الشيخ يوصي أتباعه بالجماعة

في آخر ليلة من شهر ذي الحجة لسنة 1422 وضع الشيخ عبد السلام ياسين آلة تسجيل أمامه وذكر الساعة والتاريخ وخاطب أتباع الجماعة قائلا «سجلوا وصيتي هذه...» وبعد البسملة والسلام على الرسول الكريم أضاف «مرمى وصيتي هذه وغايتها أن يقف عليها مؤمن ومؤمنة ويسمعانها بصوتي مسجلة.. فيترحماني علي.. والقصد الثاني أن يتذكر متذكر خلاصة ما دعونا إليه يوم كنا من سكان الأرض الدنيا.. وكي يدعو داع لتلتئم أواصر الصلة ويتحقق التزاور والتحاب في الله عز وجل عبر الأزمان لا تحبس الصلة برازخ الموت... أئمة المسلمين أخرجوا عن رسول الله صلى الله قال: ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي به أن يبيت ليلتين إلا ووصية مكتوبة عنده، ألا إن لي أشياء أوصي بها من يسمع ويعقل.. صدى ترجّعه أجيال العدل والإحسان إلى يوم الدين، وتشهد يوم القيامة الأشهاد أن عبد السلام ياسين؛ عبد مفتقر إلى عفو ربه مقر بذنبه يشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد وأن سيدنا ومولانا محمد عبده ورسوله أرسله بدين الحق... ثم اوصي من وقف على كلماتي هذه.. بما أوصى الله عز وجل به الإنسان، بوالديه حسنى بما أرضعت الأم وحملت، وبما كفل الأب جريا لا حول ولا قوة له... وأوصي بما أوصى به الله عباده المؤمنين من وصايا سورة الأنعام ليتميز المؤمنون عن المشركين .. وأن نحسن للوالدين وأن لا نقتل أولادنا .. ومن أقساه أن نترك عوامل التضليل والفساد تغتالهم من بين أيدينا.. وأن لا نقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق... وأوصي بالوصايا الأربع التالية مذكرا بما ذكر به الله عز وجل في حق ... أن لا نقرب مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن، وأن نوفي الكيل بالميزان والقسط، وأن نعجل ولا نحابي في الحق، وأن نفي بعهد الله، كل ذلك مفهوما في إطلاقه في الخلق الفردي والتدين الخاص، مفهوما في تقيده بروابط العدل الجماعي بالسياسي... وأوصي بأم الوصايا .. تلك التي وردت في آية منفردة موجهة لنا معشر المؤمنين لعلنا نكون من المتقين وتلك هي اتباع الصراط المستقيم.. تحذرنا الوصية الأم من اتباع السبل التي تفرق وتبعدنا عن الجادة وتفرقنا عن سبيل الله وأوصي بما أوصى به أبونا إبراهيم عليه السلام... الذي أوصى بنيه أن لا يحيدوا عن الدين الذي اصطفاه الله عز وجل لهم وأن لا يموتوا إلا وهم مسلمون ... فأوصي بما أوصى به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع.. عاهدا إلى صحابته الكرام.. أن لا نرجع بعده كفارا .. وأن نحذر المسيح الدجال وأن نمسك عن دماء المسلمين وأموالهم، إذ هي علينا حرام، وأن نصون أعراض المسلمين ... وأوصيكم أن تتمسكوا برابطة الجماعة»... وفي مقطع متأخر من تلك الوصية يقول الشيخ عبد السلام ياسين «جاءنا الخبر الصحيح الصادق من النبي صلى الله عليه وسلم أن مجالس الذكر والنصيحة تحبوها الملائكة وتحيط بها ويتنزّل عليها الملائكة، إذا ضج قوم بشتى الفجاج وغذاه هوس المهوس فخِفّ (أي أسرع) إلى حيث تنفح من طمأنينة النفس الأنفس عبير المصلين والذاكرين وطيب المساجد والأحلس (يقال في العربية فلان حلس بيته أي يلزمه)، وأقصد أحلس المساجد؛ الملازمين الصلوات. ثم أقول في نظمي: مع البادين تمد يد العون للبائس الأبأس ومع العاملين تشير اجتهادا، وأنت يا أخي مع العالم المدروس مع العالمين تشمر جهدك لا تبتئس قط ولا تيأس...». هذه مقتطفات من وصية صوتية للشيخ ياسين تتناقلها المواقع الإلكترونية، ولا أحد يستطيع أن يجزم نسبتها إليه.. محمد أرحمني

الشيخ يوصي أتباعه بالجماعة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

منزل الشيخ بالرباط محج آلاف المشيعين منذ الصباح الباكر

الجماعة بعد ياسين...صراع الزاوية والحزب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات