الدوحة، وفي ما يلي نصه: بعد شهور من توليك حقيبة وزارة الشباب والرياضة، يبدو أن مشاكل القطاع الرياضي تختزل كثيرا في الجانب القانوني؟ لا. لا يكمن اختزال المشاكل كلها في الترسانة القانونية، بل هناك عنصر استثمار الجهد في النهوض بالقطاع الرياضي. وفي هذا يشترك مسؤولو الوزارة والجامعات والعصب والأندية. وما هي أهم الخلاصات التي استنتجتها؟ هناك جملة من المشاكل التي كنا نجترها منذ سنين. العنوان الأساسي هو الحكامة في أمور متعددة تهم التسيير والتدبير وغيرها، وتمثل الأهداف، عوض الحديث عنها كشعارات للاستهلاك، وتكون وفق منظور إستراتيجي، لذلك فهي مسألة رؤية وطموح ووسائل من أجل أجرأة هذا الطموح. هل تعتقد أن الانطلاقة كانت صحيحة؟ هناك من يقول إننا لم ننطلق انطلاقة صحيحة، وهناك من يقول هل من حق الوزير منع جامعات من المشاركات وحرمانها من المنح؟ وأنا أقول إن هذه هي الجرأة التي كانت تنقصنا. وهذه خيارات لن أدخل في جدل فيها، وسأترك لمحكمة التاريخ لتقول لتحكم فيها. لكن بعض الجامعات تبرر تأخرها في عقد جموعها العامة بعدم صدور النصوص التنظيمية اللازمة لتطبيق القانون الجديد 30-09 (طبقا للفصل 118 من هذا القانون الذي يقول إنه لا يدخل حيز التطبيق إلا بعد صدور نصوصه التنظيمية في الجريدة الرسمية)؟ هذه سياسية الهروب إلى الأمام. نحن نتكلم عن أسس القانون وروحه. فإذا عقدت الجمع العام غدا، وحددت ولاية الرئيس في ولايتين، وغيرها من الأمور التي يتحدث عنها القانون الجديد، فأظن أننا سنكون ذهبنا بعيدا، وطبقنا روح القانون. الدستور دخل حيز التطبيق دون أن تصدر نصوصه التنظيمية كاملة. لذلك أعتبر أن التذرع بغياب النصوص محاولة للاختباء، والهروب إلى الأمام. لكن الأمر أحدث نوعا من الخصام مع الجامعات؟ أنا لا أبحث عن شد الحبل مع الجامعات، بل المسؤولية أمام أموال الشعب هي الأساس. ولا يمكن أن أصرف سنتيما واحدا دون أن يعرف أين سيصرف وكيف. انتهى زمن "قضي أو عدي أو باك صاحبي". أريدك أن تكتبها هكذا. انتهى زمن المحاباة، فنحن في زمن دفتر التحملات. ضيعنا الوقت في العبث والكلام الفارغ. الجميع مسؤول، حتى أولئك الذين كانوا ساكتين، فهم طرف في المؤامرة. الصمت مشاركة في المؤامرة. وماذا عن جامعة كرة القدم، هل صحيح وضعها معقد؟ وضعها معقد فعلا، لكن نحن في الطريق إلى الحل، لأن هناك أندية وعصبا وحكاما ولاعبين يمكنهم المشاركة في الجمع العام. قلت إن الرئيس علي الفاسي الفهري طلب أن يرحل؟ فعلا. أراد أن يذهب، وأنا ضغطت عليه لكي يبقى، ليس من أجل الشخص، ولكن لأن الأهم هو المنظومة، يجب أن نقف على هيكلة المنظومة لكي يُعقد الجمع العام. إذن فالجمع العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم سيتأخر؟ أقول إنه بحكم تركيبة الجامعة، سيتأخر الجمع العام، وأنظر إلى وضعية العصب، وحالة عصبة الغرب خير مثال، لهذا فوضع جامعة الكرة معقد. وبالنسبة إلى اللجنة الوطنية الأولمبية (لم تعقد جمعها العام منذ سنوات)؟ لا يمكن الحديث عن إعادة النظر في اللجنة الوطنية الأولمبية، مادامت الجامعات لم تعقد جموعها العامة، على غرار جامعة كرة القدم. نحن نؤسس للهيكلة والقانون من القاعدة. لكن جامعة كرة القدم عجزت عن إيجاد حل لمشكلة بعض العصب كعصبة الغرب، هل من حقكم التدخل؟ نحن في الوزارة، نتعامل مع جامعات. ومشكلة عصبة الغرب سأحاول التدخل فيها بجمع الطرفين والجامعة لإيجاد حل للموضوع. لدي هاجس الحكامة ولدي قرار سياسي، وهذا يعطيني الحق من أجل تقريب وجهات النظر من أجل إيجاد حل، كما حدث في الريكبي. يقال إنك لا تجتمع مع الجامعات الرياضية؟ من أجل ماذا؟ أجتمع إذا اقتضت الضرورة. هذا كلام فارغ، وتجمعنا علاقة واضحة بالجامعات. عندما يجتمع الكاتب العام وفريق عملي معهم، فهم يجتمعون باسمي. لدي انشغالات أخرى، والأهم هو أن يصل صوتي وإستراتيجيتي. ومن ضمن هذه الانشغالات اللجنة المنظمة لمونديال الأندية، هل أصبحت فعلا رئيسا لها؟ لحد الآن عبد ربه يشرف على تشكيل اللجنة والسهر على ظروفها. أعفيتم مدير الرياضات سعيد البوخاري، هل يمكن أن تشرح لنا الأسباب؟ أولا، من ضمن القرارات التي خرجنا به بعد العودة من الأولمبياد هيكلة مديرية الرياضيات لإعطائها دما جديدا. هذا لا يقلل من قيمة وكفاءة المدير السابق. ألا تعتقد أن النقاش حول القانون الجديد يتركز على الجموع العامة ووضعية الجامعات، فيما يتم تجاهل ملفات أخرى كغرفة التحكيم الرياضي وغيرها، إلى أين وصلت هذه الغرفة التي ينص عليها القانون الجديد؟ نحن نشتغل عليها، لكن هناك أولويات. نحن لا نختزل النقاش في الجموع العامة، كما أن الأمانة العامة للحكومة لا يمكنها أن تشتغل مع وزارة الشباب والرياضة فقط. صحيح رفضت الأمانة العامة للحكومة بعض النصوص التنظيمية التي اقترحتموها؟ لا، هناك لجن في الوزارة على مستوى قسم الشؤون القانونية والتشريع. ليس هناك رفض. الأمور تسير بشكل عاد، والنصوص تمت المصادقة عليها بالعربية، في انتظار ترجمتها إلى الفرنسية. هل هناك تاريخ معين لصدورها؟ لا يمكن أن أعطيك موعدا محددا. هناك أيضا التزامات أخرى للأمانة العامة للحكومة. نتمنى أن تصفى الأسابيع المقبلة.كانت مشاركتنا لتمثيل صاحب الجلالة في منتدى الدوحة الدولي للرياضة، الذي حضرته مجموعة من الأبطال والفاعلين والوزراء ومسؤولين كبار. كانت فرصة للنقاش في مواضيع تهم تطوير الرياضة، في إطار المقاربة الجديدة، وبهذه المناسبة تدارسنا مجموعة من المواضيع، منها ورشات حول الاستثمار الذكي للرياضة بطريقة تضمن توازنا بين الإمكانات والنتائج. مرة أخرى نعود إلى الحكامة. وكان المنتدى فرصة التقينا خلالها مع مجموعة من الوزراء، ومع رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، واتفقنا على زيارات متبادلة للوقوف على مستوى البنيات التحتية، سيما في انتظار التظاهرات الدولية التي سينظمها المغرب. اتفقنا على التعاون في هذا الاتجاه مع رئيس اللجنة الأولمبية القطريـة، كما التقيت مع طارق ذياب، وزير الرياضة التونسي، الذي سيقوم بزيارة إلى المغرب، وأيضا الوزير المصري والوزير الجزائري، لدعم التعاون بين هذه البلدان. تهمنا تجربة تونس في بعض الأصناف الرياضية. وكان لقاء أيضا مع أبطال من قبيل كارل لويس الذي أبدى رغبته في زيارة المغرب، واستعداده للمساهمة في تطوير المسابقات التي كان يتألق فيها. أجرى الحوار: عبد الإله المتقي

أوزين: ضيعنا الوقت في الكلام الفارغ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بورتري: أوزين... دبلوماسي في الرياضة

إنزالات للمؤتمرين وغياب النقاش الجاد حول القضايا الأساسية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات