العسكر بشوارع البيضاء

تدرج في التفعيل وصرامة أمنية وحملات في مجموعة من الأحياء إنجاز : مصطفى لطفي فعل الحظر الصحي الشامل الصادر عن وزارة الداخلية، بشكل تدريجي، منذ مساء الجمعة الماضي، إذ ظلت تحركات المواطنين راجلين أو عبر وسائل النقل متواصلة رغم حلول السادسة مساء، لكن انتشار عربات الأمن بالشوارع الرئيسية وبعض المواقع الحيوية، من بينها القناطر، أوحى أن الدولة جادة في تفعيل هذا القرار، سيما عندما شرعت دوريات أمنية مصحوبة بمدرعة للجيش بحملات بعدد من الأحياء في رسالة إلى أن الأمر جدي، وهو ما تحقق على أرض الواقع في اليوم الموالي، عندما ارتفع عدد مردعات الجيش في كل حملة إلى ثلاث، وقد تنضاف مدرعات أخرى، إذ امتنع البعض عن تطبيق قرار الحظر الصحي الشامل. كان الكل يترقب مدى تفعيل المواطنين قرار الحظر الصحي الشامل. تشعر بارتباك كبير لدى المارة كلما اقتربت الساعة من السادسة مساء. مواطنون يتجولون بعجلة وخوف، لكن بعد تجاوز الساعة السادسة مساء، تبدد لديهم هذا الإحساس، وظهرت سلوكات تكشف أن هذا القرار المصيري لا يعنيهم، إذ في هذا التوقيت صادفت «الصباح» كهولا وشبابا غادروا منازلهم لممارسة الرياضة في حدود السادسة مساء، انطلقوا بخطوات خفيفة في اتجاه حديقة مقابلة لسوق ممتاز بعين السبع، فانضافوا إلى آخرين يمارسون بدورهم الرياضة. "اللهطة" واللا مبالاة إلى جانب ممارسي الرياضة، تحول سوق ممتاز بعين السبع، إلى قبلة لمئات المواطنين، أتوه من كل فج عميق، وشهد اكتظاظا لم يشهده منذ أيام «اللهطة». امتلأ مرأب السيارات عن آخره، وتنافس مواطنون بشدة للحصول على السلع المعروضة، واصطفت طوابير طويلة أمام صندوق الأداء لدرجة أن البعض تساءل «فين مشات السلعة اللي تقداو شحال هادي وبالزايد». كانت الساعة تشير إلى السابعة والنصف مساء. ما زال الإقبال على السوق الممتاز يتزايد بدخول سيارات جديدة ومواطنين حلوا إليه راجلين، وسيارة أجرة مركونة لاقتناص زبناء، بعد أن كان الحصول عليها في السابق شبه مستحيل. لكن بعدها بفترة، بدأت السدود القضائية تنصب في الطرقات والقناطر، وشرع رجال الأمن المشرفون عليها يوجهون تعليماتهم للسائقين والراجلين بالمغادرة إلى منازلهم في الحال بصرامة. وقتها شرعت دوريات الأمن بحملاتها في جميع الأحياء ترافقها مدرعة للجيش، إذ رافقت «الصباح» إحداها بمنطقة البرنوصي، كان أول ضحاياها سائقو سيارات أجرة كبيرة، كانوا متجمهرين بمحطتهم، إذ أمرهم مسؤول أمني بالمغادرة في الحال، فاستجابوا للأمر. داخل الأحياء، ترقب المواطنون أمام منازلهم زيارة أعوان السلطة لتسليمهم رخصة التنقل الاستثنائية، لكن مع حلول الليل، خاب أملهم، وعلقوا آمالا أن تكون زيارتهم في الصباح. السبت ... الحظر الحذر حدث ارتباك صباح أول أمس (السبت) بعدد من الأحياء، إذ تردد المواطنون كثيرا في مغادرة منازلهم للتبضع، لعدم حصولهم على رخصة التنقل، وبعد فترة قرروا التوجه جماعات لاقتناء السلع والخضر والفواكه. بالشوارع، كانت التنقلات قليلة نسبيا. راجلون من كلا الجنسين يتجولون بكل حرية، وسيارات أجرة وأخرى للخواص، وجد معها رجال الأمن على السدود القضائية حرجا أثناء توقيفهم. الكل يجمع أنهم لم يتسلموا بعد رخص التنقل، وأنهم مجبرون على مغادرة منازلهم. بسوق ممتاز بعين السبع، كان الإقبال ضعيفا، لكن تبين أن بعضهم لم يستوعب بعد معنى رخصة التنقل الاستثنائية، كما حصل لامرأة حلت رفقة ابنتها وحفيدتها، وعندما استهجن مواطن الأمر، عقبت عليه «عندي الرخصة»، فرد عليها في الحال «راه فيها غير واحد اللي يخرج ما شي العائلة كاملة». لكن في حدود العصر، بدأ فصل جديد من الصرامة في التعامل مع خارقي الحظر الصحي. توجيهات أقرب إلى التحذير من قبل رجال الأمن للجميع دون استثناء، قبل أن تشرع فرق أمنية وهذه المرة مصحوبة بثلاث مدرعات للجيش في رسالة أن الوضع الحالي لا يستدعي التهاون والاستهتار. حزم وصرامة بمنطقة مولاي رشيد، تجندت فرق أمنية وعناصر القوات المساعدة وثلاث مدرعات للجيش للقيام بحملة بشوارعها الرئيسية، بعد أن تبين أن المواطنين لم يلتزموا بقرار الحظر كما يجب، لكن حدث ما لم يتوقع، إذ تحولت هذه الحملة إلى «كرنفال» بالنسبة للمواطنين الذين تسابقوا لمعاينة مدرعات الجيش بعد أن اعتادوا مشاهدتها في أفلام الحرب. ورغم تنبيهات المسؤولين الصارمة، كانت الاستجابة عادية، بل إن امرأة أطلقت «زغرودة» كأن الجيش في طريقه إلى الجبهة. أما بمنطقة الفداء مرس السلطان، فكان الأمر مختلفا، بداية بشل الحركة بشارع محمد السادس، عبر إغلاق كل الطرق المؤدية إليه، وكان تعامل مسؤولي الأمن في الحملة المعززة بثلاث مدرعات صارما للغاية، بث الخوف في نفوس مواطنين، غادروا في الحال. كان الوضع تحت السيطرة، إلى أن فوجئ مسؤولو الحملة بنفر من المواطنين متجمهرين بزنفة «لعفو» بدرب الكبير. ترجلت جميع العناصر الأمنية لتفريقهم، فتبين أن من بينهم عون سلطة، حل لتسليمهم رخص التنقل الاستثنائية. عم الغضب مسؤولي الأمن، إذ وبخوا العون وطالبوه بالمغادرة في الحال، في حين احتج عليه مواطنون، وأجمعوا على القول إنهم يخشون المرض، لكنه يوزع الرخصة بمحاباة. وبحلول الليل، رفع رجال الأمن من درجة صرامتهم، مع كل من ضبط في الشارع، ما مكن من شل حركة البيضاء تقريبا في بادرة مشجعة جدا.

العسكر بشوارع البيضاء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المكتب الوطني للكهرباء والماء ينفي تعليق استخلاص الفواتير

صور من "كازا" ... التزام بالحظر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات